أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

العيد في غوطتي دمشق والريف الجنوبي ...كل الطرق تؤدي إلى الحصار

من الغوطة...

لم تختلف أيام عيد الأضحى عما قبلها لدى السوريين الذين بات معظمهم يشعرون بأنهم ضحية لعبة عالمية، بعد أن ضحّت القوى الكبرى بشعب كامل مقابل تسليم أسلحة كيماوية كانت سبببا في زيادة مأساتهم، لا سيما في المناطق المحاصرة في ريف دمشق التي شهدت غوطتها أكبر مجزرة في القرن 21 راح ضحيته نحو 1500 شهيد معظمهم أطفال ونساء.

إذ يمعن نظام الأسد في سياسة التجويع و الحصار على المناطق المحررة بريف دمشق، حالها كحال المناطق الجنوبية من العاصمة والغوطتين الغربية والشرقية, ليفرض على المدنيين الخضوع لسلطته والركوع أمام جبروته.

وتفيد الهيئة العامة للثورة السورية بأن النظام أغلق منذ أشهر كل الطرق المؤدية إلى الغوطة الشرقية ومنع الدخول والخروج منها، ومن هذه الطرق (المتحلق الجنوبي -طريق مطار دمشق الدولي), ليبقي على طريقين فقط للدخول منهما للغوطة الشرقية أولهما طريق المليحة, المار من مدينة جرمانا وقد فرض على المدنيين المرور من "حاجز النور" المعروف بسوء سمعته و إهانته للمدنيين من رجال ونساء.

وتكشف الهيئة أن الكثير من الانتهاكات سجلت على هذا الحاجز, ولا سيما الإعدامات الميدانية وأسر النساء والأطفال لاستخدامهم كدروع بشرية, مؤكدة تعمّد عناصر الحاجز "في بعض الأحيان" تعرية النساء بغرف قريبة من الحاجز بحجة التفتيش. 

وتنقل الهيئة عن أحد المدنيين العائدين من دمشق عن طريق حاجز المليحة قوله: "حاولت إدخال ربطة خبز لإطعام أطفالي، ولكن الضابط على الحاجز اعتدى علي بالضرب والشتائم وقال لي: (غير مسموح لكم أن تدخلوا معكم شيء سوى الهواء، ولو استطعنا لقطعناه عنكم، وإن أردتم أن تأكلوا فكلوا الحشيش كالدواب، لأنكم لا تختلفوا عنهم بشيء),وقام برمي ربطة الخبز فوق أكوام منها."
أما الطريق الثاني -حسب الهيئة- فهو طريق دوما -مخيم الوافدين, المتمركز عليه حاجز من عناصر من اللجان الشعبية (الشبيحة) في أغلب الأحيان, وكان يستطيع المدنيون إدخال بعض المواد، ولكن بشكل محدود جداً ولن يمر ذلك إلا برشوة تقدَم لعناصر الحاجز, الذين قاموا بفرض قائمة أسعار على المواد التي تمر عبرهم للغوطة, بعد أن يشتري الحاجز هذه المواد بأسعار مرتفعة جداً من أهالي مخيم الوافدين, ورغم ذلك لا يستطيع المدنيون إدخال سوى بعض الخضراوات الرديئة, علاوة على منع دخول السيارات للداخل، وإهانة المدنيين، وزيادة حالات الاعتقالات والقنص التي كثرت في الآونة الأخيرة.

إلا أن النظام قرر قبيل العيد بأيام وتحديدا في 10/تشرين أول -أكتوبر الجاري إغلاق هذين الطريقين بشكل كامل, و منع دخول وخروج أي شخص، ترافق ذلك مع ارتفاع كبير بأسعار أغلب المواد إن توفرت.

وتعتبر الهيئة أن الخوف ما زال سيد الموقف من حملات عسكرية على الغوطة الشرقية، المهددة من جهة طريق المطار ومن جهة المتحلق الجنوبي, التي يخوض الجيش الحر فيها معارك عنيفة جداً، وتلفت إلى أن تفاقم ذلك الخوف بشكل كبير بعد المجازر التي ارتكبتها مليشيات (أبو الفضل العباس) و(حزب الله) بغطاء من قوات النظام في الذيابية والحسينية بالغوطة الغربية, والتي راح ضحيتها أكثر من 120 شخصا ذبحاً بالسكاكين ورمياً بالرصاص.

زمان الوصل -الهيئة العامة للثورة
(112)    هل أعجبتك المقالة (135)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي