أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تقرير حقوقي: معارك وقتلى واعتقالات وإهانات أثناء تنفيذ مبادرة فك الحصار عن معضمية الشام

أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قوات الأسد استهدفت المدنيين الذين خرجوا من معضمية الشام تنفيذا لمبادرة الصليب الأحمر بتخليص مدنيين من حصار دام نحو سنة.

وكشفت الشبكة نقلا عن مدنيين خرجوا من البلدة أن قوات الأسد قصفتهم بوجود وسطاء من الصليب الأحمر الأمر الذي دفع هؤلاء إلى الفرار بجلدهم، ومن ثم اضطر الجيش الحر للتدخل إنقاذا لمدنيين وقعوا في فخ كذبة النظام بفك الحصار.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن قتلى وجرحى، وعودة المدنيين المتواجدين إلى بساتين المعضمية.

جاء ذلك في تقرير أعدته الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالاستناد إلى مقابلات مع 6 أشخاص من أهالي المعضمية بينهم طبيب، بمن فيهم شهود شاهدوا أو سمعوا القوات النظامية وتلك الموالية لها وهي تقبض على أقاربهم ثم تقوم بإعدامهم.

وفيمايلي نص التقرير:
"الجوع حتى الموت.. حصار مدينة معضمية الشام

الجهة التي أعدت التقرير: الشبكة السورية لحقوق الإنسان
يعرض التقرير نواحي الحصار الذي فرضته القوات النظامية على بلدة المعضمية والذي بدأ بتاريخ 18-11-2012 كما يتحدث عن حالات الوفاة جوعا وعن حالات النزوح وقصف القوات الحكومية للمدنيين.

يستند التقرير إلى مقابلات مع 6 أشخاص من أهالي المعضمية بينهم طبيب، بمن فيهم شهود شاهدوا أو سمعوا القوات النظامية وتلك الموالية لها وهي تقبض على أقاربهم ثم تقوم بإعدامهم.

قام بإعداد التقرير فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان في ريف دمشق والفريق اللوجستي خارج سوريا وكل ذلك بالتعاون والتنسيق مع الأهالي والنشطاء داخل معضمية الشام.

تقع معضمية الشام غرب مدينة دمشق في الغوطة الغربية وهي تابعة إداريا إلى منطقة داريا التابعة لريف دمشق، ويبلغ عدد سكانها الحالي 12 ألف نسمة.

يحدها من الشمال ثلاثة أفواج عسكرية تابعة للفرقة الرابعة ومن الجنوب الشرقي معسكر تابع لمنظمة فلسطينية تابعة لجيش النظام, من الغرب معسكر "مساكن الضباط" و"كتائب سرايا الصراع" وثكنة "يوسف العظمة" التابعين لقوات النظام, ومن الشرق مطار المزة العسكري.

بدأ حصار القوات الحكومية على المنطقة منذ تاريخ 18-11-2012 حيث قامت بتطويق المدينة من جميع الجهات بالحواجز العسكرية والآليات العسكرية, مع التركيز الشديد على مداخل المدينة والطرق الرئيسة حيث تم نشر قرابة 20 حاجزا ينتشر عليهم جنود من الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية مدعومين بدبابات تي 72 وتي 82 وعربات الشيلكا.

رواية الشاهد محمود أبو علي وهو أهالي المعضمي وكان التواصل مع الشاهد عبر حسابه على "السكايب":
"المدينة تعاني من شح في جميع المواد الغذائية والطبية والأدوية والمحروقات إضافة إلى القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة يوميا كما استخدم النظام السلاح الكيماوي ضدنا وقد أصبنا بعدها بحاله رعب شديد, أبناء المدينة تعرضوا لمختلف أنواع الموت حتى الموت جوعا, هناك 7 أطفال استشهدوا في الآونة الأخيرة نتيجة الجوع, إضافة للانقطاع الكامل للتيار الكهربائي والمياه الاتصالات".

رواية الشاهد "أمير المعضماني" وهو من سكان المدينة كان أيضا التواصل معه عبر حسابه على "السكايب".

"المشافي والمستوصفات مدمرة ما يقارب %80 والمدارس والمساجد بعضها سويت على الأرض, منازل المدنيين لم تسلم من القصف حيث تم تدمير %75 من المدينة الجوع مسيطر على المنطقة بشكل كامل, قوات النظام تمنع دخول الأطعمة والأدوية والمحروقات والمآسي في المعضمية أكبر من أن نحصيها بعدد".

دعا العديد من الحكومات ومسؤولي الأمم المتحدة رفيعي المستوى و منظمات حقوقية من ضمنها الشبكة السورية لحقوق الإنسان الحكومة السورية إلى منح حق الوصول الإنساني إلى القصير أثناء القتال بها في مايو/أيار ويونيو/حزيران. لكن مجلس الأمن لم يصدر بياناً بشأن حق الوصول قبل انتهاء القتال بسبب العرقلة الروسية.

رفضت الحكومة السورية دعوات دولية عديدة لإجلاء المدنيين ورفضت منح حق الدخول لمراقبين مستقلين كان بوسعهم تسهيل عمليات الإجلاء.

في 2 يونيو/حزيران قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن سوريا لن تمنح اللجنة الدولية للصليب الأحمر حق الدخول إلا بعد انتهاء القتال.

لقد منعت القوات الحكومية دخول الأغذية والخبز والطحين والدواء وحليب الأطفال والمحروقات إلى مدينة المعضمية في سياسة لتجويع السكان كما منعت مايعرف باللجان الشعبية (الشبيحة) من دخول المساعدات الأممية إلى المنطقة، ما أدى إلى إغلاق الأسواق بشكل كامل.

يقول مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني:"إن النظام السوري يقوم بعمليات ممهنجة في التجويع والإفقار كي يقوم الأهالي بعقد مقارنة بين ما كانت عليه أحوالهم قبل قيامهم على النظام السوري وبين ما أضحت عليه أحوالهم الآن وبالتالي يتمنون العودة إلى ماكانوا عليه حيث كانوا يأكلون ويشربون بغض النظر عن الاستبداد والقمع وتكميم الأفواه وإهانة الكرامة ويفعل ذلك في المناطق التي خرجت عن سيطرته فمثلا ربطة الخبز في مدنية دمشق 20 ليرة بينما في ريف دمشق قد تصل إلى 300 ليرة إن وجدت".
لقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 11 مواطنا في معضمية الشام منذ بداية الحصار عليها بينهم 10 أطفال وسيدة بسبب نقص المواد الغذائية والأدوية يقول مدير الشبكة "هؤلاء لم يقتلوا بسبب القصف أو الإعدام بل جاعوا حتى الموت".

أخبرنا الأستاذ ياسر وقد زار بنفسه عدد كبير من العائلات التي غادرت مدينة معضمية الشام:
"زرت أكثر من 8 عائلات ممن خرجوا من مدينة المعضمية عن طريق الهلال الأحمر واستفسرت عن كثير من الأمور و المواضيع العسكرية والخدمية والطبية و الإنسانية والإغاثية منهم وحتى شخصية..
التعامل بين الناس في المعضمية يكون عن طريق المقايضة وليس بيع و شراء, وذلك لعدم وجود عملة أو نقود في المدينة.

لا يوجد طعام في المدينة, الناس تأكل الأعشاب وأوراق الأشجار والنباتات، طبعاً الناس عبارة عن هياكل عظمية بمعنى الكلمة داخلها روح فقط لا غير الناس تموت من الجوع, المواد الإغائية لا تصل إلى المدينة بسبب حصار قوات النظام.

طبعا لا يوجد ماء ولا كهرباء ولا اتصالات، معظم العائلات فقدت العديد من أبنائها".
بالإضافة إلى حصار المدينة بالحواجز لم تتوقف القوات الحكومية عن قصفها بشكل يومي ما أدى إلى تهدم %60 من المباني السكنية بشكل كامل وغالبا ما كان القصف يستهدف المرافق العامة (المشافي والمدارس والمساجد, المستوصفات).

الوضع الطبي:
جميع المشافي والمستوصفات والمراكز الطبية تعرضت للقصف من قبل القوات الحكومية و أغلبها تم قصفها و استهدافها على نحو متعمد، ما أخرجها عن الخدمة فجميعها مغلق بشكل كامل عدا مركزيين طبيين يعمل بهما خمسة أطباء و40 ممرضا ويعانون من شح في المواد الطبية أدى إلى أن بعض المعدات المصنعة للاستخدام مرة واحدة, تستخدم لعدة مرات بعد تعقيمها وذلك بسبب الحصار المفروض على المدينة.
أخبرنا الدكتور عمر الحكيم وهو يعمل في المركز الطبي في معضمية الشام:

"تعرضت المدينة لقمع شديد من قبل قوات النظام والشبيحة منذ بداية الاحتجاجات السلمية ومنذ حوالي 10 أشهر وبعد تصدي أفراد الجيش الحر لمحاولة قوات النظام لاقتحام البلدة بدأ الحصار الشديد وأصبحت الحالة الإنسانية معدومة حيث تعاني من نفاذ كل المواد الغذائية من المدينة، لم يتبقَّ للأهالي ما يأكلونه سوه بعض النباتات، المدينة خالية من المواد الغذائية نهائيا ما يقارب 12000 مدني محاصر من 10 شهور بينهم 7 آلاف طفل وامرأة الكهرباء مقطوعة من 10 شهور الطحين مفقود من 7 شهور الخبز اليابس مفقود من 5 شهور والآن نفذت كل المواد التموينية.

إضافة لفقدان كامل المواد الطبية, معالجة المصابين تكون بمواد بدائية والأدوات المعدة للاستخدام لمرة واحد نستخدمها لعدة, الأدوية تكاد تكون معدومة والمضادات الحيوية لا تعطى إلا حبة واحدة للمريض في حالات الضرورة القصوى.المدينة الآن على أبواب كارثة إنسانية حقيقة".

الوضع التعليمي:
في معضمية الشام 22 مدرسة جميعها مغلقة ، 15 مدرسة منها دمرت بشكل كامل نتيجة القصف من قبل القوات النظامية و الباقي تعرضت للدمار بشكل شبه كامل والذي أخرجها عن الخدمة.
كما يوجد في المدينة 11 مسجدا جميعا تعرضت للقصف وتدمرت أجزاء كبيرة منها وقد استخدم الأهالي المساجد غير المدمرة للتعليم والإقامه.

في يوم السبت 16-10-2013 قامت عناصر من الصليب الأحمر بالتقدم لمساعدة الأهالي للنزوح من المدينة، لقد أنذرت قوات النظام أهالي المدينة لأن عليهم إخلاءها وقد أعلنها الإعلام الرسمي بأنها منطقة عسكرية، أثناء قيام الأهالي بالنزوح و عند مدخل المدينة الغربي استهدفتهم قوات النظام بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى سقوط شهيد.

كما أدى القصف أيضا إلى وقوع حوالي 20 مصابا رواية الناشط الإعلامي مراد الشامي و الذي كان متواجدا حين محاولة إجلاء المدنيين.

"تمت محاصرة مدينة معضمية الشام مع بداية معركة داريا وذللك بسبب موقع المدينة الهام جدا حيث إنها بين مطار المزة العسكري ومساكن السومرية والحي الشرقي ومستوطنات مساكن الشرطة وسرايا الصراع وضاحية يوسف العظمة ومساكن الفرقة الرابعة إضافة للفرقة الرابعة والفوج 100.

إن منطقة المعضمية منطقة عسكرية ولا يوجد أي طريق دخول أو خروج منها منذ بداية معركة داريا.
يعني لا يوجد حاجز عسكري تفتيش أو بغير تفتيش .. كل المداخل عليها قناصون وممنوع العبور من وإلى المدينة .. يعني هي سجن وكل من يحاول الخروج فورا يتم قنصه وإستهدافه بدبابات الشيلكا والرشاشات الثقيلة والقناصات الحرارية وحواجز اللجان الشعبية العلوية.

منذ اربعة أشهر قد حددنا أكثر من عشرة مواعيد لاخراج المدنيين مع لجنة الأمم المتحدة
وكانت هناك اتصالات كثيرة مع الصليب الأحمر وتعهدوا لنا بإدخال المساعدات ولكنهم لم يدخلوا الأغذية ولم يفكوا الحصار.

تدخل الصليب الأحمر ووازرة المصالحة بشيئ وحيد وهو إخلاء المدينة.

دخلت راهبة اسمها فادية اللحام وطلبت ضمانا من المدينة وكنت أحد الذين ساعدوها وأمنّاها على أساس أنها تخرج من يريد وقلنا لها تصرفي براحتك.

وفي اول يوم بتاريخ 12-10-2013 خرج حوالي 1000 مدني .. وفي اليوم التالي تجمع حوالي 2000 ولكن لم يخرج سوى 500 منهم وقالوا لهم الباقي غدا.

اليوم عندما تجمع الناس وصلت فاديا وصديقاتها وقالت أنا جهزت باصات للشباب من أجل الخروج وليس فقط النساء وقالوا لها أكملي بالأطفال والنساء مؤقتا.

كانت بعدها فترة قليلة لا تتجاوز العشر دقائق وبدأ القصف على حواجز الجيش الحر والتي تبعد أكثر من 200 متر عن حاجز النظام ومن ثم بدأ القصف على المدنيين العالقين في المنتصف وكان الشهداء من الجيش الحر ومن ثم من الأطفال والنساء.

آلاف المدنيين لا يزالون محاصرين في المدينة 
رواية إحدى النازحات التي كانت موجودة حين القصف ورفضت الكشف عن هويتها
"أول الشي الاتفاق صار بين يوم و ليلة وما كان حدا عرفان فيه، يلي دبر هدا الاتفاق هني شخصين من المعضمية (سمير الغندور وعلي الغندور ), برات المعضمية طبعا بس برأيهن كان هدا الحل الأنسب.. و كان الواسطة بين النظام وأهالي المعضمية الصليب الأحمر و الراهبة فاديا اللحام..
بالفعل أول ثلاثة أيام جرى إجلاء لعدد من المدنيين..
أعداد ماشي حالها..
يلي طلع لوحده نفد, أما يلي طلع مع باصات النظام فما خلوه يطلع من الأماكن يلي حطهن فيها إلا بعد توقيع كفالة من حدا من برا (يعني حدا يتكفله بيطلع وما إله حدا فما بيخلوه يطلع).
ووقت الناس بيطلعوا من المعضمية كمان الأمن بيفتش على الهويات و بيشوف إذا إلهن اسم أو لاء, و جرت عدة حالات اعتقال.

طبعا يلي طلعوا مو بس من المعضمية و إنما من داريا كمان..
اليوم تقريبا 3000 شخص حاولوا يطعلوا, و وقفوا عند نقطة تجمع الباصات..
و بعدين بدأ القصف من الفرقة الرابعة على هي المنطقة يلي واقفين فيها وإلي هيه عند معامل آسيا من جهة جديدة عرطوز يعني الجهة الغربية للمدينة, وبالتحديد عند مدارس الأوائل عند أوتوستراد الأربعين.

النظام أول الشي ضرب قذيفة هاون وحدة, على بعد 50 متر من مكان تواجد المدنيين..
بعد القذيفة مباشرة انسحب فريق الصليب و الراهبة.

و فورا بعد انسحابهن بدأ القصف بالمدفعية على المدنيين أنفسهن.. و هون سقط منهن عدد كبير من الجرحى و الشهداء.

و هون تدخل الجيش الحر وصار يحاول إجلاء المدنيين وإسعاف الجرحى وأخذ الشهداء...
و صار في مواجهات بينه وبين قوات النظام يلي حاول سحب مدنيين ليستخدمهن دروع بشرية وهني بالأصل دروع بشرية بهديك المنطقة لإنها محتلة من قبل النظام...
مات تنين من قوات النظام وانجرح خمسة منهن، والجيش الحر بالنهاية استطاع نقل المديين من داريا والمعضمية لجوا المعضمية عن طريق البساتين.
و هي المنطقة منطقة البساتين من أكتر المناطق المستهدفة بالعادة لإنو الجيش الحر مرابط فيها و بييتحصن فيها.

يعني رجعوا للحصار وبشكل أسوأ, و القصف لساته مستمر لحد هي اللحظة, و قصف عنيف جدا، يلي طلع بسيارات لوحده صار عند أهاليه, الناس يلي طلعت مع النظام أخدهن لمدرسة بضاحية قدسيا".

إن القوات الحكومية التي تقوم بفرض حصارها الخانق على تلك القرى يجعل من الصعوبة الشديدة إدخال المواد الطبية والتموينية، ويحرم المئات من العائلات من المغادرة والانتقال إلى مناطق آمنة وهذا كله خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني الذي يحكم النزاع في سورية حيث يتوجب عليهم السماح بمرور المواد الغذائية والطبية وإن كان هناك ضرورة لأخذ موافقة الحكومة السورية وأيضا بالامكان السماح لهم بالقيام بعمليات تفتيش تام لتلك القوافل، أما أن يتم منعها تعسفيا كما يحصل الآن فهذا غير جائز و يشكل نوع من العقاب الجماعي للسكان المدنيين، وهنا يتوجب على المجتمع الدولي التدخل الإنساني العاجل لإغاثة أهالي مدينة معضمية الشام من الجوع حتى الموت وممارسة ضغط حقيقي على الحكومة السورية لإدخال كافة المساعدات الطبية والغذائية والسماح بإخراج المدنيين وأن يكون الضغط الممارس على الحكومة السورية بحيث تنصاع إليه كما انصاعت وسلمت مخزونها من الأسلحة الكيميائية تحت التهديد بالقوه.

زمان الوصل - الشبكة السورية لحقوق الإنسان
(144)    هل أعجبتك المقالة (133)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي