خوفا من الانتقام.. لاجئون علويون يتجنبون المخيمات في تركيا

في حديقة صغيرة على مشارف ساحة "ايمينونو" في اسطنبول تجلس نساء يتسولن ويظهرن جوازات سفرهن السورية بينما كتبن عبارة "بالله عليكم ساعدونا" على ورق أمامهن.
وفي هذه المدينة الصاخبة التي يصطف الصيادون فيها على شاطئ القرن الذهبي ويختلط السائحون بالتجار في أزقة سوق التوابل تبدو الحرب على الجانب الآخر من حدود تركيا الجنوبية بعيدة للغاية.
لكن الصراع في سوريا يأخذ بعدا طائفيا على نحو متزايد لأن عددا متناميا من اللاجئين الفارين إلى تركيا يتجنبون مخيمات اللاجئين على الحدود الجنوبية ويتوجهون بدلا من ذلك إلى المدن الكبيرة ليبتعدوا عن الحرب قدر الإمكان.
وقال طارق (27 عاما) وهو يهدهد ابنه الصغير وزوجته إلى جواره "لا يمكننا أن نشعر بالراحة في المخيمات. نعم يعطونا الطعام بانتظام وقد تكون الظروف أفضل لكننا نسمع أنهم يرسلون كل الرجال للقتال أثناء الليل."
وأضاف طارق الذي جلس في نزل يتجمع فيه أبناء الطائفة العلوية أكبر أقلية دينية في تركيا في حي جازي باسطنبول "لا نريد أن نحارب. فررت من القتال فلم أعود إليه مجددا؟"
وينتمي طارق ونحو 40 لاجئا سوريا آخر يؤويهم إلى الطائفة العلوية والتي ينتمي إليها أيضا رأس النظام السوري بشار الأسد.
لكن طارق وأمثاله غير مستعدين للكشف عن هوية مثل هذه.
ويخشى العلويون الذين كثيرا ما يُعتقد خطأ أو صوابا أنهم موالون للأسد الانتقام منهم في مخيمات اللاجئين في تركيا التي تعج بأنصار المعارضة من السنة ومن بينهم مقاتلو المعارضة وعائلاتهم.
وقال ميران (29 عاما) وهو يدخن سيجارة في خيمة في باحة يتجمع فيها العلويون "أفضل أن أذهب وأموت في الحرب في سوريا على أن أبقى في مخيم.. لا يحبون العلويين في المخيمات ويعلمون أننا علويون. لسنا من المعارضة ولا من أنصار الأسد. نحن مواطنون فحسب."
وقتل أكثر من مئة ألف شخص في الحرب في سوريا وفر الملايين من منازلهم وقسم الصراع الشرق الأوسط إلى فريق يضم الدول الخليجية السنية وتركيا التي تقدم الدعم الأكبر لمقاتلي المعارضة وفريق يدعم الأسد ويضم إيران وحزب الله.
وأبقت تركيا حدودها مفتوحة أمام اللاجئين منذ اندلاع الصراع في سوريا قبل 31 شهرا وتنفي وجود أي أجندة طائفية مؤكدة على أن مخيماتها مفتوحة للجميع. لكن دعم أنقرة الشديد للمعارضة وضع بعض اللاجئين في موقف لا يحسدون عليه.
وقال لاجئ سوري في "امينونو" طالبا عدم ذكر اسمه "تقول تركيا إنها لا تفرق بين العلويين والسنة لكن الناس يفرقون ويمكن أن نشعر بهذا حتى هنا."
وأضاف "نريد فقط الذهاب إلى العمل وكسب العيش لكنهم لا يوفرون عملا لنا."
رويترز
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية