لم تكتمل فرحة نظام بشار الأسد وجيشه وشبيحته بما سموه عملية "تحرير خناصر من الإرهابيين"، ما يفتح الطريق أمامه لفك الحصار عن السفيرة بما لها من موقع حيوي، وبما تحويه من معامل للصناعات الحربية ترفد جيش بشار بذخيرة القتل وأدواته، فضلا عن أهمية السيطرة على خناصر في فتح طريق الإمداد الرابط بين حلب وحماة.
فقد تمكنت كبرى الفصائل الجهادية الخميس من استعادة السيطرة على خناصر، وطرد جنود بشار وشبيحته منها، وكان العمود الفقري لهذه العملية الخاطفة والرد السريع مكونا من عناصر "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، "النصرة" و"أحرار الشام".
وقد اعتبر مراقبون معنيون بشؤون الجماعات الجهادية أن هذه العملية تدلل على قدرات هذه الجماعات ومدى تخطيطها، فضلا عن التنسيق العالي فيما بينها، والذي أهلها لاستعادة البلدة الحيوية في غضون أيام قليلة، رغم ما حشد لها النظام من قوات وآليات.
ورأى هؤلاء أن هذا الرد السريع والحاسم، من شأنه أن يعطي مزيدا من "المصداقية" لفعالية الكتائب الجهادية على الأرض، كما إن من شأنه دفع قوات بشار وشبيحته لتغيير تكتيكاتها التي كانت تعتمدها، خصوصا في مواجهة "مقاتلين شرسين" و"معبئين عقائديا" إلى درجة الإقدام على تنفيذ ما يسمونها "العمليات الانغماسية" التي أثخنت في قوات بشار، وكانت في مرات كثيرة المفتاح الذي أدى إلى تحرير مواقع وقواعد حيوية، مثل مطار منغ.
وأشار المراقبون إلى أنه يصعب على النظام أن يجد "حلا" لمثل هذا النوع من العمليات القائم على "بيع النفس لله"، لأنها تضرب كل الخطط والتحصينات العسكرية في مقتل، بما تتضمنه من عنصري المباغتة والقوة التدميرية التي تصيب الهدف مباشرة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية