كشفت نار الثورة معادن السوريين على حقيقتها، فكان منهم الذهب "الفالسو" ومنهم ما ينطبق عليه قول المتنبي:
ودَهْرٌ ناسُهُ ناسٌ صِغارٌ .... وإنْ كانتْ لهمْ جُثَثٌ ضِخامُ
وما أنا مِنْهُمُ بالعَيشِ فيهم .... ولكنْ مَعدِنُ الذّهَبِ الرَّغامُ"
ومن هؤلاء علي القبجي الرجل الذي أنفق ثروته في سبيل الثورة وهو المالك لأضخم وأرقى محال بيع الخضروات والفواكه في باباعمرو، وكما هو معروف للحي الذي صار علامة فارقة في الثورة السورية فإن أخوته خسروا محتويات أكبر "سينتر" في المنطقة يحتوي بضائع لكل مقتنيات ولوازم البيت بكل أنواعها، وبقيمة تتجاوز 100 مليون ليرة.
والأهم من هذا وذاك أن "أبو ابراهـيم" كان معتقلا سابقا، وليس هذا أثمن ما قدم للثورة وهو أخ الشهيد محمد نور القبجي قائد كتيبة درع الأسلام، وعم الشهيد المسعف طلال القبجي وأخ المعتقل عامر وخال الشهيد محمد سيفو القبجي.
يملك أبو ابراهيم من الضمير والنخوة والعطاء ما جعله يحوّل الثروة إلى الثورة، عكس مرتزقة متسلقين اتخذوا لأنفسهم مقاما آخر فصنعوا من الثورة ثروة.
وما زال أبو ابراهيم يتابع مشواره في الكفاح من ساحات الوغى ضد نظام ظالم إلى معركة الحصول على لقمة عيش نظيفة، ليرجع إلى عمله السابق ببيع الفواكه والخضار، لكنه استبدل أيقونة الثورة باباعمرو بمدينة طرابلس اللبنانية حيث حطت به الرحال ليطرق باباً آخر للجهاد في سبيل العيش الكريم.
وفي هذا الصدد كَتَبَ الناشط نادر الحسيني على صفحته الشخصية في "فيسبوك" حول القبجي:
"لم يتعلم السرقة كما تعلمها غيره وأتقنها، وإنما عاد للعمل وهذا ما يجب أن يكون عليه حالنا جميعا، أنت لاتمثلني أبو ابراهيم وإنما أنت أنا، حياة الأكارم والشرفاء من حي باباعمرو".
وأضاف الحسيني "الحاج أبو ابراهيم شخص من الأشخاص القلائل الذين قدموا المال والأهل قربانا" لإعلاء كلمة لا اله الا الله فوق سماء باباعمرو...وللعلم..أبو ابراهيم هكذا يكدح ويعمل ليكمل ما سطره إخوانه وأولادهم في ساحات الجهاد...
دام عــــزك يا ابا ابراهيم....
رحـــم الله شــــهداءكم.....
عافــى الله جــــرحاكم....".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية