روايات عدة حول " مقتل مجرم " شهيد ": جبهة النصرة تكافىء قاتل جامع بـ 15 ألف دولار أمريكي !

تنوعت روايات مقتل رئيس الاستخبارات العسكرية في دير الزور جامع جامع أحد أركان النظام المهمين يوم أمس، ففيما نقل مراسل هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن جامع " قتل باطلاق الرصاص خلال خروجه مع مجموعة دعم لقوات سورية كانت تشتبك مع مجموعة معارضة مسلحة " وأكدت هذه الرواية قناة الميادين المحسوبة على النظام السوري، لم يوضح التلفزيون السوري كيفية مقتله وإنما أشار إلى "استشهاده" أثناء تأديته لمهامه في دير الزور، أما وكالة "سانا" السورية الرسمية فأوردت أن اللواء جامع جامع " استشهد أثناء تأديته لمهامه الوطنية بالدفاع عن سورية وشعبها وملاحقته للإرهابيين في دير الزور". ونشر موقع " شفاف الشرق الأوسط " المعارض رواية مختلفة فبالاعتماد على مصادر لم يذكرها الموقع فإن " قاتل جامع جامع هو عنصر أمن علوي متطوع - من حمص - نقل إلى دير الزور من درعا قبل فترة قصيرة وقد أطلق عليه النار في مكتبه ويُقال أنه هرب" كما ذكر مصدر طبي سوري أن " اغتيال اللواء جامع جامع تم عبر شحنة ناسفة لدى مرور موكبه في حي الجورة - دير الزور" ونشرت صفحات المعارضة أكثر من تبنٍ للعملية صادر عن كتائب تابعة لـ" الجيش السوري الحر"، بينها "كتائب البراء" و"كتيبة أنصار الصحابة " و" جبهة النصرة " وهذا ما أكده الناشط محمد نايف لـ زمان الوصل " الذي أشار إلى أن " جامع جامع" تم قتله بحي الرشدية وأضاف أن جبهة حي الرشدية تحوي فصيلين أساسيين هما جبهة النصرة والفاتحون من أرض الشام ومن بعدها تأتي الفصائل الصغيرة التواجد على الجبهة والمستقلة .. وحسب ما يعلم من شارك بالحرب بأن جبهات القتال تحوي نوعين من القناصات وهي النمساوية ' ذات المدى القصير" ولا تحتاج بالضرورة لقناص محترف' و"الدراغنوف" الروسية 'ذات المدى البعيد" وتحتاج لقناص محترف' وغالباً ما يُفرز على تغطية المعارك وعلى مواقع العدو قناصو الدراغنوف كون خطوط التماس تحتاج لتغطية قناصة تشل خطوط العدو أو اصطياد أكبر عدد منهم .. وجبهة النصرة من الفصائل التي تشتهر بكثرة استعمالها للدراغنوف نظرا للإمكانية الكبيرة لدى النصرة .. لذلك وحسب المعطيات التي ذكرتها أعلاه على الأرجح بأن القناص الذي اصطاد جامع يتبع لجبهة النصرة، وحول الرواية التي تشير إلى أن من أطلق على جامع جامع النار من مسدس هو ضابط علوي من حمص كان من حراسه المقربين قال نايف : من الطبيعي أن تصدر هكذا روايات ولكن الجبهة - كما يؤكد- كافأت القناص الذي استهدفه بمبلغ مالي قدره 15 ألف دولار أمريكي .

ومثلما أثارت كيفية مقتل جامع جامع الكثير من القصص والروايات اثيرت تساؤلات كثيرة حول من قتله هل الثوار أم النظام وهو السؤال الذي طالما تردد لدى مقتل أحد جلادي النظام فهل تم قتله من قبل ثوار دير الزور لانه أذاق المدينة الويلات وقمع مظاهراتها واعتقل ابنائها، أم قتله بشار الأسد بمساعدة الإيرانيين أو حزب الله – وهم الحكام الفعليون في سورية اليوم – بهدف التخلص من شاهد رئيسي ومتهم أساسي في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الشهيد رفيق الحريري وهو احتمال قوي نظراً لأن جامع جامع كان الذراع الأيمن لغازي كنعان الذي " نُحر " على يد النظام لذات السبب. وأنى تكن التكهنات والتساؤلات عن مقتل جامع جامع فإن صفحته الأخيرة قد طويت ولم يبق منه إلا صفحة نعي بائسة الصقت على جدران مدينة جبلة تصدرتها صورة ملونة له وعبارات تقول " آل جامع وأهالي قرية زاما الكرام يزفون اليكم نبأ استشهاد سيادة العماد الشرف جامع كامل جامع أثناء أدائه لواجبه الوطني في الدفاع عن أرضه ووطنه في دير الزور" .