أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الشهيد مرهف المضحي لقاتليه: لن تعيشوا فوق أرضي لن تطيروا في سمائي !

نعى الوسط الإعلامي في مدينة دير الزور أول أمس أحد أبرز المصورين الحربيين في المحافظة إثر تعرضه لقذيفتين أثناء عمله وهو الشهيد الشاب "مرهف المضحي" الذي كان يعمل مع وكالة الأنباء الفرنسية كمصور محترف، وواكب مجريات الثورة في دير الزور لحظة بلحظة فنقل صوراً تنبىء عن موهبة فذة وبراعة احترافية، وكان جل اهتمامه أن يجعل العالم يشاهد صور دير الزور بعدسته المكروية –كما يقول زملاؤه- وقال مسؤول التصوير لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وكالة فرانس برس "باتريك باز"عنه: "درّبته في شهر حزيران وخلال أشهر قصيرة أحرز تقدما كبيراً. 

إنه واحد من هذا الجيل الجديد من المصورين الصحافيين السوريين الذين ظهروا بعيد اندلاع النزاع في سوريا".

"زمان الوصل" اتصلت بأحد زملائه في صفحة "سما حقوق الإنسان" الذي روى جوانب من نشأة الشهيد وسيرته المهنية قائلاً: 

ولد الشهيد مرهف شجاع المضحي في مدينة دير الزور بتاريخ 1/ 3/1988 درس الابتدائية في مدرسة الشهيد "ناصرالجاسم" والإعدادية في مدرسة "تركي شلاش" أما الثانوية ففي مدرسة الفرات، وبعد نيله الشهادة الثانوية عام 2007 التحق بكلية الاقتصاد ليتخرج منها قبل استشهاده بأقل من شهر. وهو أصغر أفراد العائلة له أخوان "مهند" و"مؤيد" وأختان، نشأ مرهف يتيم الأب، إذ توفي والده منذ صغره فعاش في كنف أمه التي تعلق بها وتعلقت به كثيراً.

من الهواية إلى الاحتراف
ويضيف صديق الشهيد: كان مرهف دائم الحرص على العلم والثقافة يمتلك حب الاطلاع والمعرفة, ويحمل في داخله حب التمرد والحق والقيم الإنسانية ومنها الثورة, ومع بداية الثورة السورية كان الشهيد أحد الناشطين البارزين والمشاركين بفاعلية في المظاهرات السلمية. عمل لدى تنسيقية دير الزور مراسلاً ثم مصوراً وهنا بدأت رحلته مع الكاميرا حيث كان يستعير الكاميرا من أخيه الكبير مهند ليصور بها, بحث كثيراً وقرأ وتعب على نفسه كثيراً حتى خرج من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف، وعمل مع شبكة "دي بي إن" وقناة دير الزور وشبكة الناطق الرسمي، كما عمل مع صفحات مختصة بالتصوير الفوتوغرافي كـ "عدسة شاب ديري – دير الزور جيوغرافيك". 

والتحق مرهف بدورات عدة في مجال التصوير الاحترافي ثم أصبح مصوراً معتمداً لدى صحف ووكالات أنباء عالمية, كما أصبح مؤخراً المسؤول الإعلامي بمنظمة "سما" لحقوق الإنسان في سوريا وفي تنسيقية دير الزور. 

وكان الشهيد مرهف المضحي –كما يقول زميله- "واعياً لما يحدث حوله ساعياً ذا توجه إسلامي معتدل يؤمن ببناء دولة الحرية دولة العدل والمساواة، ناقداً للتخلف والجهل، لا يخشى في الحق لومة لائم ساعياً لخدمة الثورة بشتى الوسائل والطرق. 

وكان ذا نشاط منقطع النظير لا يهدأ، مصوراً محترفاً يتحرك حيث يكون الحدث وعلى المستوى الأخلاقي كان مرهف حسن الخلق, طيب الطبع, دائم الابتسامة. 

وحول ظروف استشهاده يضيف زميل الشهيد: بتاريخ 28/9/ 2013 وأثناء تأديته عمله الإعلامي طالته يد الغدر حيث فأصيب بشظايا صاروخ، ما أدى إلى استشهاده في مدينته دير الزور في حي "خسارات".
ويتذكر محمد نايف جوانب من شخصية صديقه في الجامعة مرهف المضحي قائلاً: كان -رحمه الله- يحب العلم ويتوق لتقديم كل ما هو مفيد لبلده درست معه في فرع الاقتصاد بجامعة دير الزور وكان يعشق هذا الفرع و يتمنى أن يقدم أفكاراً جديدة في مجال الاقتصاد الإسلامي ويضيف نايف: ما اشتغلت بنشاط أو فعالية خلال دراستنا الجامعية، إلا كان هو رفيقي و شريكي فيها من مؤتمر الاستثمار 2008 إلى مؤتمر التنمية بالمنطقة الشرقية 2008 أيضاً إلى مسح إنفاق الأسر على الصحة الإحصائي، كان شاباً متميزاً بشهادة كل أساتذته في الجامعة وإضافة إلى معارضته للنظام كان يحمل فكراً إسلامياً معتدلاً قبل الثورة، وعندما قامت الثورة كان من أوائل الثوار في دير الزور، وشارك في المظاهرات والاعتصامات السلمية وبعد تحول الثورة إلى الحراك المسلح اختار أن يكون في الجانب الإعلامي وبقي يعمل بين مدينتي ديرالزور والرقة حتى احتضنته مدينته اليوم شهيداً بين ذراعيها.

لن تطيروا في سمائي !
ويروي "أبو عمار الأنصاري" موقفاً إنسانياً في حياة صديقه الشهيد قائلاً: 
عندما اقتحم الجيش الأسدي منطقة القصور وارتكب مجزرة فيها اقتحم منطقة "البعاجين" كذلك وارتكب مجزرة كبيرة فيها كان شهيد اليوم (مرهف المضحي) من ضمن الأشخاص الذين تم اعتقالهم في حي البعاجين وقامو بإعدام جيرانه (بيت عبوش -بيت طعمة -بيت تبن -بيت حديدي) وكان شهيدنا من بين المعتقلين آنذاك ولم يقتلوه وأمد الله في عمره إلى هذا اليوم ليلقى الشهادة وهو مقبل غير مدبر. 

لقد كان مرهف يعيش يومه طالباً الاستشهاد وطلب أن يُنعى يوم استشهاده متحديأ قاتليه:
اقتلوني مزقوني أغرقوني في دمائي 
لن تعيشوا فوق أرضي لن تطيروا في سمائي

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(118)    هل أعجبتك المقالة (121)

بنت المسالمة

2013-10-01

الله يرحمك يا حر... والله عم يروحوا الزهرة من شبابنا ... الله يهدك يا بشار.


سوري أسدي

2013-10-01

جاييكن الدور لتذوقوا نفس المصير يا عملاء الصهيونية.


نار النورس

2013-10-01

الدور جاييك يا سوري أسدي كما جاء الدور قبلك لكنعان وسليمان أنت ورئيسك البطل الذي تخلى عن أسلحته الكيماوية بمجرد اقتراب البوارج من السواحل..


د. محمد غريب

2013-10-01

في مقالة رثاء لشهيد هل يصح نشر عبارات هذا الشبيح الذي يدعو نفسه "سوريأسدي"... يا "زمانالوصل"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ألا يكفي مهاجمة الشبيحة وقتلهم لنا في كل مكان حتى تفتح لهم "زمان الوصل" صفحاتها ليهاجمونا هنا أيضاً؟!! على أقل القليل أن تقوم صفحات الثورة فتعاملهم بالمثل لناحية أننا لانستطيع أن نعلق في صفحات الشبيحة ومناصري الشبيحة ويتم حذف تعليقاتنا على الفور إن كان النشر فورياً. لذا وبنفس منطق العدالة بالمثل، نطالب بعدم النشر لهم..


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي