نسي بعض السوريين من كان يدوس على رؤوسهم ورقابهم ويأمرهم بالسجود لـ"ربهم" بشار، نسوا من كان يعتقل شبابهم ويسلمهم فيما بعد جثثا مشوهة، نسوا من انتهك حرماتهم واعتدى على حرائرهم، نسوا من قصفهم ويقصفهم بالكيماوي والسكود والدبابات والمدافع والطائرات، نسوا من قتل 150 ألفا منهم، وشرد في أصقاع الأرض ملايين منهم، نسوا من ذبحت ميلشياته الأطفال بالسكاكين في الحولة وبانياس وغيرهما، نسوا من خلطت قنابله لحوم الناس ودمائهم بخبزهم في مجازر الأفران، نسوا من أهلك الحرث والنسل، وجعل السوري يكره أخاه السوري على "الهوية"، نسوا من اغتصب سوريا أربعين سنة وحولها إلى غابة قمع، ونهبها وجوعها وأذل شعبها، نسوا من باع الجولان ووثق بيع اسكندرون، وتحالف مع شياطين الإنس والجن للبقاء على الكرسي... نسوا كل ذلك وغيره مما خفي وكان أعظم، وباتوا وللأسف مجرد أبواق يرددون ما يسمعون.. "داعش" ستأكلنا، النصرة ستذبحنا، جيش الإسلام سيفتتنا، الكتائب الإسلامية حرفت مسار الثورة، الجيش الحر مخترق... ألا تعلم أنك يامن تردد هذه الأقاويل أكبر "مخترق".. مخترق في عقلك حين تساوي هفوات المجاهدين والثوار بجرائم النظام، هل سمعت "داعشيا" أمرك بسب الله أو محمد أو حط من دينك، هل رأيت أحدا من النصرة انتهك حرمة بيت أمامك وساق نسائه للاغتصاب، هل شاهدت طائرة لحركة أحرار الشام تحلق فوق مسجد أو مدرسة فتقصفها، هل وصلك أن جيش الإسلام يفرض حصارا لامثيل في همجيته على المعضمية وغوطة دمشق ويقتل أهلها جوعا، هل قال لك أحد أن لدى الجيش الحر 17 جهازا أمنيا تتولى اعتقال وتعذيب 200 ألف، وتقتل منهم من تقتل وتدفن منهم من تدفن في مقابر سرية... عودوا إلى رشدكم يامن تساوون الهفوات بالجرائم، عودوا إلى رشدكم فما ابتليت الثورة بعدو بعد بشار أشد منكم، وتذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع"... وأن ابن خلدون قال: "ميزان الذهب لاتوزن به الجبال" فلكل شيء ميزانه.. عودوا إلى صفوف العقلاء الذين يحاكمون الأمور في سياقها الصحيح، ولا يخلطون الحابل بالنابل.
أرجو أن لاتحاكموني على نواياي التي لايعلم بها إلا الله، وأن لا تقولوني ما لم أقل، فلست نصيرا لهذا الطرف أو ذاك، بل نصيرا للحق والحق وحده، وإن كنتم كما تقولون أن "داعش" أو "النصرة" أو غيرها أذناب للنظام وعملاء له، فإن أول طريق لشل حركة الذنب هو قطع الرأس، فلنتوجه جميعا لقطع الرأس وعندها تسقط الأذيال تلقائيا، أم إنني مخطئ؟
ولا تنسوا.. إن كنتم علمانيين فبشار عدوكم، وإن كنتم مسيحيين فبشار عدوكم، وإن كنتم مسلمين فبشار عدوكم، وإن كنتم قوميين فبشار عدوكم... وإن كنتم سوريين فبشار عدو سوريا الأول والأشرس.
إيثار عبدالحق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية