كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار- كما يقول الحديث النبوي الشريف، إلا في الثورة السورية فكل بدعة امتياز، وكل ضلالة نور وهدى.
ومن محدثات البدع صفحة على "فيسبوك" أطلق عليها أصحابها اسم "الدولة المسيحية في سوريا ولبنان- دمسل) ادعوا فيها أنها "ضد التطرف مسيحياً كان أم إسلامياً من النظام كان أم من المعارضة" ويشرف على هذه الصفحة أدمن أطلق على نفسه اسم "خوري العزيزية والفيلات" وألحق تعريفاً هزلياً به يقول "الأسقف القائد العسكري في الدولة المسيحية في سوريا ولبنان (دمسل)، وما بين الجد والهزل تدعو الصفحة إلى إقامة دولة لتوحيد الصفوف وإسقاط النظام لأنه "ما حدا أحسن من حدا وربي يسّر" - كما جاء في التعريف فيها- ورغم أن الصفحة تتعامل مع موضوع إنشاء الدولة الموهومة كمحاولة للسخرية من التطرف الديني، كما يشير أدمن الصفحة إلا أن تعليقات متابعيها أخذت طابعاً جدياً ينظر إلى هذا الموضوع بكثير من الريبة والشك، وفي حين يخاطب أدمن الصفحة المؤيدين للنظام قائلاً: "سوريا مانها حظيرة حيوانات لتكون لبيت الأسد أو للزرافة أو للبطة وعيلته، سوريا لكل السوريين بكل أديانها وطوائفها وفئاتها ما مننكر أنه في بسوريا بطات وزرافات وكلاب نبّاحة ولكن في النهاية سورية لكل السوريين"، يرد عليه معلق يدعى "Adnan Zakarya " بكثير من الحدة والاستخفاف: "والله صارت حظيرة للأغبياء أمثالكم وأمثال النصرة وداعش" ويخاطب معلق آخر خوري العزيزية والفيلات بلهجة جدية: "الثورة ثورة السنة لا علوية ولا ما بعرف شو، هذا تسلق على أكتافنا واعملوا إحصائية عن عدد الشهداء من السنة رح تعرفوا إنها ثورة السنة فقط مع وجود عدد قليل من المتعاطفين معنا من المسيحيين وعشرات الدروز وكم واحد علوي -ربي يسر-" ويرد الخوري: هنالك نسبة مئوية كبيرة من الشهداء المسيحيين في الثورة ولكنها لا تقارن بأعداد الشهداء من إخوتنا المسلمين رحم الله شهداءنا و شهداءكم".
ويعلق "Zaytoon 3atooneh" قائلاً: "سوريا لم تكن ولن تكون يوماً ما محكومة لشخص أو عائلة واحدة. كل مين عاش بكنف سوريا بيعرف حقيقة الشعب السوري بكل طوائفه.. ينبغي علينا الانفتاح على بقية الطوائف ومساندة بعضنا في هذه الظروف القاهرة أملاً ببناء دولة سوريا لنا وللجميع تمثل حقيقتنا"، ويلتقط الإشارة المعلق "Mohammed Hammdan" ليقول: "حلو الحكي بس إذا مزبوط كلامك ليش كاتبين الدولة المسيحية في سوريا ولبنان عن أية دولة عم تحكو، وين راحو المسلمين اللي بيشكلو أكتر من 95 بالمية مع إني أنا بحترم كل مسيحي ولكن صفحتكم من الواضح أنها عنصرية ورجاءنا وقت بدكن تحكو على "داعش" أوغيرها (يا اما انزلو حاربو معنا ضد النظام بدل ماهرب أغلبيتكن برا البلد واللي ضل نصفهن مع النظام والباقي مالو علاقة بشي، يا إما كلو ... وخليكن ساكتين".
ويكتب مشرف الصفحة كلاماً عاطفياً لترطيب أجواء التعليقات المحتقنة فيقول: "هكذا هي سوريتي تلف رحمة المسيح مع الإسلام وحين يتألم الصليب، فالهلال يسهر ويأبى أن ينام...وحين يميل الهلال تجد الصليب يسنده إلى الأمام..هكذا سوريتي... مدينة للحب وللسلام".
غير أن أغرب ما جاء في الصفحة إعلان أسقف الدولة المسيحية بلهجة تحدٍ: "قريباً سنعلن معركة تحرير لبنان من حكم حزب اللات ونقيم دولة مسيحية لكي يسود العدل و المساواة فيها" وفي بوست آخر تدعوا الصفحة لـ "إبادة وتشريد مليشيات حزب الله، افعل ما شئت يا حسن نصر اللات فالدولة المسيحية قادمة، والعدرا لنذبحكم ونقتلكم ونشردكم ونعلن لبنان دولة مسيحية" مع تحيات أسقف الدولة المسيحية (قدس الرب سره).
وفي إعلان هام موجه للإخوة المصريين من أسقف الدولة المسيحية في سوريا ولبنان والقائد العسكري جاء فيه مايلي: "تعلن الدولة المسيحية في سوريا ولبنان عن استقبال الإخوة المصريين الأقباط المناصرين للدولة والذين سوف يساهمون بتحرير لبنان وإعلانها دولة مسيحية ودولة حرية وعدالة ومساواة، نرحب بهم في صفوف الدولة المسيحية ونحيي جهودهم في نشر الدولة والدين المسيحي بوركت جهودكم أيها الأبطال".
يذكر أن الإحصائيات تشير إلى أن المسيحيين يشكلون 10 % من سكان سوريا حسب التقديرات الأمريكية في حين تقول المصادر الرسمية إن نسبة المسيحيين في سوريا لا تتجاوز 8 % وتختلف الكثافة المسيحيّة حسب المناطق السوريّة، فبينما تصل إلى 20% في منطقة الجزيرة الفراتية و10% في حلب والمنطقة الساحليّة 15%، تنخفض إلى 5% في كل من دمشق ومنطقة سهل الغاب في حماة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية