إن لم يسبق لك أن شاهدت مقدم برنامج، يستقبل ضيوفه بإطلاق الرصاص في الاستديو، فهذا يعني أنك لم تتابع برنامج "غنيلي ت غنيلك"، الذي تعرضه قناة "الجديد" اللبنانية، ويقدمه علي الديك..والديك الذي استبقل رويدة عطية بطلقتي بندقيته وصف ضيفته بأنها تحمل ريحة حور حمص وياسمين الشام..وأعد لها حلقة تلفزيونية من العيار "التشبيحي الثقيل".
استديو المزرعة السعيدة
ليس صوت الرصاص وحده من استقبل عطية، بل أيضاً أصوات الحيوانات الموجودة في الاستديو المزرعة، إذ سبق دخول عطية والديك إلى الاستديو مشهد قصير لديك حقيقي وخاروف ..والغريب أن مخرج البرنامج لايجد حرجاً من إقحام مشاهد حيوانات الاستديو كفواصل، فمرة يطل علينا علي الديك وأخرى يطل ديك، وفي مشهد آخر يطل خاروف وحصان.
علي الديك ورشاش الـ 500
بموال أكثر من استفزازي، يبدأ علي الديك الحلقة مغنياً لرويدا عطية الكلمات التالية: والله لاطلع دورية برشاش الـ 500، والملفت أن عطية تعجبها كثيراً كلمات الأغنية لدرجة أنها تبدأ بالتصفيق والضحك الهستيري.
ورويدة عطية أو سفيرة سوريا -كما وصفت نفسها خلال الحلقة-، لاتنسى الحديث عن أدق تفاصيل الصفعات التي كانت تتلقاها من والدتها عندما كانت صغيرة، ولكنها تنسى أن توجه ولو كلمة عزاء واحدة لأمهات سوريا.. ومن الأحاديث التي أثارت حفيظة المذيعة اللبنانية غريس المشاركة في الحلقة، هو مبالغة الديك وعطية في الحديث عن العنف الذي تعرضا له في طفولتهما من قبل والديهما، خاصة أن علي الديك أكد أنه من الطبيعي أن ينال الطفل "لبطة" بقدم والده!!
علي الديك على خطى صباح فخري!!
أن يصل مغني بسوية وإمكانيات علي الديك إلى ماوصل إليه، أمرٌ قد يحدث ويتكرر كثيراً في عصر الغرائب الذي نعيشه، أما الذي لايمكن تصديقه هو أن يتجرأ علي الديك ويشبه نفسه بالفنان صباح فخري، فعندما كانت رويدة عطية تتحدث عن كيفية اهتمام فخري بعازفيه وعنايته بالمسرح كان علي الديك يواقفها قائلاً: متلي..متلي.. ولايكتفي بذلك بل يعطي الديك دروساً بالعُرب الغنائية، وبأهمية الالتزام بضرورات الطبقات الصوتيةّ!..وبدورها تشيد عطية بالفن الساحلي واصفةً إياه بأنه أفضل فن سوري!
مطربة حمص وضواحيها
ومن غرائب الحلقة أيضاً ذاكرة رويدة عطية وعلي الديك الحديدية، إذ أنهما استعرضا ذكريات غنائيهما منذ نعومة أظافرهما، فما كان الجميع يجهله أن علي الديك ورويدة عطية يغنينان منذ أن كان عمرهما خمس سنوات!..وأن رويدة عطية كانت في صغرها مطربة حمص وضواحيها حسب ما حكت، واسم حمص المدمرة اليوم لم يثير عند مطربتها؛عطية، أي أثر بل إن من يتابع الحلقة يحسب أنها مسجلة قبل الثورة السورية بأعوام.
المحقق علي الديك
تفلت شخصية "المحقق" من علي الديك أكثر من مرة أثناء طرحه الأسئلة على رويدا عطية، لدرجة تجعل المشاهد يشعر وكأن علي الديك يستجوب أحد المعتقلين، أما ما لا يمكن تمريره هو أن علي الديك يأمر الجمهور بالتصفيق قائلاً: "صفقوا وليه..صفقوا وليه"..وهنا يمكن منح محطة الجديدة جائزة المحطة الأولى التي تسمح لمقدم بمنادته جمهوره بكلمة "وليه"!!
لمى شماس - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية