أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قلب الأسد وشيخ الجبل من جديد... أنس الشبك

الملك الأنغلوسكوني "ريتشارد قلب الأسد" أبرز قائد في الحملة الصليبية الثالثة على المشرق التي أطلق أولاها البابا أوربان الثاني الذي يتحدث عنه الأرثوذوكس بالرجل الذي انتقل من حارة اليهود في روما إلى البحر المقدس.
ورشيد الدين سنان شيخ الجبل زعيم "فدائيي" قلعة القدموس الذي يبث حشاشيه الذين يدعوهم بالفدائيين يقتلون القادة والأشخاص المؤثرين بحجة مخالفتهم إياه في عداوة الفرنجة, يقتدي بالحسن الصباح مؤسس فرقة الحشاشين الذين أسماهم بالفدائيين في قلعة "آلموت" في جبال "الديلم" قرب طهران, وهدفهم ملوك السلاجقة وعلماء السنة يقتلهم أتباع مغسولة أدمغتهم بطريقة خسيسة يطول شرحها ربوا على حمل وجهين الوجه الأساسي وجه موتور قاتل يتغطى بوجوه متعددة, وطبعا المبرر دائما الثأر للمظلومين ..وعلى رأسهم من هم من آل البيت.

كان شيخ الجبل وأتباعه يغيرون على الصليبيين ويوقعون بهم وقد يثخنون فيهم وقد يظفر بهم جنود الصليبيين فيفعلون بهم الأفاعيل لكن قادتهم يلتقون يزورون القلعة فيتفقون على تصفية قادة المسلمين أو يأخذون تحركاتهم وينصبون لها الكمائن ..ولمن لا يعلم هم قتلوا الأتابك ظغتكين صاحب معركة الأقحوانة "غير التي خاضها نوشتكين الدرزي مع المرداسيين, وبالكاد يذكرها المؤرخون بداية القرن الثاني عشر قبل حطين بثمانين سنة" التي كانت كمثل حطين لولا قتل مودود وظغتكين وغيرهم الذي حولها لمجرد مقتلة لجند الصليبيين ..حتى صلاح الدين قتل من حشاشيهم على باب خيمته عدة ولم يخض حطين حتى أرهب شيخهم في قلعته وهم زعموا أنه وقع اتفاق سلم معه !! اتفاق سلم مع سيد الحشاشين؟ 

لم يكن الصليبيون ليدوم لهم أمر لولا هؤلاء خنجرهم المتقدم في خاصرة الأمة فوطدوا التحالف معهم رغم تغييرهم عناوينهم ..لقد دحر المغول لأنهم كعادنهم يجازون من يتآمر معهم ضد بلادهم فدمروا قلاع الحشاشين، الآن وبعد اعتناق التتر للإسلام قرر الغرب أن يحيي القلعتين ويوحدوها ضد كل المشرق تحت نفس المسمى محاربتهم أي محاربة الغرب وباسم الإسلام الحقيقي النابع من الثأر للمظلومين على رأسهم آل البيت, طبعا لم يفت أيا منهم خلق فلسفة مشابهة لفلسفة الغرب في فكرة الرجعة وانبعاث المخلص ووجود أعداء له يبيدهم طبعا ويبيد كل أتباعهم بمعونة أتباعه.

مزيج عجيب من الأساطير حول المبيد المخلص الذي ينتظره الفرس و أتباعهم وكذلك الغرب فالمهدي الشيعي يقتل تسعة أعشار العرب و مسيح الغرب يرفع سبعين ألفا فقط ويترك الباقين للهلاك لذلك هو أرحم، فهو لن يقتلهم بالسيف بل بالترك لمصير لم يحدده لنا وهم في كلا الحالين يسهلون على مخلصهم الأمر بافتعال مجازر تقديمية تضع المستهدفين ومن يتعاطف معهم في"الجو" التخليصي الاستئصالي لقدوم المخلص لأجل الاستئصال النهائي.

هكذا تحالف الأساطيريون في الغرب الأوروبي مع أساطيريين يفوقونهم في الشرق الفارسي تحديدا لكن لمصلحة نخب الغرب الاقتصادية التي حركته عبر القرون في كل الحروب مزهقة منه أرواح عشرات الملايين ..!! لكن ما مردود ذلك للفرس ..لقد جربوا حظوظهم في الصدام مع الترك والعرب في كل المراحل والأديان لأجلهم بعد أن سحقوهم منذ عهد داريوس المغرور يربحون جولات طابعها الدسائس والخداع ويخسرون في صدام كبير. الفرس الديالمة وأتباعهم الطائفيون سيستفيدون أكثر بكثير لو طلبوا الامتيازات من أصحاب الأرض أي من العرب والتورانيين وبقية الآريين من طاجيك وباشتون وكرد، إلا إذا كانوا لا ينتمون لهذه الأرض فعلا ورغم بقائهم ولو متنقلين فيها نوع من المكسب يعززونه بالتآمر مع أعدى الأعداء لها.

لو كان لنا أن نتجاوز سؤالا للغرب ما مصلحتكم بكل هذا وأجبنا هي ورطة إسرائيل التي فاقمت الوضع لحرب وجود معنا ...لكن للشعوبيين والطائفيين ما مصلحتكم أنتم ولو كنا أزلنا دولة لكم ؟..لقد أزلنا دولا للتورانيين "الترك" وأزالوا لنا دولا وعلى رأسها دار الخلافة وكان ذلك وراءنا ألن يكون هناك حد لأحقادكم؟

(103)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي