للمرة الثالثة خلال أقل من شهرين تستهدف قوات النظام السوري مسجد "عبد الله الحسامي" الذي يقع في منطقة الدبلان بحمص، حيث قصف هذا المسجد في المرة الأولى الأولى بعد صلاة التراويح في أواخر رمضان الماضي وراح ضحية القصف أكثر من 20 شهيدا .. والثانية منذ 3 أسابيع تقريباً أيضا بعد صلاة الجمعة مستهدفة المصلين فيه بين شهيد ومصاب، ويوم الجمعة الماضي استهدف جامع الحسامي بقذيفة هاون بعد الصلاة مباشرة ولكنها لم تصب أحداً بأذى.
ويروي الطبيب "سميح شربك" على صفحته ما جرى ذاك اليوم تحت عنوان (لقد شاهدت الموت بعيني) قائلاً: لم نكد نغادر مسجد الحسامي في الدبلان حتى سقطت قذيفة هاون بقربنا في حديقة الدبلان، واصفا دويّ القنبلة بأنه "هائل يصمّ الأذنين".
وأضاف: لم أعد أرى حولي سوى الشظايا تنطلق نحو السماء لتنهمر منها كحجارة من سجيل .. ولأول مرة في حياتي أحس أنني على بعد ثوان من الموت، لايفصلني عنه سوى شظية تقع عليّ مما يتطاير منها أمام ناظريّ.
وبعفوية مطلقة رحت أركض بسرعة يبدو أنها فاقت قدرة رجليّ على الركض، لدرجة لم أعد أستطيع التوقف، ولم أحس بنفسي إلا وأنا أسقط وأهوي بقوة كبيرة لأرتطم بالأرض و"أزحط" عليها أكثر من مترين، ما أدى لجروح في يدي ورضوض في صدري تعيق تنفسي بحرية وعمق.
ويستطرد قائلاً: "اللحظات التي عشتها لن أنساها بالتأكيد .. والآن وأنا أستحضرها في ذهني أتساءل إذا كانت قنبلة واحدة بقربنا جعلتنا نعيش كل هذا الرعب، فكيف حال إخوة لنا تتساقط عليهم القذائف ليل نهار ..قاتل الله مطلقي هذه القذائف ولعنهم وأخزاهم.. ألم يشبعوا بعد من دمائنا .. لماذا كل هذا الإصرار على إعادة القصف مرات ومرات.
لكن نقسم بالله العلي العظيم .. كلما ازدادوا ضراوة في قصفهم وتعدّيهم على حرمات الله ، كلما زاد إصرارنا على الثبات في بلدنا وإقامة الصلاة في جوامعها ..ولن يثنينا عن ذلك إلا الشهادة في بيت الله عز وجل.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية