أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لماذا على المعارضة السورية حضور مؤتمر جنيف؟

في البداية يجب نبذ لغة العنف والتخوين والإقصاء بين أطراف المعارضة عندما يتعلق الأمر بموقف سياسي ما، فالكل يشترك في المأساة السورية، البعض بكل تأكيد دفع الغالي والرخيص من دمه وأهله وماله، وآخرون كانوا أقل تأثرا، فالأسد جعل معظم المدن والقرى متساوية في الحزن والألم والمأساة، ما عدا تلك المدن التي لا تزال تحت سيطرته أو تواليه، وبالتالي عندما نناقش قضية حضور مؤتمر جنيف من عدمه، هذا لا يعني أنني أقبل التفاوض مع نظام الاسد بأي شكل من الأشكال ، فما زال موقفي وسيبقى ما بقي رمقٌ في حلقي أن الاسد عليه الزوال والمثول أمام محكمة خاصة تليق بجرائمه وخيانته لسوريا وشعبها، هو وكل من تورط معه في مذبحة قتل الشعب السوري وتحطيم حلمه في الحرية.

لكن من طرفٍ آخر يجب أن تظهر المعارضة السياسية والعسكرية سواء ممثلة في الجيش الحر أو الائتلاف حساً بالمسؤولية تجاه الشعب السوري المهجر والمشرد، إذ لا يعقل أننا لا نستطيع أن نقدم أجوبة لملايين السوريين حول انتهاء الأزمة وأمل عودتهم إلى بيوتهم، حول مصير أبنائهم وبناتهم المعتقلين في سجون نظام الأسد، والخوف يزداد يوما بعد يوم حول وفاتهم تحت التعذيب في ممارسة اعتادت سجون الاحتلال الأسدي على ممارستها بحق كل المعتقلين دون تمييز بين سنهم أو جنسهم.

يجب أن نملك أجوبة للمدن المحاصرة والتي تتضور ويموت أطفالها جوعاً كالمعضمية وداريا والغوطة الشرقية ومخيم اليرموك وحمص، دون أن نستطيع الوصول إليها أو فك الحصار عنها، يجب أن تظهر المعارضة نوعاً من الإحساس بالمسؤولية تجاه كل ذلك، وأن النصر العسكري عبر الجيش الحر لا يمكن تحقيقه بدون تدخل عسكري خارجي يبدو بعيداً الآن بعد أن لاحت بوادره مع استخدام الأسد وعصاباته للسلاح الكيماوي في الغوطة في ٢١ أب الماضي، أدرك الأسد حينها أن الضربة العسكرية كانت قادمة فقدّم صفقة لا مثيل لها عبر التاريخ ولم تكن الولايات المتحدة لتحلم أبدا بتحقيقها، كل ذلك ليتجنب ضربة عسكرية ويتفرغ لقتل الشعب السوري بكل أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، ولذلك يجب أن يكون تركيز المعارضة السورية على الآليات التي يمكن أن تُلزم المجتمع الدولي من خلال مؤتمر جنيف بالإجابة على كل هذه الأسئلة.

لقد نسي العالم كله السوريين، وتركهم لمصيرهم وحدهم، ولابد لنا من خلال البوابة السياسية إقناع المجتمع الدولي بآليات تنفيذية تلزم الأسد بتحقيقها، أقول لن يلتزم الاسد بكل تأكيد وأنا واثق من ذلك، لكن اللغة الوحيدة التي يستمع لها الأسد هي القوة، وهو ما يبدو مستبعداً الآن أو عندما يتحدث المجتمع الدولي إليه بلغة موحدة كما جرى بالنسبة للسلاح الكيماوي، ولذلك يجب أن تكون أولويات المعارضة السورية في التحضير لمؤتمر جنيف كالتالي:

- تجنب أي معارك جانبية تزيد من خسارة المعارضة لقيمتها وسمعتها في الشارع السوري حول من سيحضر اللقاء؟ ومن هو الوفد الذي سيمثل السوريين؟، وتركيز النقاش والحوار حول لماذا سنحضر الى جنيف؟ وماذا يمكن أن نحققه من حضور المؤتمر؟. 

- ينص اتفاق جنيف الاول على ما يسمى "جسم انتقالي كامل الصلاحيات"، وباللغة الإنكليزية كما هو النص الأصلي "Transitional Body with full authorities" ولا أعرف لماذا يتداول الإعلام العربي بدون ملل ما يسميه "حكومة انتقالية"، ما جعل البعض يعتقد أن هدف المعارضة هو تقاسم مقاعد وزارية مع الأسد على حساب دماء الشعب السوري، المسألة ليس كذلك أبدا، وإنما لابد للمعارضة من الإصرار على تشكيل مجلس انتقالي لا دور للأسد فيه، يمتلك الصلاحيات الكاملة بما فيها الجيش والاستخبارات ويشرف على المرحلة الانتقالية، إلى حين إجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف الأمم المتحدة، تسبقها إجراءات شاملة تشمل عودة المهجرين والنازحين.

- يجب أن تصر المعارضة على تشكيل إجراءات ثقة ومسارات متابعة تشرف عليها الأمم المتحدة، وهي: مسار المعتقلين السياسيين بحيث يجري تسليم كل اللوائح إلى الأمم المتحدة لإجبار نظام الاسد على إطلاقهم بدون أي شروط، ومتابعة شؤونهم بحيث تستطيع المعارضة أن تكسب ثقة الآلاف المؤلفة من العائلات السورية التي لديها معتقلين في سجون الاسد، والمسار الثاني يتعلق بفك الحصار عن المناطق المحاصرة وعلى رأسها الغوطة الشرقية والمعضمية وحمص ومخيم اليرموك، وتكون من مسؤولية الأمم المتحدة مراقبة وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى هذه المناطق، أما المسار الثالث فهو التزام دولي ومن كل الدول الداعمة لمؤتمر جنيف بإعادة إعمار المناطق المتضررة والمنكوبة وإعطائها وأهلها تعويضات خاصة وسخية، فكل مناطق المعارضة أصابها الأسد بالدمار، وعلى المعارضة السياسية أن تعي ضرورة فتح كل الفرص لإعادة ملايين اللاجئين إلى بيوتهم بأمان وكرامة، فلم يذل السوري في عمره كما يخضع للإذلال اليوم في مخيمات اللجوء. 

تلك إذن هي النقاط التي يجب أن يدور النقاش حولها بين المعارضة اليوم، ويجب عدم تحويل النقاش إلى نقاش حول الوطنية والخيانة، يجب أن تتصرف المعارضة بمسؤولية تجاه الملايين من السوريين وبحنكة بحيث تتخلص من الأسد عبر مسار دولي يلتزم به المجتمع الدولي حول المرحلة الانتقالية. 

لا أرى الآن أي خيار آخر سوى هذا الخيار، أو يمكن أن نكمل معاركنا العسكرية التي يقوم بها الجيش الحر لكن دون أن توصلنا إلى هدفنا الوحيد وهو سوريا الحرة الديمقراطية، وللأسف فإن خيار التدخل العسكري يبدو مستبعدا الآن، فأمريكا لديها من مشاكلها الداخلية وصراعاتها السياسية ما يكفيها الآن، خاصة الانقسام العميق بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الدين الحكومي والموازنة والتأمين الصحي وغيرها، ولذلك ليس أمامنا سوى توريط المجتمع الدولي من خلال جنيف بمسار سياسي، دون أن نتخلى عن شبر واحد أو قطعة عسكرية واحدة امتلكها الجيش الحر، الذي سيبقى يدافع ويحرر وسيبقى التزامنا السياسي نحوه هو الالتزام الوحيد والحقيقي، لكن علينا فتح جبهة سياسية تمكننا من رؤية لضوء في آخر هذا النفق السوري الطويل.

(124)    هل أعجبتك المقالة (125)

نيزك سماوي

2013-10-21

حضور المعارضة ضروري جدا لتقديم ما يطالب به الشعب السوري ووضع المجتمع الدولي على المحك ، آلا وهو تطبيق جنيف 1 الذي لم تنفذ منه العصابة الأسدية ولا بند وقالت إن البوط العكسري العلوي هو من سيحدد جنيف 2 ، ولكن اليوم إختلف الوضع فالعصابة الأسدية في حالة يرثى لها ومنهكة ومن يقاتل هي إيران ومرتزقتها ومجرميها وروسيا بما يسمى العدوان الثلاثي على الشعب السوري ، مطالب الشعب السوري هي : مطالب الثورة والثوار والوطنيين الأحرار : 1- وقف كل العمليات العسكرية وحل أجهزة أمن العصابة الأسدية وإعادة هيكلتها ووضعها تحت القانون والمساءلة في المرحلة الإنتقالية 2- المرحلة الإنتقالية كما قال الدكتور زيادة تعني ان ليس للمجرم الأسد ولا باقي المجرمين أي صلاحيات 3- إحالة مجرمي الحرب إلى المحاكم الدولية العادلة وألوهم المجرم الولد بشار وغيره من المجرمين الأوغاد 4- عمل مجلس عسكري تابع للمرحلة الانتقالية مهته إعادة تشكيل الجيش السوري على أساس وطني ودمج قوات الجيش الحر فيه 5- الاعمار والمساعدات الإنسانية وعودة المهجرين وكثير من الإلتزمات التي يجب ان تتم في جنيف يجب أن توضع أمام المجتمع الدولي حتى لو لجأ المجتمع الدولي لإصدار قرار ملزم من مجل الامن تحت الفصل السابع لأن العصابة الأسدية ثبت انها لا تأتي إلا بالقوة والتهديد حتى ترضخ وتستسلم ، صرعنا المجتمع الدولي بجنيف 2 ؟ يا اخي روحوا وإحضروا وطالبوا المجتمع الدولي بما قررت ثورة الشعب السوري والشعب نفسه وإن لم تحصوا على شيء فمتابعة النضال والكفاح المسلح حتى تحرير سوريا من هذا المستعمر المجرم الخائن فطريق التحرير والكفاح سيستمر ولن يتوقف ولن تسيطع أمم الأرض الوقوف أمام إرداة شعب قرر طرد المستعمرين المجرمين من على أرضه.


أبو الوفا

2013-10-22

الحضور إلى جنيف لمطالبة المجتمع الدولي بإنهاء الإحتلال والعدوان الثلاثي عن الشعب السوري وسوريا وطرد المحتلين الغزاة من إيرانين وحزبهم الشيطاني الإرهابي المجرم في لبنان الذي دخل غازيا إلى الأراضي السورية لحماية عصابة العملاء وعصابة الخونة وعصابة اللصوص وعصابة المهربين وعصابة المزورين وعصابة اللواطين وعصابة الكوادين وعصابة العاهرين والعاهرات وعصابة السماسرة وعصابة الإجرام والقتل والتصفيات وعصابة الفاسدين وعصابة النازين المجرمين القتلة وعصابة الأندال وعصابة الأوباش وعصابة المتآمرين الأرزال عصابة الأسد الطائفية المجرمة الذهاب إلى جنيف لمطالبة العالم أجمع بإنهاء حالة العلوية الطائفية في سوريا التي إستمرت أكثر من 45 عام من الإجرام والفساد والتخريب ، الذهاب إلى جنيف لتذكير العالم أن هناك اكثر من 4 ملايين شردهتهم العصابة الطائفية المجرمة ودمرت منازلهم ، الذهاب إلى جنيف لتذكير العالم ان اللعصابة الطائفية المجرمة قتلت أكثر من 150 ألف سوري وإعتقلت أكثر منهم بكثير ، الذهاب إلى جنيف لتذكير العالم أن الشعب السوري لا يمكن أن يقبل ببقاء مجرم ومجرمين طائفيين يتحكمون فيهم بأجهزة امنية مخابراتية مجرمة لا رقابة ولا حسيب لها ، الذهاب إلى جنيف لسماع صراخ الشعب السوري ومحنته التي سببتها العصابة الأسدية المجرمة التي مكثت على صدور السوريون لمدة أكثر من 45 عام بقوة البطش والإرهاب والرعب ، فهل سيكون جنيف لإنقاذ الشعب السوري أم أنه مسلسل لن تنتهي حلقاته فقد ذهب جنيف 1 وها نحن على مشارف جنيف 2 ومتى جنيف 3 لا ندري ومتى جنيف 4 لا ندري فهل هو مسلسل كمسلسل العصابة الأسدية لن ينتهي ؟؟!!!.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي