أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مجاهدو حمص يهمون بأكل القطط لدرء الهلاك جوعا

أكل القطط والكلاب لم يعد مزحة ثقيلة يتداولها الناس في سوريا اليوم، بل تحولت إلى واقع قاسٍ ومرّ بمرارة هذه الأيام التي يعيشها السوريون المذبحون من الوريد إلى الوريد دون أن تهتز شعرة في وجه أصحاب "العنتريات التي ما قتلت ذبابة" حسب وصف الشاعر نزار قباني.

فقد تداول نشطاء على صفحات التواصل صورة أليمة لأحد المجاهدين في حمص القديمة وقد علق قطة ميتة وأمسك برأسها في أحد شوارع المدينة وهو يهم بأكلها موجهاً نداء استغاثة لمن يملكون الضمير في الأمة العربية والإسلامية ودول العالم لإنقاذ حمص وأهلها من الموت البطيء والمخيم بشبحه.

ويبدو أن الفتوى التي أطلقها مشايخ المنطقة الجنوبية المنكوبة من دمشق، والتي أجازت أكل الكلاب والقطط والحمير لـ "درء الجوع المحيط بالمنطقة الجنوبية للعاصمة دمشق ولكي يتم الحفاظ على المواطنين من الهلاك".. يبدو أن هذه الفتوى وجدت تطبيقها العملي للأسف في حمص المحاصرة منذ أكثر من عام ونصف، وسط تعتيم إعلامي لا مثيل له، على مآس لم يشهده لها العالم مثيلا عبر مختلف العصور.

ومن المعلوم أن تناول لحوم القطط والكلاب محرم شرعا، لأنها من آكلات اللحوم وذوات المخالب والأنياب، حيث روي عن النبي صلى الله عليه وسلم تحريمه أكل "كل ذي ناب من السباع"، وقد عدت القطط والكلاب ضمن هذا الباب. 

غير إن هناك أوضاعاً إنسانية استثنائية قد تدفع الإنسان لتناول المحرمات من الأطعمة، إذا خاف على نفسه الهلاك، استنادا إلى القاعدة التي تقول "الضرورات تبيح المحظورات"، والمرتبطة بقاعدة أخرى مهمة ويغفل عنها كثير من الناس وهي "الضرورة تقدر بقدرها"، ويعني أن المضطر لتناول طعام محرم لا يجوز له أن يتناول منه إلا المقدار الذي يدفع عنه شبح الهلاك جوعا.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(122)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي