أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الناشطة آمنة دشان لـ"زمان الوصل": معرض "عدسات سورية" عين من لا يرى الدمار والخراب !

"عدسات سورية" معرض متنقل يضم باقة من صور عدسات الشباب السوريين الذين يقيمون في المناطق المحتلة والمحاصرة من قبل النظام السوري، والذين يضحون بحياتهم من أجل توثيق جرائمه ونقل الحقيقة حول ما يجري في سوريا، ويرصد المعرض الذي جال على العديد من المدن الإيطالية صور الدمار والمعاناة الإنسانية التي يعيشها النازحون في الداخل والخارج، ومعاناة سكان المناطق المحاصرة والمحررة على حدٍ سواء، وتقف وراء إقامة هذا المعرض والإسهام في نجاحه الناشطة السورية(آمنة دشان) المولودة في إيطاليا والتي لم تزر سوريا من قبل لكن ما يجري في بلدها الأصلي دفعها إلى تقديم شيء. 

حول فكرة المعرض والهدف من إقامته تقول الناشطة دشان لـ"زمان الوصل":
الفكرة جاءت من ضمن المشاريع التي قمنا بها كناشطين سوريين في إيطاليا لمحاربة التعتيم الاعلامي حول الثورة السورية وللتعريف بهذه الثورة وبمعاناة السوريين الذين يصنعون أسطورتهم بأيديهم اليوم، والهدف الآخر من إقامة المعرض هو عربون وفاء للشبان الذين يخاطرون بحياتهم من أجل نقل الحقيقة والواقع كما هو من خلال عدسات كاميراتهم، وكنت أعرف أحد مصوري (عدسة شاب حمصي) قبل إنشائها فقمت بالتواصل معه، كما تعرفت عبر "فيسبوك" بالمشرف على صفحة (عدسة شاب حموي)عن طريق زميل في العمل من حماة وعن طريقهما استطعت التواصل مع العدسات الأخرى التي انضمت إلى المشروع. 

الصورة زلزال مشاعر !
وعن كيفية اختيارها للقطات المشاركة في المعرض وهل وضعت شروطاً أو معايير مسبقة تقول الناشطة دشان: 
اختيار الصور تم بالتنسيق مع المسؤولين عن هذه الصفحات، وباعتباري لم أزر سوريا من قبل طلبت من كل واحد منهم أن يعطيني نبذة عامة عن مدينته وعن جوانب المعاناة الإنسانية فيها ومدى الدمار الذي لحق بها، وكيف جرى تدميرها فمثلاً حمص تم تعيين أهم نقاط القصف، وتمييز الأحياء المحاصرة من غيرها والفرق بين الأحياء التي قصفها النظام والأحياء المجاورة المؤيدة له التي لم يطلْها شيء. 

وكذلك في مدينة حماة تم التركيز في المعرض حتى على الدمار الذي خلفه النظام في المدينة عام 1982وكيف كانت وكيف زاد الدمارفي بعض النقاط وكذلك بقية المدن السورية المدمرة. ولم نقتصر على الصفحات المسماة (عدسة شاب) ضمن المعرض بل أدخلنا لوحات تشكيلية لبعض الفنانين مثل "أبو النور السوري" و"وسام الجزائري" و"فادي زيادة" و"Imranovi " حتى نجعل الصور تتكلم قدر الإمكان. لأن لغة الصور ولغة اللوحات عالمية لا تحتاج إلى ترجمة، وكل لوحة أوكل صورة هي عبارة عن زلزال مشاعر يهز المتلقي بطريقة مختلفة عن وسائل التعبير الأخرى. 

الأطفال والدمار
وحول تنسيقها مع الجهات العارضة في إيطاليا وهل كان هناك تجاوب وتفهم لعمق مأساة السوريين تقول آمنة دشان:
أقمنا المعرض أول مرة في جامعة (أنكونا) وسبق المعرض لقاء تعريفي مفصل عن سوريا وما يحصل فيها، وتركنا الفرصة لبعض المسؤولين في المؤسسات الإغاثية ليتكلموا عن كيفية توصيل المساعدات إلى أماكن خطرة في سوريا، وحضر هذا اللقاء والمعرض تالياً كثير من المسؤولين لدرجة أنهم أحبوا نقل المعرض من مدينة إلى أخرى، وتم بالفعل نقل المعرض من Ancona Moie Fano Albenga Jesi وبإذن الله سوف ننقله لمدينة San Lorenzo in Campo, كما تم التواصل مع المدن الكبرى في إيطاليا كـ"روما وميلانو فيرينسي وطورينو" الذين طلبوا المعرض أيضاً هناك.

وعن كيفية تجاوب الطليان مع فكرة المعرض ومضمونه تقول محدثتنا: 
تأثر رواد المعرض الطليان كتيراً بهذا المعرض وأنا أخبرتهم أن الصور المعروضة هي الأقل تأثيراً-بمعنى أنني لم اختر صوراً دموية وأشلاء و.. إلخ، والكثير ممن شاهد المعرض أعرب عن تألمه لما يجري وأنه لم يكن يتصور بأن الوضع في سوريا مأساوي لهذه الدرجة، ولذلك أنشئت صفحة على موقع "فيسبوك" للمعرض حتى يستمر أيضاً ويتم تحديثه (أون لاين) بكل الصور الجديدة.

وحول الصور المعروضة وعما تعبر تقول دشان: الصور المعروضة بمجملها تعبر عن رغبة الحياة وليس الموت، وهناك لقطات ترصد الدمار والخراب الذي لحق بالمدن السورية وحجم المعاناة الإنسانية بالنسبة للأطفال الذين ظهرت صور لبعضهم وهم "يكسّرون الخشب" من أجل التدفئة أوالطبخ، وأخرى تُظهر الوقوف أمام طوابير المخابز أو لدى توزيع مادة المازوت، وصور يبدو فيها أطفال وهم يلعبون فوق الدمار وأخرى لأطفال مبتسمين -مثل فراس بحمص–وثمة صور لحواجز النظام وانتشار الأمن والشبيحة.

وعن رأيها في أهمية مثل هذا المعرض ودوره في إيصال صوت السوريين الذين يعانون كثيرا اليوم إلى العالم تقول منظِمة المعرض: 
أهمية المعرض هي مثل وضع "عامود بوجه المارين" وتضيف بلهجة عامية: "يعني ما عاد في مجال لأي حدى أن يقول "ما كنت بعرف" وحتى يكون عندهم فكرة لأن التعتيم الإعلامي يحجب الكثير من الصور.. والصورة هي أكبر سلاح فعال لمحاربة النظام الذي يسعى لحجب الحقيقة عن الناس أينما كانوا، وأنا أردت أن أبرز من خلال هذا المعرض تضحيات الشبان الذين ضحوا بأرواحهم، وأولئك الذين تركوا حياتهم الأسرية، وضحوا براحتهم من أجل نقل الحقيقة، وهم "أعيننا" في الداخل السوري ونحن علينا أن نكون أعين من لا يرى ما يجري في سوريا. ولذلك خصصنا من ضمن المعرض زاوية للإعلاميين الذين استشهدوا حتى لا ننساهم.

وأتمنى أن تعطي صحف ومجلات الثورة مساحة أكبر للعدسات وإنجاز تقارير أسبوعية لكل مدينة حتى نساهم بقدر الإمكان في تقدير جهود الشباب الذين ينقلون لنا من خلال عدساتهم نبض الثورة. 

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(149)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي