"الدولة" في دير الزور.. مخاوف يعززها وجود النفط والقرب من العراق

مع تصاعد الأحاديث عن دولة الإسلام في العراق والشام، وبروز أخبارها إلى واجهة المشهد السوري، حاولت "زمان الوصل" استكشاف جزء من نشاط هذا التنظيم في واحدة من أهم المحافظات، وهي محافظة دير الزور، حيث تتردد الأقاويل عن عزم "الدولة" بسط نفوذها على هذه المحافظة التي تضم ثروة نفطية ومائية وأراضي زراعية لها ثقل مهم جدا في الاقتصاد السوري إجمالا.
وقد ركزت "زمان الوصل" على نشاط "الدولة" في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، حيث يحذر قائد أحد الألوية الإسلامية البارزة في دير الزور من تغلغل "الدولة" في المنطقة، الذي يراه وشيكا إن استمر حال الكتائب الأخرى على هذه الطريقة من الفردية والأنانية، مشيرا إلى أن "الدولة" بدأت جديا تخطط للسيطرة على حوض الفرات، باعتباره المنطقة الخالية من أي تواجد للنظام، والأقرب إلى خط الإمداد الواصل من العراق.
على مشارف دير الزور
وقال القيادي إن المعلومات المتوفرة حتى الآن تفيد بأن "الدولة"، تحضر لاكتساح دير الزور بجيش قوامه أكثر من 1500 مقاتل، وأنه الآن على مشارف قرية "جديد عكيدات" شمال شرقي دير الزور.
في هذه الأثناء، تتواصل اجتماعات المجلس العسكري الثوري بدير الزور في "موحسن" (20 كم عن دير الزور)، لمناقشة خطورة توسع "الدولة" في المناطق الشرقية، وإمكانية وضع حد لهذا التقدم الخطير للتنظيم.
استراتيجية
وكشف نفس القيادي البارز، أن "الدولة" تعتمد في بسط سيطرتها ونفوذها على القتل العنيف دون رحمة، وكذلك البطش والحزم وبث الرعب بين المدنيين، فضلا عن تنفيذ الاغتيالات للقادة البارزين في الألوية الأخرى، مع قليل من المال لمن يبدي الولاء لهم أو الانصياع لمخططهم، حسب قوله.
وأكد أن هذه الاستراتيجية مكنت "الدولة" من السيطرة على الكثير من المناطق غير المسلحة، لافتا إلى أن الخطر بات حقيقيا من سيطرة التنظيم على دير الزور وخصوصا ريفها، في ظل غياب السلاح الكافي وتقاعس جميع الكتائب عن الوقوف في وجه هذا المد.
وفي سياق السيطرة على المنطقة وبسط النفوذ، يؤكد مقيمون في المناطق التي تنتشر فيها "الدولة" لـ"زمان الوصل" أن التوجه الآن يميل نحو السيطرة على المناطق النفطية، من أجل التحكم بهذه الثروة الاستراتيجية، وكسب ود الأهالي، خصوصا مع مجيء الشتاء.
"المبايعة أو التكفير"
وقد أوضح القيادي في أحد الألوية الإسلامية أن "الدولة" بدأت بإنشاء مقرات خاصة بها، في كل مكان تسيطر عليه، فضلا عن تشكيل فرق استخبارات تدعمها أموال ضخمة لتجنيد أهالي المناطق الريفية، مستغلة الحاجة التي تمر بها سوريا، وهذا ما يثير القلق من خضوع ريف دير الزور لسلطتهم بعد المبايعة، مؤكدا أن الكثير من الأهالي بايعوا "الدولة".
وحول إمكانية الحوار مع "الدولة"، يقول أحد الأشخاص المطلعين على أحوال التنظيم، إن أي نقاش مع قيادات "الدولة"، لا بد أن ينتهي بأحد الأمرين "إما المبايعة أو التكفير".
وأضاف أن الكثير حاولوا في بداية الأمر الدخول في جدل ونقاش ديني معهم، إلا أنهم انتهوا بالصدام، لذلك تتحاشى مختلف الفصائل والألوية الأخرى الدخول في نقاش حول شرعية وإمكانية إقامة "دولتهم".
ويقول هذا المطلع إن من أكثر المعتقدات المخيفة لدى "الدولة"، وخصوصا لدى "الغرباء" -غير السوريين- أن الشعب السوري ليس مسلما، لذلك لا بد من إعادة للإسلام من جديد؛ وهذا لن يتحقق إلا من خلال المبايعة وإقامة الدولة الإسلامية بأي طريقة.
"الأمير" يعزز وجودها
وفي خطوة وصفتها المصادر بأنها لتثبيت سيطرة "الدولة" ضمن المناطق المنتشرة فيها، كشفت مصدر لـ"زمان الوصل" أن "الدولة" بصدد تنصيب أمير لها في منطقة الميادين (40 كم من دير الزور)، واصفة الأمير المتوقع تنصيبه بأنه "ذو سمعة سيئة وتاريخ أسود، وهذا حال معظم المنتمين إليها من السوريين".
وأشار المصدر إلى أن معظم الذين بايعوا "الدولة" من السوريين، كانوا مطلوبين للنظام بجرائم قتل وسرقة وغيرها من الجرائم الأخلاقية ووجدوا في "الدولة" غطاء لماضيهم الأخلاقي من أجل إعادة دورهم في المجتمع، حسب قوله.
ولفت المصدر إلى أن وجود أمير في الميادين، يعني أن وجود "الدولة" بات أمرا واقعا، وربما يقوي ويشجع على وجودهم في مناطق أخرى باتجاه البوكمال.
وفي سياق غير بعيد، حذر رجل دين مطلع من خطورة انتشار زواج عناصر "الدولة" من السوريات في الأرياف، مشيرا إلى أن هؤلاء يقدمون أموالا مغرية للأهالي للزواج من بناتهن، وهذا هو نفس الأسلوب الذي اتبعته "الدولة" في الأنبار العراقية، حسب قوله.
تفوق بالتدفق
وفيما تتصاعد المخاوف من هيمنة "الدولة" على المناطق الشرقية، خصوصا بعد أن أصبحت محافظة الرقة خاضعة لهم بالكامل، يرى قائد ميداني في لواء سلفي في البوكمال، أن الحل لن يأتي من الاجتماعات التي يدعو إليها المجلس العسكري والثوري، وإنما من زيادة الدعم بالسلاح وتوحد الفصائل، مشيرا إلى أن التنظيم يتفوق على الجيش الحر بتدفق السلاح.
وختم قائلا: إذا تم التوصل إلى توافق بين كل الكتائب المقاتلة على الأرض، سيكون من السهل مواجهة "داعش" وربما طردها بدون الصدام معها.
عبدالله رجا - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية