أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مأسسة الثورة وخلق السلطات البديلة ضرورتان حتميتان ... محمد إقبال بلّو



لو قرأنا الواقع بتمعن لوجدنا أن سقوط النظام قد اقترب سواء بتدخلات دولية أو دونها , ومهما اختلفت المدة فالنتيجة حتمية واضحة, وما يؤكدها تراجع قوة النظام بشكل ملحوظ وكثرة الانشقاقات مؤخراً , بالإضافة إلى هبوط عام في المعنويات لدى شبيحة النظام وأبواقه بل حتى مسؤوليه أيضاً.
نجد حالياً حالة قلق عامة بين المواطنين والناشطين, هذه الحالة لا تتركز على إمكانية إسقاط النظام فكما أسلفنا هي نتيجة حتمية يؤمن بها معظم السوريين, بل حالة القلق تتعلق بالمرحلة التي ستأتي مباشرة بعد إسقاط النظام والتي يرى البعض أنها قد تشوبها بعض الفوضى وبعض حالات تصفية الحسابات والثأر, وقد يستغلها البعض ممن باعوا ضمائرهم لتحقيق غايات معينة بعيدة عن مصلحة الوطن والمواطن, ويعتبر بعض الناشطين أن حالة الفراغ السياسي والعسكري قادمة لا محالة ويتمنون أن لا تطول , خاصة أن المعارضة السورية وحتى اللحظة لم تعمل على مشروع سياسي حقيقي أو على تبني منظمات مجتمع مدني قائمة على العمل المؤسساتي لتكون شبكة حاملة للوطن وحامية له من التدهور والسقوط في هاوية الفوضى والمكبوت الأسود لدى البعض.
قمنا بلقاء بعض الناشطين الذين تحدثوا عن هذا الموضوع:
الناشطة سعاد نوفل تحدثت قائلة: أخشى أن تحدث حالة من الفوضى العارمة والصراعات بين القوى الموجودة على الأرض على اختلاف غاياتها وتوجهاتها , فكما نعلم أن بعض القوى موجهة بشكل مسيّس وبعضها لا تحكمها سوى سياسة المصلحة الخاصة, رغم قلة هذه القوى اللاوطنية بالنسبة للقوى التي تعمل لأجل الوطن إلا أن دورها سيكون سلبياً بالتأكيد, فما حدث في مدينة الرقة بعد تحريرها من فوضى وحالات سرقة وخطف ونهب ليس إلا دليلاً على أن ما قد يحدث سيكون له الآثار السلبية الخطيرة على البلاد.
لكنني أرى أن الحل أمامنا وعلينا البدء بتنفيذه والتجهيز لهذه المرحلة التي قد تكون قريبة فقد نرى سقوطاً مدوياً ومفاجئاً للنظام في أية لحظة , علينا البدء من اللحظة بتجهيز مؤسسات وإدارات جديدة تختص في المجالات كلها ومن أهمها المؤسسات الأمنية ومنظمات المجتمع المدني التي تضم مختلف الناشطين , ليكون لهم الدور الأكبر في تسيير شؤون الوطن والمواطن في هذه المرحلة الخطيرة القادمة, يجب أن نبدأ فوراً مع أننا قد تأخرنا كثيراً لكن أن تصل متأخراً خير لك من أن لا تصل أبداً.
أما الناشط والإعلامي ياسين أبو رائد فلديه رؤية مختلفة للوضع عن ما تراه سعاد, يقول ياسين:
أعتقد أن البلاد لن تمر في حالة الفراغ السياسي والعسكري الذي يخشاه البعض بعد سقوط النظام, ودليل ذلك أن النظام قد سقط في الكثير من المناطق السورية , فأكثر من سبعين بالمئة من مساحة البلاد تعتبر مناطق محررة ليس للنظام فيها أية سلطات أو أية سيطرة, كل ما يستطيع فعله هو إرسال طائرات الموت وصواريخ الحقد الطائفي لا أكثر, وإن سقوط النظام لن يكون مدوياً فهو يسقط تدريجياً منذ بداية الثورة وحتى اليوم , ويتعرض للخسائر ولفقدان السيطرة يومياً.
يضيف: لو نظرنا إلى المناطق المحررة اليوم لوجدنا أنها تسير بشكل مقبول رغم بعض الإشكالات والمخالفات من قبل بعض المسيئين إلا أن الوضع العام يقول إن الشعب السوري ينظم نفسه خطوة خطوة, ويقوم بإدارة المناطق المحررة بشكل جيد, وعلى العكس تماماً فإن سقوط النظام سيحسن الوضع بنسبة كبيرة, فالفرق بين وجوده وسقوطه ليس إلا الخلاص من القصف الجوي والصاروخي على المدنيين العزل , وكلنا نعلم أن هذا القصف الهمجي لو توقف فإن عمل الناشطين والمدنيين في تحسين ظروف الحياة وتوعية المواطن وإدارة المناطق سيكون أفضل بكثير من السابق, أنا أرى أن مرحلة ما بعد سقوط النظام مباشرة ستكون مرحلة جيدة جداً ومن أفضل المراحل في الثورة السورية وأقول في الثورة السورية لأن الثورة لن تنتهي بسقوط النظام بل الثورة تنتهي عندما تستقر البلاد وينعم الشعب السوري برغد العيش وبالحرية والكرامة.
الأستاذ ماجد حمدون رئيس الكتلة الوطنية الجامعة يقول: يرى أن المرحلة القادمة مرحلة حساسة وخطيرة جداً حسب قوله وأنها تحتاج إلى تحضير جيد منذ اللحظة وأن على الجميع أن يعرف مسؤولياته ويحددها سواء كان من المعارضة السياسية أو العسكرية أو من المواطنين المدنيين أو الناشطين الإعلاميين.
يقول حمدون: علينا البدء بتجهيز مؤسسات مدنية وبمأسسة العسكر وذلك قبل سقوط النظام , فهذه السلطات البديلة هي الأمل الوحيد بالنجاة بقارب الوطن ووصوله إلى بر الأمان , الشعب السوري شعب واع منفتح, ولن يخشى عليه في ظرف كهذا, لكنه يحتاج إلى من يوجه شبابه وناشطيه وقادة كتائبه, وأعتقد أن العقلاء من شعبنا بالإضافة إلى السياسيين الوطنيين سيكونون هم الموجه في هذه المرحلة وبهم ستتم السيطرة على الوضع, أما عن مقاتلي الجيش الحر والقادة الأبطال الذين قدموا التضحيات على مر الأيام والشهور والسنوات فعليهم أن يتنظموا ويتوحدوا تحت راية واحدة لها عنوان واحد هو الوطن وحماية المواطن حتى نتدارك الخلافات والنزاعات التي قد تحدث أحياناً بين الكتائب.
لن تنتهي الثورة بسقوط النظام بل ستبدأ مرحلة جديدة هي الأهم , وبالتالي فنحن بحاجة إلى جناحين قويين لها حتى يطير الحلم وينهمر على كل ذرة تراب رويت من دماء شهدائنا , هذين الجناحين هما الجناح السياسي والجناح العسكري وعليهما أن يكونا جنباً إلى جنب بشكل متوازٍ وبكل تعاون وصدق بينهما , الحل بين أيدينا واعتقد أن شعبنا السوري البطل الذي حطم أكبر قلعة من قلاع الدكتاتورية والظلم في العالم لن يعجز عن ذلك , كلي أمل أن سننتصر على النظام أولاً وعلى أنفسنا ثانياً وحينها سينتصر الوطن لا محالة.

(125)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي