حصلت "زمان الوصل" على رسالة موجهة من نجيب الغضبان سفير الائتلاف الوطني في الولايات المتحدة الامريكية، توضح بعض تفاصيل زيارة وفد الإئتلاف إلى نيويورك، وما عقده من لقاءات ومباحثات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقبل الخوض في نص الرسالة، تؤكد "زمان الوصل" دقة مانشرته عن "ورقة ما، حدد فيها أسماء الوفد المفاوض دون علم الشخصيات بزج اسمائها بهذه الورقة"، وينبع ثقة "زمان الوصل" بهذه المعلومة لأن مصدرها هو أحد الاسماء التي وردت في الورقة...، والتي حصلت على التفاصيل من شخصية مباشرة أطلعت على التفاصيل في نيويورك... وتنشر "زمان الوصل" هذه المعلومة نظراً لتلميح الغضبان على "زمان الوصل" وأن الخبر المنشور غير صحيح....
"زمان الوصل" تنفرد بنشر أسماء قائمة وفد التفاوض مع النظام في "جنيف2"
وهذا نص رسالة الغضبان:
الأخوات والإخوة أعضاء الائتلاف المحترمين. تحية طيبة وبعد:
أود أن أنقل لكم بعض الانطباعات عن زيارة وفد الائتلاف إلى نيويورك على هامش اللقاء السنوي للجمعية العامة على مدى الأسبوع الماضي.
أجرى الوفد لقاءات هامة جداً على أعلى المستويات، شملت لقاءات مع مايقرب من عشرين وزير خارجية، على رأسهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية، وسمو أمير قطر، وعدد من السفراء والمسؤولين في الأمم المتحدة.
من أهم الأنشطة التي قام بها الوفد، قيام رئيس الوفد في إلقاء كلمة بحضور كافة أعضاء الوفد والعاملين في مكتب نيويورك أمام أصدقاء الشعب السوري، حيث دُعي ممثلو ما يقرب من 114 دولة، حضر أغلبهم، وحضر كثير منهم على مستوى وزراء الخارجية، داخل مبني الأمم المتحدة، رغم المعارضة الشرسة من روسيا وبعض حلفائها وبعض العاملين داخل الأمم المتحدة.
كذلك حضر الوفد اللقاء الوزاري العربي على مستوى وزراء الخارجية، داخل مبنى الأمم المتحدة، في سابقة هامة ترسخ اعتراف الجامعة العربية بالائتلاف كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري. إضافة إلى ذلك، انضم بعض أعضاء الوفد إلى لقائين مع مجموعة الـ11 من أصدقاء الشعب السوري، تم فيه نقاش جاد حول عدة مواضيع، أهمها كيفية تعاطي الائتلاف مع التغطية السلبية للإعلام العالمي لأحداث سوريا.
وكان هناك لقاءان مع السيد الأخضر الإبراهيمي وفريقه، وآخر مع الأمين العام للجامعة العربية السيد نبيل العربي ونوابه، وأخيراً قام الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون باستقبال بعض أعضاء الوفد في مقر إقامته، بحضور نوابه والسيد الإبراهيمي.
لقد طغت أربعة مواضيع على نقاشات الوفد مع من التقاهم، وهذه المواضيع هي: النقاش الدائر حول مشروع قرار مجلس الأمن حول نزع السلاح الكيماوي، وكما تعلمون فقد صدر القرار مع نهاية زيارة الوفد لنيويورك، والموضوع الثاني تنامي قوة المنظمات المتطرفة داخل سوريا، والموضوع الثالث هو الكارثة الإنسانية في سوريا، وخاصة في المناطق المحاصرة، وأخيراً مؤتمر جنيف.
بالنسبة للموضوع الأول، فقد عبر الوفد عن عدم رضاه عن اختزال النقاش حول المشروع في السلاح الكيماوي، وعدم تعرضه لجرائم النظام بالأسلحة التقليدية، إضافة إلى أن القرار لا يندرج تحت الفصل السابع، ولا يشمل على ألية واضحة للمسائلة والمحاسبة. لقد قام الوفد بالتعبير عن هذه المواقف في لقاءاته كلها، بدءاً بوزير الخارجية الأميركي، وكذلك من خلال كافة اللقاءات الإعلامية التي أجراها الوفد أثناء فترة تواجده. وأود أن أقول هنا أن أغلب الدول التي التقيناها كانت تشاركنا هذه الهواجس، وتم نقل هذه المواقف منا، ومن الوزراء الخارجية العرب من خلال بيانهم الذي أرسلوه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وإلى الولايات المتحدة وروسيا عرابتا الاتفاق-الإطار الذي نص على نزع السلاح الكيماوي من النظام السوري. لقد عكس القرار بالنتيجة النهائية الحد الأدنى من الاتفاق بين الدول الخمس دائمة العضوية، وهو أول قرار يصدر حول سوريا من مجلس الأمن، وكما قلت ورغم قناعتنا بأن هذا القرار لا يرتقي إلى الحد الأدني لما كنا نتمناه، فإن أهميته أنه قد يكون بداية لنهاية شلل مجلس الأمن، وهنا يمكن للدول الخمس أن تعمل على اتفاق آخر بشأن إيصال المساعدات الإنسانية، وهو ماستحاول بعض الدول الصديقة العمل عليه، كما أن القرار بحد ذاته يفتح المجال أمام عملية متابعة، قد تعطي غطاء لعمل عسكري مستقبلي.
الأمر الثاني الذي سأعلق عليه في هذا الإيميل هو موضوع مؤتمر جنيف المزمع عقده خلال الفترة القادمة، يمكن تلخيص موقف وفد الائتلاف من هذا الموضوع بالنقاط التالية:
1. يؤيد الائتلاف الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري في رحيل بشار الأسد ونظامه الإجرامي ويضع البلاد على طريق الانتقال الديمقراطي.
2. قدم الوفد في كل لقاءاته "فهمه" بأن موضوع مؤتمر جنيف هو تطبيق بيان جنيف الأول، والذي يعني تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية، بما في ذلك المواضيع العسكرية والأمنية، أي أنه لامكان للأسد لا في المرحلة الانتقالية أو المستقبل.
وأكد الوفد بأنه لن يذهب إلى أي مؤتمر لايحدد الإطار بهذا الأمر. كما أكد الوفد أن موضوع المساءلة والمحاسبة بحق من ارتكب جرائم ضد الإنسانية يجب أن يكون جزءاً من أي حل سياسي.
3. لن يقبل الائتلاف التدخل في تركيبة وفده، خاصة من الطرف الروسي، ومع أن الائتلاف قد يرتأي أن يشمل ممثلين من خارجه، فإنه المعني بتشكيلة الوفد ليكون له طابع تمثيلي يستند إلى تأييد أغلبية القوى الثورية والعسكرية والسياسية والمكونات المجتمعية المنضوية تحت راية الثورة.
4. طرح السيد رئيس الوفد ضرورة أن تقوم الدول الأربع الرئيسية الداعمة للثورة السورية عبر وزراء خارجيتها- وهي السعودية وتركيا والإمارات وقطر- بالطلب رسميا من الائتلاف بضرورة حضور هذا المؤتمر، إذا ارتأت أنه يحقق بالفعل طموحات الثورة السورية، وأن الحضور هو مصلحة سورية وعربية، ثم تقوم الجامعة العربية بتزويد غطاء عربي لأي عملية تفاوضية، بناء على المواقف الداعمة التي تبنتها الجامعة، وقد تمت مفاتحة هذه الدول بالأمر وتم الترحيب به.
5. لقد تم إبلاغ الأمين العام للجامعة العربية، والسيد الابراهيمي، بأن صاحب القرار في الذهاب إلى جنيف من عدمه هو الهيئة العامة للائتلاف، ولذا فإن الإشاعات عن إعطاء موافقة رسمية للحضور أو تشكيل وفد، إلى غير ذلك، كلها لا أساس لها من الصحة.
6. طرح الوفد رؤيته لبعض الشروط الهامة لإنجاح أي عملية تفاوضية، ومنها رفع الحصار عن المناطق المحاصرة، وإيصال المساعدات الإنسانية لها، وإطلاق سراح المعتقلين، هذه إجراءات يمكن أن تمتحن جدية الطرف الآخر.
7. أخيراً، تم طرح موضوع التواجد الإيراني وحزب الله وباقي التنظيمات التي تقاتل إلى جانب قوات النظام على أنه أولوية في أي عملية تفاوضية، وتم الطلب من كثير من الدول الفاعلة بضرورة اتخاذ قرار من الأمم المتحدة يدين وجود هذه الدول ويطالب بخروجها قبل الدخول في أي حل سياسي.
الأخوات والإخوة:
ونحن نتابع الجدل الدائر حول ضرورة حضور مؤتمر جنيف من عدمه، من المهم الارتقاء بمستوى النقاش ليكون جاداً ومسؤولاً، خاصة على ضوء الحالة الميدانية، واستمرار عمليات القتل والدمار، والتوازنات الإقليمية والدولية. ولكي يكون النقاش مثمراً، فمن المهم الابتعاد عن روح المزايدات والتخوين والانتباه إلى الدعاية التي يقوم النظام ببثها حول هذا الأمر، فقد لا يتعدى مؤتمر جنيف كونه معركة إعلامية ودبلوماسية موازية للمعركة الحقيقية على الأرض، لكنها في كل الحالات معركة لامفر من خوضها والإصرار على الانتصار فيها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية