أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بمناسبة وصية "القاتل القتيل".. "يساري الأخبار" وذقن "السيد" وخد "هيفا"!

ياغي

احتفى من وصفته جريدة الأخبار اللبنانية بأنه "قيادي يساري" من لبنان بأحد مرتزقة مليشيا حزب الله على طريقته الخاصة، حين دبج مقالا يمتدح "مهدي ياغي" الذي قتل في سوريا، بوصفه "مقاوما أدى فرضه".

وفي بداية مقاله المطول، استشهد علاء المولى بعدة عبارات للقتيل "ياغي" كان أوردها في تسجيل له، ومنها: "لا أريد الحور العين، بل أريد الزواج بخطيبتي التي أحبها"، "أوصي أصحابي، عندما يستذكرونني في سهراتهم، مش ضروري يقرأوا قرآن.. العبوا بورق الشدة لعبة الأونو". كما يوصي والدته: "لا تقولي لهم كان مؤمناً وغير ذلك من الكلام الجاد، فأنا مجرد ابنك الذي تحبينه".

ويكبر "المولى" إقرار "ياغي" في وصيته بأنه لم يكن يستطع تلاوة القرآن بجدية وخشوع، "لأني غير متعود على ذلك، وكنت فاشلاً في الإعراب أثناء الدراسة"، ليخلص الكاتب "اليساري!" إلى القول: في دقائق قليلة، مسجّلة، نجح مقاتل من حزب الله، في انتزاع دمعتي الممتنعة وإرجاف قلبي والطواف بي إلى حيث ترتاح النفس ويكتمل الشعور بالمعنى. أحسست بأنفاس أبي ورأيت أهلي وأقاربي وأبناء قريتي وعموم أبناء منطقة بعلبك- الهرمل، من كل الطوائف والمذاهب، ممن تشاركوا الفاقة والقهر المزمن والتهميش المتمادي حدّ القطيعة. واستذكرت كذلك، مقاومين أبطالاً، بعضهم استشهد، من أبناء هذه المنطقة- الخزّان، التي بقيت تعطي دون أن تأخذ، تماماً كما يشعرنا مهدي.

ويواصل "المولى" مهمته في تجميل القتيل الذي لم يقتل أثناء رحلة استجمام إلى سوريا، بل قتل وهو يلغ مع أبناء مليشياه في دماء السوريين، فيقول: جميلٌ هو مهدي ياغي في وصيته، بل حقيقي وصادق إلى أبعد حد: مع نفسه ومع كامل الجمهور الذي سيستمع إلى وصيته. كأني به شعر بأننا لن نملّ من تكرار سماعه، وعيناه ترقصان سعادة وابتسامته الجذابة تخفي عفوية وبراءة لا يخطئهما قلب.

ويتابع محاولا الالتفاف المتذاكي على انكشاف مستوى "التدين" لدى عناصر المليشيا الشيعية، خلافا لما يدعيه زعيمها وقادتها وحتى مناصروها عندما يشرعون في تعداد "فضلائهم" وكأنهم أصفياء أولياء،.. يتابع "المولى" بلغة حربائية: هكذا ينكشف "المجاهد في المقاومة الإسلامية" بصفته كائناً عادياً، هو ابن بيئته، طبيعياً كأقرانه، يتميز عنهم بكونه قرّر الالتحاق بالمقاومة.حضور البيئة المحلية هو الطاغي عند مهدي الذي يطربنا بلهجته البعلبكية المحببة وعفويته التي تعكس براءة الإنسان!.. إن الإقرار بذلك صار واجباً، من قبيل الإقرار بالواقع والاعتراف بالحقيقة: المقاومة هي جزء عضوي من النسيج الاجتماعي وحزب الله ليس ميليشيا معزولة، بل إن تنوع "الاجتماعي- المحلي" فيه، هو الذي يجعل اندماج بنيته أمراً انسيابياً.

ويتمادى "اليساري" في إنكار تهمة تبعية مليشيا "حزب الله" إيران، رغم أن زعيم المليشيا يجدد في كل مناسبة تأكيده على هذه التبعية، لكن "المولى" له رؤية "عبقرية" حين يقول: إن وصية مهدي هي دليل قوي وقاطع على "لبنانية" الحزب المتشكلة من مجموعة "محليات" تتعاضد وتتكامل.. فمقاومو حزب الله ليسوا واحداً بل كثيرون، متنوعون ومختلفون؛ لأنه، ببساطة، لا يجري "توليدهم" في مصانع "الولي الفقيه" ولا "استنساخهم" عبر القدرات العلمية الإيرانية. لا يشبه "البعلبكي" منهم أخاه "الجنوبي"، ولا ابن العائلة الميسورة يشبه ابن العائلة الكادحة، كذلك إن ابن المدينة لا يشبه ابن الريف.

ويحاول "المولى" ادعاء الحيادية والبعد عن تلميع صورة المليشيا الطهرانية الوهمية، التي عرتها وصية "ياغي" غير محسوبة العواقب، لكن "المولى" يقع فيما كان يحاول تضليل قارئ مقالته به، فيظهر انحيازه الأعمى للمليشيا، وهو يتساءل: هل نبالغ، إن نحن قلنا إن مهدي دمّر خطاباً وأنشأ خطاباً جديداً؟ كانت وصايا شهداء "المقاومة الإسلامية" مفعمة بالتوق إلى ملاقاة الرسل والأئمة ومتعالية على الدنيا "الفانية". وصورتهم لم تكن يوماً إلا صورة مقاتلين أشداء، نادراً ما يعلن عن علاقاتهم الإنسانية ودائماً بتقنين، يهدف غالباً، إلى الشحن والتعبئة. لكن الأمر مختلف تماماً مع مهدي ياغي الذي يصرخ بأسطع ما تبرق عيناه وبأصدق البوح، ليقول إنّه بشر مثلنا، من لحم ودم، ومشاعر وأحاسيس آدمية وطبيعية!

فالقاتل القتيل "ياغي" عند "المولى" ليس سوى بشر بأحاسيس طبيعية، والدليل مسارعته لرد جميل السوريين بقتلهم "في سبيل الله"، كما أوضح شريط جديد لمرتزقة حزب الله، وهم طربون فرحا بالإجهاز على جرحى سوريين، ويرددون "في سبيل الله"!

ويمضي "المولى" في تناقضاته التي تحاول ترقيع صورة المليشيا المهترئة، دون أن يدري أن "الخرق اتسع على الراقع"، فيقول: "ألغى "خطاب" مهدي، العلاقة النفعية التي تربط الإيمان الديني بالجهاد. فهو لا "يقاوم" من أجل الفوز بالحور العين ولا يشبه، بالتالي، أولئك "الإسلاميين" الذين يقتلون العشرات من البشر "الأرضيين" تحت راية الجهاد، لكي يفوزوا، في السماء، بسبعين حورية، والبعض يحتفظ لهنّ، بعدد مناسب من حبوب الفياغرا!.. فهم (أي مرتزقة حزب الله) ليسوا معصومين، ولا هم متنسكون في محراب لا يغادرونه إلا لقتال العدو. بالعكس يؤكد مهدي، الذي لا ينفك يطلب المسامحة، أنهم خطّاؤون. مجرد بشر مثلنا جميعاً، لهم حياتهم اليومية ومشاعرهم وهواياتهم وعلاقاتهم، يكرهون كما يحبُون، ولكن يسامحون ويطلبون لأنفسهم السماح من الآخرين، حين يستشهد أحدهم، في تأكيد إضافي لإيمان منفصل عن السياسة".

لكن "المولى" ورغم كل محاولات تزييفه وتزويقه لما كشفت عنه وصية "ياغي"، يقر أخيرا أن جديد الوصية "هو التوق إلى تجاوز الضغوط والقيود الدينية والاجتماعية التي تكبت الطاقات الشعورية الداخلية، اكتساباً لمحترمية زائفة وغير إنسانية".. وهنا بيت القصيد في الاعتراف بـ"زيف" صورة المليشيا ومرتزقتها.

كما يعد "المولى أن "الجديد هو في "قرار الإفراج"، الذي اتخذته الرقابة الحربية، عن وصية فيها كل هذه الحياة. إن إسقاط "الرقابة" عن وصية مهدي، يعني، على ما يبدو، أن "النواة الصلبة» في حزب الله والمقاومة، لا ترى (أو لم تعد ترى) ضيراً في أن يكتشف الجمهور، في لبنان والعالم العربي، أن مقاتلي هذه المقاومة هم، رغم "إسلاميتها" وإيمانهم، أناس عاديون وطبيعيون"!!.

ويتابع "المولى" قادحا في المليشيا الشيعية من حيث يريد امتداحها: "ما هو مهم ولافت، أنه في هذا الحزب "الديني" شباب يقاتلون من أجل الحياة، الأفضل، ليس طمعاً بالجنّة، ولكن دون أن يهابوا الموت، الذي إنّما هان عندما صار شهادة في سبيل قضية.. يظهر حزب الله، بذلك، حزباً سياسياً (مقاوماً)، تقع العقيدة الدينية عنده، موقع الأيديولوجيا، عند كل حزب، ووسيلة التعبئة وضمان التماسك".

ويأبى "المولى" إلا ان يسفر عن وجهه الحقيقي وموقفه الواضح من حزب الله، دون أن يستخدم هذه المرة مزيدا من "الفذلكيات" ويملأ خطابه بـ"الالتواءات" اللفظية، فيقول بلغة مباشرة: يشكل دخول الحزب بمقاوميه إلى سوريا، والمشاركة في الحرب الدائرة فيها، قفزة جبّارة، نقلته إلى رحاب هذا المعنى. فالدور المقاوم في سوريا يقع في صلب النضال ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية"!!.. ولاشك أن هذه التوليفة الأخيرة (الإمبريالية والصهيونية والرجعية) وبنفس هذا الترتيب الذي يردده الكاتب "تطن" في أذن فئة واسعة من السوريين، لتعيدهم إلى الزمن القبيح، أيام كان نظام الأسد يلحس العقول بهذه الجمل "القوالبية"، ويحرص على أن يرددها الطلاب في "تعويذة ببغائية" كان تسمى "عهدنا"!!

ويواصل "اليساري": الدولة السورية هي دولة علمانية حتى النخاع، في مؤسساتها وثقافتها وتربيتها كما هي الحياة الاجتماعية في سوريا، حيث يستقل الدين عن الدولة التي توليه ما يناسب من احترام وتقدير"!

لقد أثبت الربيع العربي وعلى رأسه الربيع السوري أن الكثيرين –والكثيرين جدا- من المتغطين بثوب اليسار ماهم إلا عراة، و"علاء المولى" ليس استثناء من هؤلاء الذين يرون ذقن "السيد!" نصر الله و"المرشد" خامنئي "أقدس" من ذقن ماركس، حتى وإن كانت ذقن "المولى" ومن لف لفه، من آثار حلقها و"حفها"، أكثر نعومة من خد "هيفا".. وما بعد خد هيفا أيضا!

"في سبيل الله".. هكذا أجهز عناصر مليشيا "نصر الله" على الجرحى السوريين
2013-10-08
في واحد من المقاطع التي لايمكن لعقل بشري أن يتصورها، أظهر تسجيل مصور عناصر من مليشيا حزب الله وهم يجهزون بدم بارد مجموعة من الجرحى السوريين. وقد بلغ المقطع ذروة الشناعة وهو يظهر مقاتلين من المليشيا يتسابقون لإطلاق...     التفاصيل ..

زمان الوصل - خاص
(213)    هل أعجبتك المقالة (205)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي