إعلام "PYD" وفضيلة النقد الذاتي

أدهشتني وأنا الصحافي في جريدة "زمان الوصل" والمتابع لأدق أخبارها، "دقة ملاحظة" حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) المولود من رحم حزب العمال الكردستاني، والابن الروحي له في سوريا.
أدهشتني دقة ملاحظة "PYD" وهو يعظ "زمان الوصل" في التدقيق باستخدام المصطلحات، وينتقد "إصرار" زمان الوصل على تسمية وحدات حماية الشعب الكردية (وحش اختصارا) بأنها من قوات "ب ك ك"، أي حزب العمال الكردستاني، ويطالب بعدم نسبتها لـ"ب ك ك".
لكن الذي أدهشني -وما زال- أكثر، وأنا المتابع باهتمام لموقع "PYD" الرسمي على الإنترنت، أن الآلة الإعلامية لهذا الحزب كانت الأولى بهذا التوجيه والوعظ، وكان من الأحرى لها أن ترى "الخشبة" في عين خطابها، قبل أن ترى ما تعتقده "قشة" في عين زمان الوصل، وأن لا تنسى أن أهم أنواع النقد هو النقد الذاتي!
لن أذكر أمثلة من أخبار موقع "PYD" لأن البعض قد يقول إنها منقولة من وكالات أو قديمة، ولن أستشهد بمقالات بعض من يكتبون في الموقع، لأن هناك "كليشيه" اعتادت الصحافة أن تضلل بها قراءها، تقول إن هذا المقال أو ذاك لا يمثل سياسة الوسيلة التي نشرته!.. سأكتفي فقط بـ" بيان الذكرى العاشرة لتأسيس ب ي د" الذي نشره الموقع الرسمي للحزب منذ أيام قليلة، وسأكتفي منه بالمقدمة علّ الآلة الإعلامية للحزب تعي فضيلة النقد الذاتي، وتعي ما نقصد.
يقول البيان: "باندفاع الثوار وعنفوان الشباب وإرادة الأحرار نستقبل ونبارك هذا العام ذكرى تأسيس حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي الـ ب ي د، و ما تشهد البلاد من أزمة خانقة ومعقدة تنحدر بالمجتمع وتهدد سوريا الوطن والكيان والسيادة المخاطر كبيرة وتتعرض البلاد لشتى أنواع التدخل والتأمر نتيجة لتعنت النظام الاستبدادي من جانب والمعارضة المسلحة والظلامية من جانب آخر والغوص في الاقتتال والتدمير وكأن من مصلحة الطرفين تدمير البلاد لا حل أزمته التي لم تعد تحتمل أي تأجيل أو تسويف لأن الخاسر الأكبر هو الشعب السوري وبنيته التحتية".
أكتفي بهذا القدر لأقول: ألا يحق لزمان الوصل ومن قبلها ملايين السوريين، أن يتساءلوا عن سر تسمية الحراك الكردي الذي اندلع في عام 2004 بالثورة، مقابل تسمية الثورة السورية بكل تضحياتها "أزمة"؟؟
ألا يحق لزمان الوصل أن تعتب على الآلة الإعلامية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وهي تساوي جهارا نهارا بين الضحية والجلاد، فتقول إن "الأزمة" سببها تعنت النظام و"المعارضة المسلحة".. كل المعارضة المسلحة بلا استثناء!
ألا يحق للسوريين أن يشكّوا في أجندة وتوجهات "PYD" وهو يحمّل المعارضة المسلحة (يستنكف عن وصفهم بالثوار) مسؤولية الدمار في البلاد مناصفة مع بشار الكيماوي السكودي العنقودي؟!
ألم يقل زعيم "PYD" صالح مسلم، وفي تصريحات نشرها الموقع الرسمي للحزب مؤخرا وبصريح العبارة إن80% من عناصر الجيش الحر المعارض هم من "المتشددين الإسلاميين والمتطرفين"، وأنه ليس هناك فارق كبير بين هؤلاء وبين القاعدة.
هذه فقط بعض "المآخذ" التي يمكن أن تثير تساؤلنا وتساؤلات سوريين كثر، ويحق لنا معها أن نسألكم بنفس صيغة سؤالكم لنا: هل اعتماد هذه المصطلحات والوقائع، ناجم عن "نقص في المعلومات" لدى الحزب وإعلامه، أم هو "فعل مقصود"؟
إيثار عبدالحق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية