-اتفاق موسكو مع واشنطن حول بشار من منبوذ إلى شريك، بشار لم يستبعد أبدا، وليس هناك سبب للاعتقاد في استبعاده.
-ليس لدي انطباع بأن قطر ستغير موقفها من الأزمة السورية، في ظل حكم الشيخ تميم
-يمكن أن يسهم بشار الأسد إسهاما كبيرا في الانتقال بين سوريا، التي هي ملك والده وملكه، إلى ما أسميه الجمهورية الجديدة لسوريا.
-بخصوص الأزمة السورية، لا فرق بين مواقف أحمدي نجاد وروحاني
-لم نصل بعد إلى مواجهة شاملة، بين السنة والشيعة، ولكننا لم نعد بعيدين عن هذه المواجهة.
-ما يهدد سوريا ليس تقسيم البلاد، بل نوع من "الصوملة" أكثر ديمومة وعمقا مما شهدته الصومال نفسها!
-إذا كانت هذه ليست حرباً أهلية، فلا أعرف ماذا يمكن أن نطلق عليها
بعد انقضاء 14 شهرا على توليه مهمته العبثية، والتي سماها هو نفسه "المهمة المستحيلة"، اختارت مجلة "جون أفريك" الفرنسية أن تجري لقاء مع المبعوث الخاص لسوريا الأخضر الإبراهيمي، مفتتحة إياه بتعداد مزايا الرجل الدبلوماسية، وكيف تولى في الثمانينات مهمة وساطة بين حافظ الأسد وياسر عرفات.
وقد تولت "زمان الوصل" ترجمة أهم ما جاء في هذه المقابلة التي نشرت الإثنين 28 تشرين الأول، وركزت كلها على الشأن السوري، وما يسمى مؤتمر جنيف2، وقد طرح فيها الإبراهيمي جملة من الآراء المثيرة للجدل.
ففي أحد أسئلتها، قالت "جون أفريك" للإبراهيمي: كيف تصف طبيعة الصراع في سوريا؟، فرد: "من المفارقات أن أحد الأشياء القليلة التي يتفق على جميع السوريين، هو القول بأن ما يجري ليست حربا أهلية، فالحكومة تزعم أن القتال ضد الإرهاب وتنفيذا لواجباتها في حماية شعبها، والمعارضة تقول إنه كفاح ضد ديكتاتورية استمرت فترة طويلة جدا!".
ولكن المجلة عادت فأحرجت الإبراهيمي بالسؤال، وأنت ما رأيك؟، فأجاب: قد يكون قليلا من الشيئين (مزيجا)، ولكنها بالتأكيد حرب أهلية، في يوم من الأيام قالت لي امرأة سورية إن لديها ابنين واحد في الجيش النظامي والأخر في الجيش الحر. إذا كانت هذه ليست حربا أهلية، فلا أعرف ماذا يمكن أن نطلق عليها"
جون أفريك: هل تعتقد حقا أن لدى بشار الأسد الإرادة في تدمير مخزونه الكيماوي؟
الإبراهيمي: العملية تسير على المسار الصحيح، ولا أرى سبباً للتشكيك في نتائجها.
جون أفريك: الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن هذا الجانب (الكيماوي) أعاد تعويم بشار؟
الإبراهيمي: كان منبوذا فأصبح شريكا، بشار لم يستبعد أبدا، وليس هناك سبب للاعتقاد في استبعاده.
جون أفريك: متى التقيته آخر مرة؟
الإبراهيمي: منذ حوالي 10 أشهر، أواخر ديسمبر كانون الأول 2012.
جون أفريك: ظهر واثقا من نفسه؟
الإبراهيمي: أياً كان يقول الناس، لم يكن لديه شك بأنه سينتصر.
جون أفريك: هل تعتقد أن بشار جدي في مسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية في منتصف 2014؟
الإبراهيمي: العديد من المحيطين يعتقدون أن ترشحه بات حقيقة. وهو قال إن الترشح حق مطلق له، ولكنه سوف يقرر عندما يحين الوقت. لقد قال بشار إنه يثق بأنه سيكمل ولايته الحالية. وما أقوله بصوت عال لجميع السوريين هو أن التاريخ يعلمنا أن ما بعد الأزمة ليس كما قبلها. ومن هنا يمكن أن يسهم بشار الأسد إسهاما كبيرا في الانتقال بين سوريا، التي هي ملك والده وملكه، إلى ما أسميه الجمهورية الجديدة لسوريا.
جون أفريك: يعني أن بشار جزء من الحل، وليس الحل كله؟
الإبراهيمي: الجواب هو لا
جون أفريك: خلال ما يسمى مؤتمر جنيف2، المقرر عقده منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، سوف يجتمع حول الطاولة، الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن ووزير الخارجية السوري، هل ترغب في مشاركة بلدان المنطقة أيضا؟
الإبراهيمي: نعم بالطبع
جون أفريك: بما في ذلك إسرائيل؟
الإبراهيمي: بالتأكيد لا. لا المعارضة ولا النظام يحبذان.
جون أفريك: والمملكة العربية السعودية وإيران؟
الإبراهيمي: واضح، بدونهما، سوف يكون الحوار غير مكتمل، عليك أن تكون واقعيا، كل أولئك الذين لديهم مصلحة أو نفوذ يجب أن يشاركوا.
جون أفريك: ماذا عن المعارضة السورية؟
الإبراهيمي: إنهم يتناقشون لمعرفة من الذي يمكن أن يمثلهم، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الأمر يتطلب بعض الوقت، بل إن بعضهم قد يشعرون أن لا ينبغي أن يأتوا إلى جنيف.
الأمر معقد جدا! في هذا النوع من الحالات، وهناك العديد من المعسكرات، المعارضة المسلحة وغير المسلحة، والمعارضة من الداخل والخارج، الإسلاميون، العلمانيون.. إلخ. يجب علينا أن نفهم أن جنيف2، ليس غاية في حد ذاته بل هو بداية. نأمل أن المعارضة سوف تتمكن من الاتفاق على وفد له مصداقية وصفة تمثيلية. يجب علينا أن لا نخدع أنفسنا فلن يكون الجميع ممثلا وموجودا، ومع ذلك، فإن نتيجة هذه العملية تشمل أكبر عدد ممكن من الناس.
جون أفريك: إذا قرر الإسلاميون، وهم يملكون موقعا قويا بين الثوار، أن لايذهبوا للمؤتمر فسوف تكون هناك مشكلة حقيقية؟
الإبراهيمي: ربما. لكن لننتبه، هناك نوعان من الإسلاميين، المهتمون بالبحث عن السلام، والآخرون المرتبطون بالقاعدة، مثل جبهة النصرة، وهؤلاء يرغبون في إسقاط النظام، إنهم لا يقاتلون من أجل بناء جمهورية سورية جديدة، بل يهدفون لإقامة دولة إسلامية، وبالتالي فإن جنيف ليست مهمة لهم على الإطلاق.
جون أفريك: ألم يقبل بشار الأسد التفاوض تحت التهديد باستخدام القوة ضده؟
الإبراهيمي: هو (بشار) يقول العكس، يقول إن موقفه الجديد ليس ناتجا عن التهديدات، بل ناجم عن تحليله للواقع. الحقيقة أن الأمريكان ليس هم من دعا بشار للتفاوض، بل الروس.
جون أفريك: قطر منخرطة بشكل كبير في الأزمة السورية، من خلال دعمها للمعارضة، هل تعتقد أن وصول الشيخ تميم إلى السلطة يمكن أن يغير موقف الدوحة؟
الإبراهيمي: لا، ليس لدي هذا الانطباع
جون أفريك: وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، هل هو شريك موثوق به؟
الإبراهيمي: تماما، هو وأنا نعرف كلينا جيدا، وقد كان سفير بلاده لدى الأمم المتحدة ، وهو محترف وخبير كبير في شؤون الشرق الأوسط وسوريا.. الروس يعرفون سوريا جيدا. عندما سقط بن علي ومبارك و القذافي، هناك من قال إن بشار لن يبقى أكثر من 3 أشهر، وحدهم الروس قالوا: "حذار، نحن نعرف هذا البلد، ونعرف كيف تدار سوريا، إنها أكثر تعقيدا".
جون أفريك: هل تعتقد أنه يمكن أن يكون هناك فائز في هذا الصراع؟
الإبراهيمي: لا، لا أحد يمكنه الانتصار، ولا أحد سينتصر في هذه الحرب. قلت ذلك منذ اليوم الأول.
جون أفريك: هل تعتقد أنه لا يزال من الممكن، وبعد كل ما حدث، ترميم النسيج الوطني السوري؟
الإبراهيمي: نعم، أعتقد ذلك. ما يهدد سوريا ليس تقسيم البلاد. أشك في أن العلويين يريدون حقا إيجاد جيب لهم في جبالهم الصغيرة، لأنهم يعرفون جيدا أنه لن يكون قابلة للحياة. الخطر الحقيقي الذي يهدد هذا البلد هو نوع من "الصوملة" أكثر ديمومة وأكثر عمقا عما رأيناه في الصومال.
جون أفريك: هل فكرت بالتخلي عن مهمتك؟
الإبراهيمي: مرات عديدة، لابل تقريبا كل يوم، لقد قدمت بالفعل استقالتي في إبريل/ نيسان، لكن الاتفاق بين لافروف و كيري (اتفاق الكيماوي)، فضلا عن إصرار معظم اللاعبين الدوليين جعلاني أغير رأيي.
جون أفريك: فكرة وجود هلال شيعي يقاتل محورا سنيا هل تبدو ذات صلة بالأزمة حقا؟
الإبراهيمي: لدينا هنا مشكلة، وليست وليدة اليوم أيضا. أتذكر حديثي مع العراقي آية الله السيستاني، عندما وصلت إلى بغداد في عام 2004. لقد شرحت له أن قد يكون لدينا مشكلة بين السنة والشيعة من إندونيسيا إلى المغرب. فأجاب بأن العراق ليس باكستان، (حيث هناك توتر واقتتال طائفي)، لكنه كان مخطئا..لم نصل بعد حتى الآن إلى مواجهة شاملة، رغم بروز العديد من التوترات في لبنان والعراق وباكستان أو البحرين، ولكننا يجب أن نكون حذرين للغاية لأننا لم نعد بعيدين عن هذه المواجهة.
جون أفريك: ما هو دور إيران في الصراع السوري اليوم؟ أتلعب دور حلّال العقد أم هي عقبة؟
الإبراهيمي: من وجهة نظري، كل شخص هو حاجز.. بجدية. موقف إيران واضح: لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، يجب أن يكون التوصل إلى اتفاق بين الحكومة والمعارضة، وعقد انتخابات حرة يتم الإشراف عليها من جانب الأمم المتحدة. أشعر أنهم يعتقدون أن بشار سيفوز في الانتخابات بسهولة.
جون أفريك: بين أحمدي نجاد (الرئيس الإيراني السابق) وروحاني (الرئيس الحالي)، هل لمست تغييرا في الخطاب والمواقف من طهران؟
الإبراهيمي: في قضايا أخرى، مثل العلاقات مع الولايات المتحدة، بالتأكيد لمست تغييرا، ولكن بخصوص الأزمة السورية، لا، ليس تماما.
جون أفريك: وأين إسرائيل في كل هذا؟
الإبراهيمي: أشعر أنه مهما كانت الأوضاع فإن إسرائيل هي الفائزة، إذا ذهب بشار، فإن سوريا سوف تستغرق وقتا طويلا لتحقيق الاستقرار. إذا بقي بشار، وسوف يبقى ضعيفا جدا. وإذا استمرت الحرب، سوف تكون جيدة بالنسبة لإسرائيل.. وبالإضافة إلى ذلك، كانت الأسلحة الكيميائية هي السلاح الوحيد الذي يخشاه الإسرائيليون.. باختصار، في كل مرة إسرائيل تفوز، ولست متأكدا من أن العرب يدركون هذا.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية