البعض يحاول تيئيس من يكتبون عن الفساد والفاسدين ويشيرون الى مواطن الخلل في الدولة والمجتمع ...يقولون لك لافائدة ..انتبه سوف لن يسكتوا طويلا ً ..هم يترصدون الايقاع بكم وعندما تحين الفرصة سوف ينقضون عليكم ..سيفعلون بكم ..كذا ..و..كذا ..الخ ..؟. ألا ترى أنهم يطنشون وليس هناك من يسمع أو يقرأ . أو يتابع .؟!ّ. طبعاً فإن مايساهم في دعم هذه المقولات هو اسلوب التطنيش المتبع في معظم الحالات . أن يشرد خروف صغيرويقضم فيحقل مزروع ومحمي في مثل هذه الأجواء بات أمراً طبيعياً طالما أنه يرى الأكباش ترعى في الحقول المحمية على هواها دون خوف من النواطير الذين لاتقع أعينهم سوى على الخرفان الصغيرة وعندما تحاسب الثيران والأكباش الكبيرة فإن الخراف الصغيرة سوف تنضبط بشكل آلي وطبيعي .. هذا لايعني التبرير لأحد ولكن العقاب يجب أن يطال كل من يتجرأ على الأمكنة المحمية مهما طالت القرون وتضخم حجم الأكباش .. وطباخ السم لابد وأن يتذوقه .
والحقيقة أن هذا غير صحيح ونحن هنا في سوريا بتنا الآن نتمتع بمساحة وفضاء من الحرية أوسع من فضاءات الجميع .. ومن خلال تواصلهم معنا من كافة الدول العربية تقريبا ً نفاجأ بأنهم مندهشون من هذه المساحة من الحرية التي نناقش بها امورنا وسياساتنا وكأنهم غير مصدقين . و(حتى الآن فقد وردتني ايميلات من معظم الدول العربية تسألني فيما اذا كنت مقيماً في سوريا أم خارجها ومع التأكيد على أنني في سوريا ولم أغادرها منذ أكثر من ربع قرن فإنهم يبدون غير مصدقين ) وهذا الموضوع سأناقشه في مقال مستقل كي يصدقه هؤلاء المندهشون.
المهم .. أعود الى هؤلاء الذين يحاولون نشر التيئيس والاحباط وبشكل محموم فأقول..انهم ينقسمون الى فريقين يستثنى منهم البعض ممن يقفون محايدين بعد أن مسهم أذى هؤلاء الفاسدين وهؤلاء قد تجد لهم عذراً ولكن هذا العذر ليس دائم وعليهم أن يعوا أن الفاسدين بالنتيجة هم جبناء برغم مظاهر القوة التي يحاولون اضفاؤها على أنفسهم ومواقعهم .
- الفريق الأول هو حقيقة ً تابع لهؤلاء الفاسدين أو مستفيد منهم ..يلوذ بهم في سبيل العيش على مايلقون به اليهم من بقايا فتات وعظام .. وعندما تواجههم يقولون لك .. لاحيلة لنا وإننا نعتمد مبدأ ( الحيط ..الحيط ..و..ياربي السترة ) .. على مافي هذا المثل من جبن وهروب يتمنون أن يسود المجتمع كله لكي يبرروا لأنفسهم جبنهم ..و..( لقلقتهم ) الدنيئة واكتفائهم بالهرهرة بين أقدام الفاسدين . المصيبة انهم لايكتفون بذلك بل أنهم يبدأون بحملة شائعات واختلاقات وافتراءات كاذبة تعبر عن أخلاقيتهم المتدنية وتنفيذاً لتعليمات من يلقي اليهم بالعظام والبقايا
- فريق آخر هو بطبيعته..جبان.. متخلف ..يكتفي من الحياة بما يعتقده
( الأمان ) و..راحة البال وهو لايدري بالواقع أنه أبعد مايكون عن راحة البال وأنه سيكون موطيء أقدام للفاسدين وذوي النوايا الخبيثة .
الفساد هو القمامة النتنة التي تشوه وجه الوطن الجميل وتلوث هوائه وماؤه وكل ماهو جميل فيه بقصد الدفع بالمواطن أن يكره حتى نفسه .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية