توفي في نفس يوم استقالته.. رحيل السراج صاحب اليد الطولى في تأسيس دولة القمع بسوريا

في صمت شبه مطبق، توفي واحد من أكثر الشخصيات السياسية السورية إثارة للجدل، وهو عبد الحميد السراج الذي وصل إلى منصب نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة، أيام الوحدة القصيرة مع مصر.
كان عبد الحميد السراج واحدا من ضباط الجيش المعروفين، ولد في حماة عام 1925، وترقى في مراتب الجيش حتى استلم رئاسة المكتب الثاني (المخابرات العسكرية) في أواسط الخمسينات، قبل قيام الوحدة، التي اختاره فيها جمال عبد الناصر ليكون وزيرا للداخلية فيما كان يدعى الإقليم الشمالي (سوريا)، وفي آب 1961 تم تعيين السراج نائباً لرئيس الجمهورية للشؤون الداخلية.
كانت حياة السراج مثيرة للجدل بكل معنى الكلمة، لاسيما أنه الرجل الذي تنسب إليه جهود إقامة دولة بوليسية في سوريا، مع استخدام أساليب وحشية في قمع المعارضين، منها ما قيل عن ضلوعه في "تذويب" الشيوعي البارز فرج الله الحلو بمادة الأسيد.
ولم تكن حياة السراج هي وحدها المثيرة للجدل، بل غن وفاته كانت كذلك، فقد توفي في 22 أيلول، وهو نفس اليوم الذي استقال فيه من منصبه في الإقليم الشمالي، ففي 22 أيلول 1961 استقال السراج إثر تصاعد الخلافات بينه وبين المشير عبد الحكيم عامر وتجريده فعلياً من صلاحياته في حكم سوريا.
وبعد ستة أيام من استقالته، انتهت الوحدة المصرية-السورية إثر انقلاب عسكري في دمشق.
وقد قبض على السراج بعد الانفصال إلا أن الاستخبارات المصرية تمكنت لاحقا من تهريبه من سجن المزة.
عاش السراج في القاهرة بقية حياته حتى توفي في ٢٢ أيلول ٢٠١٣.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية