التضليل الإعلامي يقتل ويسبي دروز جبل الزاوية!

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي ليلة أمس خبراً مفاده أن قرية "كفتين" في جبل الزاوية محافظة إدلب تعرضت لهجوم من قبل تنظيم دولة العراق والشام "داعش" وارتكاب مجزرة مروعة فيها بحق سكانها ذات الغالبية الدرزية، التي وبحسب المصدر المجهول راح ضحيتها نحو 30 مواطنا من أطفال ونساء وكهول. كما ويؤكد الخبر، سبي العديد من نساء القرية المذكورة.
ولم يغفل الخبر ذو المصدر المجهول حقيقة وقوف أهل قرية "كفتين" مع محيطها من القرى المجاورة موقف الداعم للثورة على كافة المستويات الإنسانية، كاحتضان اللاجئين من المناطق المجاورة الفارين من عسف النظام واّلته العسكرية، وعملهم الداعم على المستوى الإغاثي الغذائي والدوائي أيضا، ناهيك عن خروج العديد من التظاهرات السلمية في القرية والتي طالبت بإسقاط نظام الأسد.
وبالتواصل مع أكثر من ناشط في المنطقة وسؤالهم حول حقيقة الرواية الخبرية، أكدوا جميعهم عدم صحة الخبر وأن ما حدث هو عكس ذلك.
حيث روى أحد الناشطين الميدانيين من أهل المنطقة: أن ما حدث كان هجوماً من قبل فصيل من داعش على القرية، ولكن من قام بصد هذا الهجوم "كانوا شباب القرية بمؤازرة من الجيش الحر ودعم العديد من أهلنا السنة من جيراننا في القرى المجاورة"، وقد هزمت "داعش" بعد أن تكبدت خسائر في الأرواح والعتاد، وأن الخبر بشكله الذي طرح على شبكات التواصل الاجتماعي لم يكن إلا قلباً للحقائق واصطياداً في الماء العكر.
وأفادنا الناشط (ك. ن) بأن الحدث المزعوم والذي أفاد بدخول داعش ومقتل العديد من قرية كفتين وسبي نسائها، ما هو إلا إشاعة لا صحة لها أبداً.
ويضيف: إنها تأتي في سياق برنامج التضليل الإعلامي الذي عمد إليه النظام في محاولاته الحثيثة لإحداث الفتنة الطائفية بين المكونات السورية المتعددة، كما وتهدف إلى تأجيج حالة القلق والخوف والتوتر عند الأقلية الدرزية ووضعها أمام مخاطر البديل المحتمل، ما يجعلها عاجزة مسلوبة الإرادة كي تسهل عملية توظيفها لصالح معركته الشرسة ضد الشعب السوري.
الاحتقان الطائفي
وتواصلت "زمان الوصل" مع أحد الوجوه الاجتماعية في المنطقة وبعد تكذيبة للخبر فقال: "لا جديد في هذه المحاولة الواضحة لإذكاء نار الفتنة بين دروز جبل الزاوية ومحيطهم السني إلا اختلاف أسماء المناطق واختلاف الأطراف".
وتابع: بعد المحاولات الكثيرة الفاشلة والمستمرة لتأجيج حالة الاحتقان الطائفي وتفجير هذه القنبلة الاجتماعية بين أهل جبل العرب وأهلنا في سهل حوران وبعد اللعب على نفس الوتر في جبل الشيخ بين القرى ذات الأغلبية الدرزية مثل "حضر والمغر" وجيرانهم السنة في "بيت جن" أو أهلنا من مسيحيي "قطنا"، يقوم النظام الاّن في محاولة أخرى لزعزعة حالة التعايش الأهلي التاريخي بين دروز جبل الزاوية ومحيطهم السني، مؤكداً أن على العقلاء من كافة المناطق ذات التعددية المذهبية الانتباه والحذر والعمل على تفويت الفرصة على صاحب المصلحة الوحيد في هذا الصراع الطائفي.
كما أكد صحة الأنباء التي تفيد بوقوف كتائب من الجيش الحر والكثير من أهل القرى السنية المجاورة إلى جانب أهل قرية "كفتين" في وجه محاولة دخول داعش إلى القرية.
وأشار مصدرنا إلى حالة إجماع بين أهل المنطقة في جبل الزاوية دروزاً وسنة على ضرورة تقصّي الحقائق من أهلها وعدم الانجرار وراء الأخبار العبثية المغلوطة منعاً للفتنة التي تشكل مفتاحا للقضاء على الثورة السورية بصفتها ثورة جامعة لكل مكونات الشعب السوري.
سارة عبدالحي - السويداء - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية