وزير الخارجية القطري: الإفراج عن المعتقلات خلال أيام ولا اتصالات مع بشار

تضاربت الأنباء حول التزام نظام الأسد بتنفيذ بنود اتفاق التبادل بعد أكثر من يومين على إطلاق سراح المحتجزين اللبنانيين.
وبينما نقلت وسائل إعلامية عن مصادر في المعارضة السورية إفراج النظام السوري عن 13 معتقلة كمرحلة أولى، عزا خالد العطية وزير خارجية قطر (راعي الصفقة) التأخر بالإفراج عنهن إلى أن "عملية تحديد الأماكن والتجميع تأخذ وقتاً"، مؤكدا أن ذلك سيتم خلال أيام قليلة.
وفي لقاء مع "الحياة" اللندنية اليوم الأربعاء وحول ما إذا كانت قطر ضمنت للثوار الإفراج عن السجينات قال العطية "بناء على ضمانة الجانب اللبناني الأكيدة قمنا بتقديم هذه الضمانة لأننا كنا في وضع لا نستطيع فيه أن نتخلى عن تسلم 9 معتقلين لبنانيين، لأن بعد أن اتصل فخامة الرئيس اللبناني بسمو الأمير الذي ضمن وجود المعتقلين التسعة، خفنا على حياتهم نظراً إلى الظروف واضطررنا لتسلمهم تلبية لوعد الأمير للرئيس سليمان والوسيط اللبناني أكد أنه سيسلمنا السجينات السوريات".
ونفى الوزير القطري أي اتصال برأس النظام السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن هناك أطرافا عديدين في العملية.
وأضاف "هي معادلة بسيطة جداً لا تحتاج إلى أن يتهمنا أحد بأن لدينا قنوات اتصال مع النظام السوري. فاللواء عباس إبراهيم فاوض عن الجانب اللبناني مع النظام السوري ولديه اتصال معه، ونحن تفاوضنا مع اللواء إبراهيم وأوصلنا إليه مطالب الثوار وهو بدوره أوصلها إلى النظام السوري. فكيف نتهم بالتواصل مع النظام السوري في مسألة فيها أسرى من كل الأطراف ومفاوضون عن كل الأطراف".
وأكد العطية الحصول على ضمانة هذا الوسيط (أي اللواء ابراهيم) بأن يقنع النظام بالإفراج عن السجينات السوريات في سجون النظام".
واستهجن زعيم الدبلوماسية القطرية اتهام بلاده بالاتصال مع نظام الأسد، نافيا أي تغير في سياستها تجاه الثورة السورية، قائلا:"لا نعلم لماذا هذا الهجوم على قطر، لكننا نعتمد على الحقائق. فنحن مع الشعوب وثوراتها وهذا مبدأ ثابت في قطر من زمن بعيد. وليس هناك أي اتصال مع الأسد".
كما لم يتوقع العطية تغيرا بالعلاقة مع حزب الله بعد عملية الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين لأن "هذا موضوع إنساني بحت ونحن لا ننتظر أن يغيّر شيئاً في العلاقة." وأكد أن "أخواتنا السوريات اللواتي ما زلن في السجون هم أيضاً بشر ولهم حق علينا وعلى الضامن اللبناني أن يــسرع اليوم قبل الغد للإفراج عنهن".
وأوضح أن الموقف القطري من حزب الله اختلفت من كونه حزباً مقاوماً في 2006، فـ"وقفنا معه، لكننا لا نستطيع ان نقف مع «حزب الله» في وقت كان الشعب السوري في 2006 فتح أبوابه ومنازله لأهالي الحزب والآن يذهب شباب «حزب الله» ليقاتلوا هؤلاء الذين رحبوا بهم واستقبلوهم وقدموا لهم العون. فهذا غير مقبول"
ونفي العطية أي اتصال مع «حزب الله» متمنيا أن يسحب مقاتليه من سوريا "وهذا قد يساعد كثيراً في مسألة الحل في سورية ويخفف الاحتقان والغليان الطائفي في المنطقة".
مؤتمر "جنيف"
وعن انعقاد "جنيف- 2" ومشاركة المعارضة السورية، وهل حصلت دول الخليج على تطمينات أميركية بأن الإدارة الأميركية لم تتخل عن نص ومبدأ "جنيف-1" قال وزير الخارجية القطري:"تصريحات الحكومة الأميركية وما تقوله لنا دائماً إنها واضحة بالنسبة إلى «جنيف -2» وإنها مبنية على المبادئ الستة لـ "جنيف- 1". الآن السؤال ليس موقف أميركا من جنيف لأنه واضح في شأن وجود حكومة انتقالية لديها كل الصلاحيات بما في ذلك العسكرية والأمنية والرئاسية. ولكن السؤال ماذا يريد الشعب السوري. ولماذا نحمّل دائماً المعارضة السورية أخطاء المجتمع الدولي؟ كانت المعارضة مجلساً وطنياً والمجتمع الدولي تذمر من أن المجلس الوطني لا يشمل كل الأطياف السورية فانتقل إلى الائتلاف، ثم قالوا إن الائتلاف يحتاج إلى التوسيع والتنويع وقامت المعارضة بذلك، ثم قالوا إن الائتلاف لا علاقة له بالثوار على الأرض فتم تأسيس المجلس العسكري. لماذا نحمّل فشل المجتمع الدولي ومجلس الأمن للمعارضة السورية. نريد جواباً عن ذلك".
ورأى العطية أن اجتماع لندن لأصدقاء سوريا "لمصلحة الثورة السورية وماذا يريد السوريون قبل اجتماع جنيف -2".
وأعلن تفهم قطر عدم رغبة المعارضة في الذهاب إلى "جنيف- 2" واستياءهم "وإن كنا نشجع على الحل السياسي في سورية والذهاب إلى جنيف"، لافتا إلة أن في جنيف شروطا لم تكتمل، ليس من جانب المعارضة ولكن من جانب النظام ومن دول تدعم النظام. بمعنى أن على النظام الموافقة على ست نقاط في "جنيف -1". لأن "جنيف -2" مبني على "جنيف -1".
وأكد العطية تقدم الموقف الفرنسي على الأمريكي وباقي الحلفاء في ما يخص الثورة السورية، مذكّرا بأن "المعلن والثابت لدينا من مناقشاتنا مع الولايات المتحدة أن "جنيف2" مبني على "جنيف1" وتحديداً النقاط الست.
وختم بأن "المعارضة ليست مقتنعة بالذهاب إلى "جنيف- ٢" لأن النظام لم يصرح بقبوله بنتائج "جنيف- 1".
متابعة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية