أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كيماوي الغوطة يفتح جرح "حلبجة" و"بشار يستحق مصير صدام"

هذه الجميلة قتلها "بشار الكيماوي" والعالم يتفرج

ينبعث في الهواء عبير يشبه رائحة التفاح. وفي حقل انسابت الدموع من عيني بقرة وسقط طير من السماء ريشه يبدو محترقا وتمتلئ أفواه السكان بالقرح. 

في يوم ربيعي من أيام عام 1988 قتل الغاز خمسة آلاف شخص على الأقل عندما أسقطت القوات العراقية قنابل كيماوية على بلدة حلبجة في شمال البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية. كانت هذه لحظة حاسمة في تاريخ القمع. 
واستعاد الناجون مشاعر الفزع بعد الهجوم بغاز السارين على إحدى ضواحي دمشق يسيطر عليها المعارضون في أغسطس آب الماضي وأثار مخاوف أكراد سوريا. 

ووصل خبراء دوليون إلى دمشق هذا الأسبوع لبدء عملية التخلص من ترسانة رأس النظام السوري بشار الأسد الكيماوية وهي عملية معقدة وسط حالة حرب. 

ويخشى الأكراد في كل من سوريا والعراق من أن يكون الأسد الذي لم يعاقب على الهجوم قد أفلت ومع تغير الأوضاع في الحرب السورية فقد تقع أسلحته الكيماوية في أيدي إسلاميين متشددين. 

وقالت حميدة حسن محمد التي بدت مضطربة بوضوح وهي تروي ما حدث في منزلها قبل 25 عاما "جرح بلدتنا نُكئ من جديد في سوريا... نشعر أن "حلبجة" تعرضت للهجوم من جديد." 

وخرج سكان "حلبجة" إلى الشوارع احتجاجا على هجوم 21 أغسطس آب بسلاح كيماوي الذي تقول الولايات المتحدة إنه قتل أكثر من 1400 شخص وتلقي مسؤوليته على عاتق الأسد وهددت بغارات جوية لمعاقبته. وينفي الأسد الاتهام. 

لكن التهديد أبطل باتفاق على نزع أسلحة سوريا الكيماوية تبناه مجلس الأمن الدولي في قرار لا يهدد باللجوء تلقائيا لعمل عسكري ضد حكومة الأسد في حال عدم التزامها. 

ورحب الأكراد في العراق وسوريا بهذه المبادرة لكن بعضهم شعر بالأسى لتجنب الأسد غارات جوية على قواته. 

وقال عبد الحكيم بشار سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا "حلبجة يجب أن تكون درسا. إذا لم يتحمل النظام السوري المسؤولية ستكون هذا سابقة خطيرة." 

وأضاف "ما نخشاه هو أن يتغير جدول الأعمال من تفكيك النظام إلى تفكيك الأسلحة الكيماوية. هذا مشروع طويل الأمد." 

ووصفت الأمم المتحدة الهجوم في سوريا بأنه الأكبر من نوعه بعد الهجوم على حلبجة - الذي توج حملة واسعة النطاق عرفت باسم الأنفال دكت فيها ألوف القرى الكردية وأجبر مليون شخص على الأقل على ترك منازلهم وقتل نحو 200 ألف شخص. 

وفي حلبجة التي تحيط بها مجموعة من الجبال على الحدود مع إيران وقف نصب تذكاري ضخم على شكل أياد مرفوعة للسماء في تضرع وأسى. 

وقال لقمان محمد رئيس رابطة للناجين من الهجوم على حلبجة وهو يقف وسط أنقاض مبنى دمره القصف العراقي "مازلنا نرى الأثر على البلدة وعلى أجسادنا." 

وأضاف "عندما رأيت وأسرتي اللقطات (لهجوم في سوريا) على التلفزيون بكينا لأننا نشعر بآلامهم. الآثار ستكشف عن نفسها في السنوات القادمة." 

ولا يزال ضحايا "حلبجة" يعانون من آثار الهجوم الكيماوي ومنها صعوبة في التنفس وعمى وندوب ناجمة عن حروق. 

وأفرغت حميدة حسن محمود التي تسكن "حلبجة" كيسا بلاستيكيا ممتلئا بالأدوية على الأرض كدليل على استمرار مشكلاتها الصحية. 

ويقول سكان "حلبجة" التي لم يلتفت إليها المجتمع الدولي إن الأسد يستحق مصير صدام حسين الذي كان وراء الهجوم الكيماوي على بلدتهم وقدم للمحاكمة وشنق عام 2006 وإن كان في جرائم أخرى. 
وتروى قصة حرب العراق كرواية تحذيرية من التدخل في سوريا لكن في "حلبجة" وكردستان ينظر على نطاق أوسع للغزو الذي قادته الولايات المتحدة والذي أنهى حكم صدام باعتباره مسعى حميدا. 

وتزدهر كردستان العراق الآن في حين يثير المسلحون الفوضى في بقية أرجاء البلاد ويتحالفون مع ميليشيات على صلة بتنظيم القاعدة في سوريا المجاورة ويوجهون ضرباتهم على جانبي الحدود. 

ويخشى المسؤولون الأكراد العراقيون من أن تسقط الأسلحة الكيماوية في أيدي الإسلاميين. وكان هجوم بقنبلة نادر من نوعه في العاصمة "أربيل" يوم الأحد الماضي تذكرة باقتراب الخطر. 
وقال آرام محمد وزير شؤون الشهداء إن سوريا قريبة من كردستان لذلك فإنهم يشعرون بالقلق من أن تنتقل هذه الأسلحة الكيماوية إلى العراق ويستخدمها "إرهابيون". 
وفي مخيم للاجئين على مشارف "أربيل" قالت امرأة إن الهجوم الكيماوي في دمشق أعاد إلى الأذهان على الفور تاريخ أكراد العراق "خفنا أن يحدث لنا مثل ما حدث في حلبجة ونموت كلنا."

رويترز
(144)    هل أعجبتك المقالة (146)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي