علمت "زمان الوصل" من مصادر عربية دبلوماسية أن السعودية أبلغت المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي عدم رغبتها في استضافته، في إطار جولته الإقليمية، التي زار خلالها قطر وتركيا ولبنان وطهران.
وعزت المصادر رفض السعودية لزيارة الإبراهيمي، إلى موقفه الشخصي الذي يؤيد بقاء بشار الأسد في السلطة حتى إجراء الانتخابات في منتصف العام المقبل.
وربما في إطار المصادفة أن يعود الإبراهيمي ليزور السعودية في نفس التوقيت من العام الماضي، إذ أجرى مباحثات مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول الأزمة السورية، لم تسفر عن أي تقدم ملموس.
وأوضحت المصادر أن السعودية لا تعوّل على مبادرة الإبراهيمي، وتدرك أنها مضيعة للوقت وتغطية دولية على ما يجري في سوريا.
ومن أبرز أسباب خلاف السعودية مع مهمة الإبراهيمي، أنه يرى بضرورة أن تكون طهران حاضرة في مؤتمر "جنيف2"، وهو ما اعتبره الإبراهيمي أمس الأول بالقول، إن مشاركة إيران في مؤتمر "جنيف-2" حول سورية "طبيعية وضرورية".
من جهة ثانية، لم تعد تخفي السعودية حنقها من الموقف الدولي وخصوصا الأمريكي من الأزمة السورية، بعد أن تراجعت بين ليلة وضحاها عن الضربة ضد نظام الأسد، إثر استخدامه الكيماوي في 24 آب (أغسطس) الماضي. وانتهى ذلك بالتقارب الإيراني الأمريكي.
وتشير التوقعات إلى أن السعودية فقدت الأمل في حراك دولي مجدٍ حول الأزمة السورية خصوصا المشاركة في "جنيف2"، وهذا الأمل المتبدد تأكد للسعودية بعد زيارة الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات إلى موسكو آب (أغسطس) الماضي، محاولا للمرة الأخيرة إقناع الروس بالتخلي عن الأسد، إلا أنه وجد -وفق مراقبين- موقفا روسيا لا يتزحزح في الحفاظ على حليفهم المطيع بشار.
فليسقط جنيف
في السياق ذاته، بدا موقف الرياض من انعقاد "جنيف2" واضحا من خلال التصريحات الأخيرة لرئيس الائتلاف أحمد الجربا المقرب من السعودية والذي قال فيها فليسقط "جنيف2". معبرا عن الغضب السعودي، فضلا عن الغضب السوري من التقاعس الدولي.
توازي خيبة الأمل السعودية من الأمريكيين في إيجاد حل للأزمة السورية، خيبة أمل أخرى من الفرنسيين، إذ أجرى وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أكثر من زيارة إلى باريس، ورافقه في أحد الزيارات الأمير بندر بن سلطان، في محاولة لتشكيل تحالف دولي بعيدا عن موافقة الإدارة الأمريكية، إلا أنها قوبلت بخوف فرنسي من هذا التحالف بدون موافقة الأمريكيين.
أمام كل هذه الخيبات المحيطة بالأزمة السورية، يتوقع البعض أن تدير السعودية ظهرها للولايات المتحدة الأمريكية (الحليف الاستراتيجي)، وتتجه لعمل عربي بعيدا عن الأنظار، وربما تظهر نتائجه على أرض القتال في الفترة القريبة، إلا أن آخرين يستبعدون هذا الأمر.. لكن في كل الأحوال ستظهر الشهور المقبلة إلى أين تتجه السعودية في إدارة الأزمة السورية.
موضوع متصل | |
|
عبد الله رجا - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية