دخلت قناة إل بي سي اللبنانية بقوة كبيرة على خط كواليس صفقة تبادل المحتجزين الشيعة في اعزاز، ومبادلتهما بطيارين تركيين قيل إن مجموعة شيعية غير ذائعة الصيت خطفتهما في آب الماضي داخل بيروت.
فقد بثت القناة شريطا خاصا مثيرا للجدل، ويمكن أن يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى تعرض الطيارين التركيين لعملية "خطف" بالفعل"، حيث كان "المخطوفان" ينعمان بممارسة حياة لاتشبه حياة المحتجزين أبدا، يدخنان الأركلية ويرقصان مهللين بمنتهى السعادة مع "خاطفيهم"!
وفوق ذلك كان "المخطوفان!"، يتريضان، ويخرجان للتنزه ويتمشيان في كروم العنب، بل ويرتادن المناطق الجبلية للتنزه والتخييم وصنع الشاي على الحطب.
وختم تقرير "إل بي سي" بالقول إن هذا التسجيل الذي حصلت عليه القناة يتوافق تماما مع ما ذهب إليه الطياران عقب الإفراج عنهما، حين شهدا بأنهما تلقيا معاملة جيدة، واعتبرت القناة أن اللبناني "معروف بالضيافة وحسن الاستقبال" وأن هذا ينطبق حتى على المخطوفين.
وبما إن الإعلام لا يبث شيئا "مجانا" فلكل مادة أو تقرير هدف أو أهداف محددة، فإن تسريب هذا التقرير وبثه يأتي إطار حملة تجميلية لصورة الشيعة الذين "اختطفوا" الطيارين، والذين يعرف قربهم وائتمارهم –إن لم يكن انتماؤهم- لمليشيا حزب الله، في وقت تبث شهادات الشيعة المحررين من اعزاز التي تندد بوحشية متجزيهم من سنة سوريا؛ لتتكامل الصورة في الأذهان.. سنة متوحشون مقابل شيعة حضاريين!
ولكن الجهة التي سربت هذا التقرير لتلميع صورتها والقناة التي بثته، نسيتا شيئا واحدا وهو أن سحره انقلب عليهما، إذا بدا للعيان أن "الاختطاف" ربما لم يكن أكثر من مسرحية محبوكة بعناية، دفع ثمنها السوريون والسوريات وحدهم؟.. سؤال يبقى مشروعا في ظل مشاهد "اختطاف" لم يسبق لأحد أن رآها أو حتى تصورها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية