تنتشر القناصة على أطرافه و ينظر الموت إلى عابريه بين الخطوة و الخطوة، فتتسارع خطاهم و يزداد خفقان القلب، العابر على أعتاب ولادة جديدة حين تحط قدماه على الدفة الأخرى في رحلة الذهاب أو العودة، كثيرون يولدون مرتين خلال عبورهم اليومي، و البعض تتوقف أنفاسه لرغبة القناص في إثبات مهارته أو الفوز بالرهان على أحد زملائه أو قد لا تعجبه هيئة أحد المارين فينهي حياته بضغطه على زناد بندقيته، فيرتبك المشهد هنيهة ثم يعود إلى تسارعه المعتاد قبل أن يسدل الظلام ستائره و تستفيق خفافيشه، للزمن ثمنه و الأخطاء تكلف باهظاً فيجب الحذر، هنا موطئ الحذر!
إنه معبر كراج الحجز في حي بستان القصر بحلب أو ما يسمى بين الأهلي "معبر رفح"، هذا المعبر الذي أخذ على عاتقه التقاط كل كوردي يمر فيه بأمر من خالد الحياني، و في سلسة مقايضة ترتزق عليها كتائب عديدة، فالمواطنان "المدرس عبد القادر زيتو" و "مصطفى عم شيخو" يرويان قصة اعتقالهما التي دامت ثمانية عشر يوماً في أحد سجون خالد حياني في منطقة بني زيد بحلب.
يقول أحدهم و الحسرة تملئه و تكاد الدموع تنهمر من عينيه "بعد أن قبضت راتبي كان علي العودة من المعبر و اجتيازه للوصول إلى سيارات كوباني (عين العرب) و عند وصولي تم اعتقالي من قبل كتيبة "جنود الرحمن" وفي اليوم الثاني تم تسليمنا إلى كتيبة "الشهيد النقيب نمر بقيادة حاج أحمد" ليتم بيعنا كأية سلعة في السوق السوداء (بموجب عملية مقايضة بين الكتائب) إلى أن وصلنا إلى كتيبة "خالد الحياني" و هناك بدأت رحلة العذاب في سجن بمنطقة بني زيد.
رحبوا بنا (أهلاً بكم في جهنم)، و أودعونا في غرفة طولها 3 أمتار و عرضها 3، كنا 75 شخصاً في تلك الغرفة، واقفين كأعمدة منتصبة، و إن جلس أحدنا لن يستطيع الوقوف ثانية، كنا نرتجف على وقع آهات و صرخات تبعثها غرفة مجاورة، يعلق فيها المعذب في وسط الغرفة و يداه موثقتان إلى ظهره و يتم جلده و ضربه و قذف الشتائم و العبارات المهينة بحق الكورد جميعاً. كانوا يدخلون بسلاحهم و يطلقون الطلقات على الجدران لترهيبنا و تخويفنا، و تتكرر العملية و كأننا نموت في اليوم مرات عديدة.
هؤلاء الوحوش الضارية لا دين لهم و لا رادع و لا وطن، اعتقلوا كل شخص لمجرد انتماءه إلى منطقة كوردية ما، سواءاً أكان كوردياً أم عربياً، فاسم أمانة سجله المدني كان يحدد مصيره.
كنا أكثر من مئة معتقل كوردي، أحد عشر من كوباني و واحد من القامشلي و البقية من عفرين، أفرجوا عن ثلاثة من كوباني و ما زال لديهم ثمانية و هم:
1. إسماعيل مصطفى عيسو و جوان حج مراد/ قرية تل غزال.
2. حسن مصطفى إيبو رمضان/ كوباني – كاني عربان.
3. عبدو رشيد صالح و عبدو عيسى بن علي/ قرية قرطل.
4. شكري سيفخان/ قرية يدي قوي.
5. فاضل خليل/ كوباني.
6. فيصل خوجة/ قرية حمامك.
و ينهي حديثه متسائلاً أين الهيئات الشرعية و المنظمات الإنسانية، الحقوقية و المدنية، و القوى الوطنية و الثورية و أطر المعارضة مما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان على مرآي و مسمعهم جميعاً؟ هل يصنفون هؤلاء كثوار و حماة للشعب أم كقطاع طرق و لصوص ينهبون الناس و الوطن و يمزقون الثورة و وحدتنا الوطنية؟
أسئلة برسم من يؤمن بالثورة الحقيقية!
الحرية لكافة المعتقلين و النصر للشعب السوري و ثورته الحقيقية.
28-9-2013
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية