لم يعد خافيا ما تعانيه المعارضة من بعثرة وتشتت، بل كادت تشكل مشاكل المعارضة ظاهرة إعلامية, كما ظهرت مصطلحات مثل معارضة الداخل ومعارضة الخارج والثوار والممولين.
و باتت التربة السورية خصبة لكل سياسي مبتدئ صياد فرص ليكون نواة حزب ما أو تكتل ما، ربما لا يملك أدنى تصور عن مبادئه ونواظمه وأهدافه.
ومنهم من قرأ الكثير من الكتب وأعجب بتيار ما أو اتجاه ما ..وحلم أن يكون على رأس رسالة عظيمة يقود من خلالها الأمة نحو الخلاص المنشود.
لا يخفى على أحد أن السواد الأعظم من داعمي ومعارضي الخارج هم من الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال ولم يبقَ طبيب استطاع الفرار بجلده إلا وفر تاركا أبناء جلدته لمصيرهم.
كما نعلم جميعا أن السواد الأعظم من مجاهدينا هم من الطبقة المتوسطة عيشة وثقافة وتحصيل علوم ..ولطالما كان الطيبون وقود الثورات وصناعها ليستشهدوا ويأتي من فر من أتونها ليرث الأرض ومن عليها وتركات هؤلاء المجاهدين.
المشكلة أننا على أرض سوريا حيث يُمثل على أرض الواقع مسلسل وثائقي عن تاريخ حضارات العالم وحروبه وغزواته على اختلاف التسميات احتلالا أو استعمارا..تتصارع كل استخبارات الدنيا ومنظماتها السرية والعلنية والدعوية والتبشيرية على قطعة تذكارية من أرض أجداده (سوريا أرض الحضارات والديانات).
في ظل هذا الوضع بات اللاعبون الوطنيون يتحركون وفق خطة المدرب الأجنبي المحنك, ومنهم من بات يطالب بشعارات رنانة كأهداف تسبق هدفهم الأول وهو إسقاط نظام اعتقل إخوتهم وقتل أهلهم و شرد من تبقى منهم...
واضرب مثالا المطالبة بالوحدة بل بالاندماج بين الكتائب والألويه دون تقديم رؤية واضحة تتلاءم والوضع على الأرض، والأخذ بيعين الاعتبار أهداف الثوار البسيطة التي خرجوا من أجلها من عيش كريم وتحرير المعتقلين والعودة للديار دون الالتفات للشعارات الكبيرة الرنانة.
و أشبه الحالة مع اعتذاري على التشبيه بالأمير الذي أتى بحذاء سندريلا الذهبي وبات يبحث عن ثوار تكون أقدامهم على مقاس هذا الحذاء, وكان الأولى به أن أحب أميرته فعلا (الثورة) أن يركع عند قدميها ويدرس تفاصيل تضاريسها ويفصل لها الحذاء الذي يناسب هذا المداس المقدس.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية