أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المعارضة السورية وجنيف 2 ... عبدالرحمن مطر



تبدو الصورة غائمة الى حدّ كبير، بشأن تطورات الوضع السوري، لستُ متشائماً ولكن ليس ثمة في الراهن ما يدعوا للتفاؤل، فيما يواصل نظام الأسد ارتكاب مجازر جديدة، لن يكون – وحالنا كما هو – استهداف المدارس وقتل طلبتها، كما حدث في الرقة، هو أخر المجازر قبل انقياد السوريين الى جنيف2.
يتبادل نظام القمع، مع الإئتلاف الوطني التصريحات حول شروط مشاركة كل منهما، وكل طرف يضع ومن ثم يلغي ثم يعدل شروط المشاركة. وفي الحقيقة هما يلعبان في الوقت الضائع على حساب الدم السوري. سيذهب الطرفين رغماً عنهما وفق مشيئة وشروط دعاة المؤتمر، حين تنضج عملية التسوية السياسية، التي ماتزال تنتظر مجازر أخرى أشد من كيمياوي غوطة دمشق !
الواقع إن المعارضة السورية ماتزال حتى اليوم تعاني من إشكاليات أساسية، لا تمكنها من القدرة على المضي قدماً نحو الوصول الى مرحلة فرض اية تصورات أو شروط بشأن التفاوض، على الأقل في المرحلة الراهنة، من أهمها غياب الرؤية والبرامج والخطط السياسية والاستراتيجية، بشأن الحالة السورية ذاتها وتطوراتها.
هذه المسألة يلحظ تجلياتها المجتمع السوري، الذي يعبّر في مناسبات كثيرة عن امتعاضه ورفضه لحال التفكك والشرذمة والتنافر، اضافة لغياب الرؤية السياسية التي أخذ النظام يستعملها كورقة بين يديه أمام المجتمع الدولي، وهاهو طاغية دمشق يردد في كل مقابلة له، عن رفضه للمعارضة، بل ويحدد انها " بلا رؤية ولابرنامج ".
البيانات التي صدرت عن مجوعة لايُستهان بها، من القوى العسكرية والمدنية، بخصوص الموقف من الائتلاف وحكومة طعمة، تعبر عن حالة التبرم والاحتجاج هذه، يقابلها تشكيل " جيش الإسلام " . هذا الوضع يدّل أيضاً على مسألتين مهمتين هما:
- أن التدخلات الاقليمية ماتزال قائمة وفعالة ونشطة في التجاذبات المتعددة، وتحاول التاثير على سعي الائتلاف التقدم خطوة واحدة باتجاه انجاز التشكيل الحكومي، خاصة أن الاستقطاب الاقليمي هو من أربك مسألة الحكومة المؤقتة، وبالتالي أخرّ عملية ايجاد هيئة تقود العمل الوطني نحو انجاز استحقاقات داخلية وخارجية.
- أن كثيراً من تللك القوى التي تعترض كل شي، هي مجرد هياكل أقرب الى " الوهمية " لاتمتلك رؤى و لا برامج ولا خطط.
من هنان فإن الذهاب الى جنيف ، هي من القضايا الوطنية الكبرى، وكذلك القضايا والمشكلات المعقدة التي تعيشها المناطق " المحررة " يجب ان يناقشها السوريون بمسؤولية وجدية واهتمام، وأن تتولى حكومة طعمة، مقاربتها بعناية كبرى، وأن تكون في صلب مهامها ، كقضية وطنية لا تنتظر مزيداً من الانتظار.
وحده الوطن السوري يبقى مثقلاً مثخناً بالجراحات و بآلام الشعب الذي ينتظر الخلاص!

(104)    هل أعجبتك المقالة (100)

زنوبيا

2013-10-06

غياب الرؤية والبرامج والخطط السياسية والاستراتيجية أنا عندي حل شو رأيكن تروحوا على جنيف2 و تقبلو بشار رئس و هيك ما بتحتاجو تعذبو حالكن و بلا رؤية و بلا برامج قال شو رؤية ليش من امتى الثورات بتحتاج رؤية يا فهمانين الثورات بتحتاج دم و بس دم أحمر يا خسارة هالناس اللي ماتو من شان ثورة بلا رؤية من شان ثورة عمية.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي