أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصص مأساوية عن اختطاف في وضح النهار بحق أبناء جبلة البلد !

احد المخطوفين في جبلة البلد

تكررت حالات الخطف التي يقوم بها شبيحة ريف جبلة لأهالي البلد بهدف الانتقام والتصفية حيناً والابتزاز المالي أحياناً كثيرة، ويؤكد شهود عيان أن عمليات الاختطاف هذه تتم في وضح النهار أغلب الأحيان، وبتواطؤ مكشوف بين أجهزة الأمن والخاطفين عبرتسهيل عبور سيارات الخاطفين، وبداخلها أبناء جبلة المخطوفون من حواجز الأمن والمخابرات المنتشرة في كل أنحاء جبلة وعند مداخلها ومخارجها. 

بل وتقدّيم المعونة "اللوجستية" للخاطفين وتسهيل إدخال جثامين المخطوفين المقتولين إلى المقابر لدفنها دون ترخيص أمني كما يقول الناشط "علي جبر"الذي روى لـ "زمان الوصل" قصصاً مؤلمة عن حالات خطف للكثير من أبناء جبلة البلد والمساومات الدنيئة التي يقوم بها الخاطفون للإفراج عنهم وحكايات التعذيب والقتل الممنهجة التي يمارسها القتلة بحق الضحايا قائلاً: 
بدأت عمليات خطف أهالي جبلة البلد من قبل شبيحة الريف فعلياً قبل الثورة باختطاف الشاب"سمير مرقبي" الذي ذهَبَ إلى إحدى قرى ريف جبلة ليوصل(طلبيّة) فكان الخطف والغدر في انتظاره فعاد شهيداً، ومنذ بداية ثورة الكرامة تمت حالات اختطاف كثيرة في مدينة جبلة ثبت بالأدلة القاطعة وبشهادة المختطفين المطلق سراحهم -بعد دفع ديّات لهم- أن الخاطفين كانوا عصابات من أبناء بعض قرى ريف جبلة. وريف جبلة كما هو معلوم يسكنه النصيريون بنسبة 100 %.

و الملفت أن مبلغ الفدية قفي د يصل أحيانا إلى 50 ألف دولار، وربما ينخفض حتى مليون ليرة. و من المختطفين من دفع أهله الفدية وأُطلق سراحه. ومنهم من دفع أهله الفدية ولعدة مرات ولم يُطلق سراح المخطوف.

وغالباً ما يتم اختيار الموسرين من أهل جبلة و أبناء الذوات و التجار و أصهار التجار. للمفاوضة عليهم وآخر حالات الخطف –كما يقول علي جبر هو الحاج " عدنان مروان- أبو معتز" الذي يبلغ من العمر حوالي 70 عاماً وتم اختطافه من بستانه الكائن في منطقة الزهيريات جنوب جبلة، وقد طلب خاطفوه من أهله فدية بلغت ثلاثة ملايين ليرة، علماً أنه شقيق الشهيد صلاح مروان الذي استشهد في عهد " حافظ الاسد " كما قام شبيحة ريف جبلة باختطاف الجبلاوي الأستاذ خالد بكري (الكحيل) وهو من مواليد 1960 م ولديه 4 بنات و2 ذكور أكبرهم في الصف العاشر. حيث تم اختطافه بواسطة سيارة "سيراتو" لونها فضي مفيّمة من بستانه الكائن بالأشرفية جنوب مدينة جبلة، ويعمل مدرّساً لمادة العلوم في مدرسة الشهيد محمد سعيد يونس.

الصاحب ساحب !
ومن ضحايا الخطف كما يقول الناشط جبر (وائل محمد مغربل- أبو علي) الذي كان يملك مكتباً عقاريا -شرق الكراج القديم– واختطف بتاريخ 3 - تموز - 2013 عبر خدعة إجرامية من إحدى عصابات الخطف المحترفة رغم علاقاته الحميمية مع كثير منهم ممن كانوا زبائن لمكتبه. 

إذ طلب أحدهم أن يرافقه إلى أرض له يريد بيعها .. وبعد ذلك اتصل أفراد العصابة بأهل (وائل) من موبايله وطلبوا مبلغ (15,000) دولاراً. وبعد مفاوضات تم تسليم المبلغ للخاطفين عبر وضعه كما هي العادة عند إحدى العلّامات التي يحدّدها الخاطفون على أوتستراد جبلة اللاذقية .. وانتظر أهل (وائل) فترة طويلة كي يظهر سالماً لكنه لم يظهر، وعاد أفراد العصابة المجرمة ليبتزّوا أهله من جديد عبر مفاوضات لتسليمه ولكن بالاتصال بهم من غير رقم (وائل) وطلبوا مبلغ 50 ألف دولار. 

لكن أهل(وائل) طلبوا سماع صوته فلم يستجب الخاطفون لأنهم كانوا قد قتلوه ظلماً وعدواناً، وعُثر عليه بعد ساعات ميتاً وتم دفنه في المقبرة (المحيطة) وسط جبلة. 

وماتت والدته حسرة على غيابه ولم تسمع باستشهاد ابنها، ووفق مصدر أمني تم القبض على أحد المتورّطين باختطاف (وائل) وهو نصيريّ يعمل في المجال العقاري واعترف بتصفيته والعصابة لـ(وائل) في اليوم التالي مباشرة لاستلامهم مبلغ (15,000) دولار من أهله. 

وقد سلّم المجرم خلال اعترافاته أمام المحقّقين بعض متعلّقات الشهيد (وائل) التي لم يوفّر المجرمون سرقتها أيضاً. وكذلك تم اختطاف شاب من عائلة سليم في قرية "بسيسين" التي يقف شبيحتها وراء الكثير من حالات الاختطاف، لكنه استطاع الهروب من خاطفيه ووقف وسط ساحة القرية وأخذ بالصراخ حتى وصل الأمن و هددته العصابة التي اختطفته إن فتح فمه بالقتل لأنه عرف أفرادها ففرّ إلى خارج سوريا ولم ينطق خوفاً على أهله. 

وهناك حالات أخرى ومنها خطف "مازن الجبلاوي" و "ابن بيوضة" اللذين اختُطفا وقُتلا ورميت جثتاهما عند طريق القرداحة، وهناك بعض الفتيات المخطوفات ولكن أهلهن لا يتحدثون عن اختطافهن خوفاً من الفضيحة، و منهن واحدة تدعى "هبة الصوص" التي أقيمت من أجلها حملة كبيرة قبل أكثر من سنة ونصف -دون موافقة أهلها -حتى تم إطلاق سراحها وألقي بها على طريق الغاب جبلة.

نكاية بـ "الثالوث المسيحي"!
لم تقتصر حالات الاختطاف الكثيرة على المسلمين –كما يقول الناشط جبر- بل طالت بعض المسيحيين الموسرين بغرض ابتزازهم مالياً كما حصل مع السيد جورج سليمان (34 سنة) الذي روى قصته موقع "كلنا شركاء" إذ كان يقوم بجولته في سيارته للشركة التي يعمل بها. 

وحيث أن الشركة قد وضعت جهاز تعقب داخل السيارة لجأ أهل المختطف وإدارة الشركة لأحد الأجهزة الأمنية لإخبارهم بإمكانية معرفة مكان المختطف من خلال تعقب السيارة, ونظراً لأهمية الشركة الكبيرة في المحافظة وافق الجهاز الأمني وتم متابعة الجهاز الموضوع بالسيارة ليوصلهم إلى منزل مساعد في الأمن العسكري …يُدعى "عمار" من قرية "بيت ياشوط" وتحت الضغط اعترف بأنه يعمل لصالح "هلال الأسد" وأنهم فعلاً من قاموا باختطاف جورج سليمان. 

وفعلا توجهت دورية أمنية لمقر تواجد "هلال الاسد" من أجل التوسط لديه لإطلاق سراح المختطف دون أن يطلبوا فدية كما في الحالات السابقة, ولكن شبيحة "هلال الأسد" قاموا بمنعهم من الوصول لهلال وأبلغوهم رسالته بعدم التدخل بهذه القضايا، وعندما قال لهم أحد أفراد عائلته:
" إنه مسيحي ولم يؤذ أي شخص بحياته" أجابوه: "المسيحيون هدول كلاب عند بيت الأسد لو لم يحموهم لقتلهم العراعير" والمضحك أنهم ذهبوا لفرع الأمن وأخرجوا عمار واستعادوا السيارة؟ وقاموا في اليوم التالي بقتل السيد جورج بثلاث رصاصات نكاية بـ "الثالوث المسيحي" كما أخبروا أهله !و(أقيمت) مراسم العزاء في اللاذقية.

تواطؤ مكشوف !
وحول دور الأمن والمخابرات في تغطية جرائم الخاطفين والتصفية بحق أبناء جبلة البلد يقول جبر:
غالباً ما يدّعي أفراد الأمن والمخابرات عدم علمهم بالخاطفين ويتصنّعون دور مساعدة أهالي المخطوفين والحصول منهم على معلومات حولهم، إلى أن اقتنع الجميع بأن لديهم علما مسبقا عن عمليات الخطف وخاصة حينما كانوا ينصحون أهالي وأقارب المخطوفين بأن لايدفعوا إلى الخاطفين مايطلبونه كي لا يطمعوا، وكأن الأمن والمخابرات لا دور لهم في البلاد. 

ومما يثبت تورط الأمن وتغطيتهم على هذه الجرائم –كما يؤكد جبر- أن أغلب جثث المخطوفين كانت تدفن في المقبرة التي يطلّ عليها المجمّع الأمني الحكومي الذي يتحكم به العقيد "عبد الحكيم ضاهر" - مدير منطقة جبلة- الذي يطل مكتبه على المقبرة، وكانت الجثث تدفن من قبل القتلة دون أية موافقة أمنية، فكيف كانت تحفر القبور! وكيف يتم إدخال الجثث إلى المقبرة ! وكيف يتم دفنها دون أن تستلم المفرزة (عند باب المقبرة) الموافقات الأمنية اللازمة لو لم يكونوا متواطئين مع القتلة.

وحول تعرض بعض المخطوفين ممن أفرج عنهم للتعذيب يقول جبر: 
أحد هؤلاء المخطوفين وهو من عائلة الصباغ تم ربطه إلى كرسي لأسبوع كامل خلال رمضان المبارك بوضعية الجلوس مع حرمانه من كل شيء، و عند إطلاق سراحه بعد أن دفع ذووه 3 مليون ليرة كان جسمه متخشباً، ووصف له الطبيب الاستلقاء على ظهره لمدة شهر كامل، كما تم اختطاف مصطفى محمد دالاتي وأطلق سراحه وعلى جسده آثار تعذيب شديد، وكذلك الشاب "رضوان عزيز آغا" الذي اختطف على أيدي الطائفيين النصيريين يوم السبت 11-5-2013 م من مكان عمله جانب جامع "أبي بكر الصديق" رضي الله عنه. وهو من مواليد 1973 ويعمل في تجارة المواد الغذائية، وقبل أن يطلق سراحه تعرض لتعذيب شديد.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(187)    هل أعجبتك المقالة (265)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي