أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"مهاجرو" الرقة يحطمون تمثال الخليفة هارون الرشيد وسط المدينة !

قام عناصر من "الدولة الإسلامية في العراق والشام" يوم الثلاثاء الماضي بتحطيم تمثال الخليفة هارون الرشيد في مدينة الرقة.

وذكر ناشطون أن أشخاصاً مجهولين ربطوا رأس التمثال بدراجة نارية وسحبوه حتى انفصل عن الجذع وسط ذهول المارة وأصحاب المنازل المحيطة بالحديقة.

وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها استهداف معالم ذات دلالة رمزية في المدينة، إذ سبق للدولة أن استهدفت اللوحة البانورامية الكبيرة المنصوبة عند مدخل المدينة والتي تحمل صورة لتراث المدينة ولوحة للخليفة هارون الرشيد وتم استبدالها بشعار حركة "أحرار الشام" السوداء في بداية تحرير الرقة.

وللمفارقة فإن الفنان والأديب السوري أيمن الناصر الذي نحت تمثال هارون الرشيد اتسم موقفه من الثورة السورية بالرمادية ولم يشر في صفحته على "فيسبوك" بأي تعليق حول تحطيم التمثال الذي صنعته يداه قبل أكثر من ربع قرن.

حول تفاصيل استهداف التمثال والدلالات المعنوية التي يمثلها هذا الرمز في الوجدان الفراتي يقول الناشط السياسي مهند الفياض لـ"زمان الوصل": 
يمثل الخليفة هارون الرشيد رمزية خاصة بالنسبة لأبناء مدينة الرقة الذين يوصفون غالباً بأنهم أحفاد الرشيد، وضمن سعي الدولة الإسلامية الحثيث لإخضاع إرادة المدينة الذي بدأ بتكسير صليب كنيسة الشهداء قاموا بتحطيم تمثال الرشيد المنصوب في الحديقة التي تحمل اسمه وسط المدينة نهاراً، حيث جاءت مجموعة تطلق على نفسها اسم (المهاجرين) الذين يعتبرون صقور التطرف في الدولة بعد ظهيرة الثلاثاء الماضي بربط رأس التمثال بدراجة نارية وسحبه حتى انفصل عن جذعه.

وحول ردة فعل الأهالي تجاه استهداف التمثال يضيف الفياض: لم يتحرك أحد من أبناء المدينة للدفاع عن تحطيم التمثال جهاراً، فالمشهد الذي يتسيد المدينة الآن هو الخوف والترقب من ردة فعل الدولة الإسلامية تجاه أي تصرف ضدها، وللعلم فالمدينة تُحكم من قبل أربعة أشخاص في الدولة هم ثلاث توانسة وعراقي، والشارع الرقيّ برمّته الآن محتقن بشكل قد يؤدي للانفجار في أي لحظة وخصوصاً في أوساط الشباب الذين بدأوا يتململون من تصرفات عناصر "داعش" وسلوكياتهم الطائشة.

وحول الرسالة التي يريد محطمو التمثال إيصالها إلى الناس والعالم عامة يقول الناشط الفياض: هذه الرسالة ذات شقين برأيي أولها قناعات الشباب المتطرف الذي يعتبر التماثيل أوثاناً تشي بالكفر ويجب إزالتها، لكن الهدف الأعمق هو إيصال رسالة مضمونها أن الدولة الاسلامية ستقوم رغم أية إرادة حتى ولو كانت إرادة الشعب، وهي تستهدف دوماً التماثيل لأنها تمثل ذاكرة للمدن المنصوبة فيها، ولنا في معرة النعمان وأبو العلاء المعري مثالاً حياً على ذلك، والآن يتم استهداف تمثال هارون الرشيد في المدينة التي تحمل اسمه.

ويوجه مهند رسالة للذين لم يحركوا ساكناً تجاه هذه الجريمة التي تُضاف إلى جرائم النظام وأعوانه هنا، وهي عندما تعترض السماء تسجل اعتراضها على الأرض بالمطر وفي أوقاتِ الأزماتِ الكبرى، وفي أزمات الحروب لا ينفع الوقوف على الحياد أو الاعتراض بصمت، فهناكَ تاريخٌ يسجل وضمائرٌ جريحة ودماء.

ويتابع: في أوقات الأزمات الكبرى يعتبر الوقوف على الحياد جريمة والصمت جريمة الفساد الدموي جريمة .. و علينا أن نسجل اعتراضنا بما يليق بكل ما ذكر، ومن حطّم التمثال لم يقصد به التعبير عن الفكر الديني أياً كانَ تطرفه.

كان القصد المباشر هو إذلالُ إرادة المدينة و فكرها و تاريخها .. من حطم تمثال هارون الرشيد البارحة حاول تدمير ركيزة الذكريات في الوجدانِ الفراتي .. نالَ بعض ما أرداهُ و لكن إلى حينٍ قريب .. فهناكَ شبابٌ لن يصمتوا .. الوجع يولّدُ الثورة .. إن أردناها ثورةً حقيقة فلتكن ضد كل الطغاة جميعهم .. جميعهم .. لا أن نحزنَ على مجزرة طائرة ونصمت عن مجازر الذكريات فهذهِ الجريمة لا تقلُ عن تلك.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(500)    هل أعجبتك المقالة (315)

Ayman Harb

2013-10-05

صحتين والاتي اعظم..هؤلاء هم الخوارج الذين لاعهد لهم ولا ذمة الذين حضنتموهم اخوانا وايويتموهم فافترسوموكم. كمثل الاعرابي الذي اشفق على الضبع وكنيته ام عامر من برد الصحراء واواه في خيمته فافترسه فقال الشاعر; صانع المعروف مع غير اهله .. جوزي كما جوزي مجير ام عامر.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي