أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحرية . الابداع ..مجرد أسماء أخرى للإنسان .. فرح العلي


إن مصادرة وقمع الحريات هو استلاب وإهدار لإنسانية الإنسان وكبح وإهدار لطاقته وفعاليته الخلاقة خُلق الانسان حراً ,وهذا مايميزه عن باقي المخلوقات الاخرى ,والحرية حقٌ مقدس للجميع دون أستثناء ومن كان فقيرا من كل شيء الا منها لكان غنياً بها .لهذا فان علينا أن ننتزعها ولانفرط بها ولانسمح لاحد بجرنا بسلاسل العبودية كما لايحق لنا الصمت أو التردد أو الخوف فنحن بذلك نساهم في توريث أبنائنا وشم الاسترقاق وسوقهم من جديد للبيع في أسواق العبودية .. وتبقى تلك القيمة من أهم القضايا الفلسفية والتي تثير جدلاً كبيراً لانها مهما بلغت فانها تظل مشروطةً بالمسؤولية وتعني أيضاً تجاوز القيود الذاتية الداخلية والقدرة على تنفيذ الفعل موضوعياً خارجياً فهي تعني غياب الاكراه .
والانسان فيما هو مخير فيما يفعل ..هو ليس مخير بطريقة مطلقة ,انما يحد من حريته امور تنطبق على الجميع , فله أن يستخدم حريته بحيث لايتجاوز الآخرين ولايتعدى على حرياتهم وحقوقهم . أن تكون حراً لايحق لك أن تهين الغير ,كما لايحق لك السب والقذف ولا استخدام العنف ضد الغير . لهذا فان حرية الانسان يجب ضبطها منذ الصغر , وهنا يبرز لزوم التربية والتعليم,,ويأتي واجب الاسرة في ضبط حرية الطفل بحكمة حتى لاينحرف ,وواجب المدرسة أيضاً في تعليم قواعد الحرية وحدودها وضوابطها ,فالانسان له حرية العقيدة والعبادة من ناحية الدين وله أيضاً الحرية السياسية في أختيار النهج السياسي الذي يمثله ويوافق أفكاره ومبادئه , وفي نطاق الحرية السياسية تدخل حرية الصحافة والنشر , وكل أنواع الحريات يجب أن تكون منضبطة وملتزمة وموضوعية .
وتظل الحرية كما الكثير من القضايا سلاح ذو حدين ,,نافعة ان سارت في طريق سليم وضارة جداً اذا ما انحرفت عن جادة الصواب . وختاماً ,فالحرية هي أن يتحرر الانسان من كل الافكار الخاطئة والطباع الرديئة والخطايا . لذلك على طالب الحرية أن يتحرر أولاً من الداخل ليكون بامكانه استخدامها للغير,,ووسط هذا الهيجان العاطفي يتكاثر أعداء حرية التفكير والتعبير بشكل غير مسبوق، وهم مستشرسون في قمع خصومهم، ومحاولة النيل منهم بكل وسيلة، لكن ما لا يستوعبه هؤلاء، ويسيئون تقديره دائمًا، أن مسامات الحرية تتوسع باطراد، وأن الاستفراد بالرأي بات مستحيلا، وأن زمن ترهيب المخالفين قيل له ارحل .

(127)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي