شُيّع اليوم الثلاثاء في القاهرة جثمان السياسي السوري عبد الحميد السراج، نائب جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) بين عامى (1958 -1961)، الذي توفي عن عمر يناهز 88 عاماً.
وتوفي السراج في منفاه القاهرة، المقيم فيها منذ عام 1962، أي عقب الانفصال بين سوريا ومصر، بعد صراع مع المرض استمر لسنوات، بحسب مصادر مقربة منه، كما نقلت"اليوم السابع".
وكما كان السراج شخصية أثارت الجدل في حياته، كذلك في مماته، فكان من مصادفات القدر أن يكون يوم هذا اليوم في ذكرى استقالته من منصب نائب رئيس في سوريا "الإقليم الشمالي".
ويعتبر السوريون أن السراج مؤسس نظام القمع في بلادهم التي عاشت حياة شبه ديمقراطية بعد استقلالها من الانتداب الفرنسي 1946 وإعلان دولة الوحدة مع مصر 1958، التاريخ الذي يُعد أكثر الروابط متانة بين الشعبين في وقت يشهد تجاذبات قد تصل حد الفتنة بينهما بعد 30/يونيو.
وولد السراج، وسط أسرة محافظة في حماة عام 1925، والتحق بالكلية الحربية، وكان من مؤسسي الجيش السوري، ومن بين الذين شاركوا في "جيش الإنقاذ" لتحرير فلسطين نهاية 1947.
وعٌرف عنه "الجرأة والشراسة والذكاء والمكر"، بحسب المؤرخ السوري سامى مبيض، الذى أضاف في تصريحات له، أن السراج لقب بـ "السلطان الأحمر"؛ تيمناً بالسلطان العثماني عبد الحميد الثاني الذي عرف بشدته.
عاصر الانقلابات العسكرية فى سوريا منذ 1948، وكان جزءاً فى عدد منها، وعرف عنه "قوته وقسوته"، حيث يقول سياسيون سوريون إنه تم رفع مئات الدعاوى ضده من مثقفين وسياسيين وعسكريين، ذاقوا الاعتقال والتعذيب على يده.
عين وزيراً للداخلية فى "الجمهورية المتحدة" فى بداية 1958، وكان الرجل القوى فى سوريا "الإقليم الشمالي" ورقي إلى منصب نائب الرئيس بصلاحيات رمزية، بسبب حذر عبد الناصر من "مؤامراته"، وفى 26 سبتمبر 1961 أبلغه أن البلاد لا تحتمل "ملكين"، وعزله عن منصبه، بحسب مصادر تاريخية.
وبحسب المصادر نفسها، فإن السراج اعتقل غداة الانفصال، وأودع في سجن المزة بدمشق، وهو معتقل للسياسيين، وأغلق مكتبه ولوحق قضائياً، قبل أن يتمكن من الفرار إلى لبنان ومنها توجه في مايو 1962 إلى مصر وبقي هنالك حتى وفاته منذ يومين، حيث عاصر عدداً من الرؤساء هناك.
وعرف عنه كتمانه لأحداث المرحلة التى عاصرها؛ حيث لم يظهر كثيراً فى مقابلات وسائل الإعلام خلال سنوات حياته.
ولم ينع النظام السورى، السراج، حتى ظهر اليوم، كما جرت العادة عند وفاة سياسيين أو قادة لهم مكان فى تاريخ البلاد.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية