أعلنت غرفة عمليات حلب المركزيّة، التي تضم عدّة كتائب وألوية ثورية عاملة في حلب، عن بدء معركة "والعاديات ضبحاً" في ريفي حلب الجنوبي والغربي والشرقي.
وبحسب البيان الذي تناولته صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، فإن الهدف من العملية هو إحكام السيطرة على طرق الإمداد الرئيسية والفرعيّة لقوّات النظام.
واللافت في البيان وعلى غير عادة البيانات الصادرة في الأشهر السابقة، هو الحديث عن "استكمال تحرير مدينة حلب"، وهو ما يدفع إلى وضع عدة تساؤلات في الاعتبار أبرزها: جدية البيان، منطقيته، والطريقة التي ستتحقق به الأهداف المذكورة.
النظام في جزر
ولم تمض ساعات حتى بدأت المعركة فعلاً في ريفي حلب الجنوبي والشرقي، ويتضح من خلال القرى المسيطر عليها حتى كتابة التقرير أن الأولوية الآن لقطع طريق الإمداد بين معامل الدفاع ومطاري حلب (المدني والعسكري)، وكذلك فصل الإكاديمية العسكرية بشكل أساسي عن مواقع النظام في الراموسة، وبذلك يتحول وجود النظام في محافظة حلب إلى جزر؛ ما يسهل محاصرتها واقتحامها.
السرعة في التنفيذ وتحقيق هذه النتائج خلال ساعات، يعني خنق النظام داخل مدينة حلب تماما، ويترك للساعات القادمة توقع ردة فعل النظام، حيث سيلجأ بشكل شبه أكيد إلى القصف المدفعي والصاروخي وسلاح الطيران تعويضا عن عجزه في المواجهة، وهو ما يعتبر اختبارا جديا للمعلومات المتواترة مؤخرا حول رفع مستوى التسليح لفصائل محددة من الجيش الحر.
المعطيات المتوفرة، وبحسب مصدر في غرفة العمليات المركزية باح بها لـ"زمان الوصل"، تؤشر إلى أن معركة "والعاديات ضبحاً"، لها هدف نهائي واحد، هو تحرير مدينة حلب بالكامل، معولين على سلسلة انهيارات لمواقع النظام داخل المدينة.
معركة كاملة الأوصاف
وما يجب التوقف عنده أن الألوية المشاركة في المعركة هي ذاتها التي أعلنت قبل أكثر من 10 أشهر معركة "المغيرات صبحا"، حيث إنها بدأت بمرحلة أولى تتمثل بوقف الأرتال التي كان من المقرر توجهها إلى الفوج 46 ما ساعد في تحرير الفوج، وكذلك تضمنت تلك المعركة تمشيط مزارع كفرناها وتحرير مدرسة الشرطة، وانتهت في مرحلتها الرابعة بتحرير خان العسل، لتكون المعركة الوحيدة التي نٌفذت بالكامل في حلب.
وتشير الاستنتاجات وكذلك استقراء أدء الألوية المشاركة في المعركة، إلى أن اختيار اسم "العاديات ضبحا" ليس فقط من باب الاستئناس بآيات قرآنية، بقدر ما هو مرتبط باستراتيجيات المعركة، المتوقع أن تكون مفتوحة ولها نتائج كبيرة استراتيجياً.
ويأتي الإعلان عن المعركة في ظروف داخلية معقدة، تضع بقية فصائل الجيش الحر على المحك، من خلال مؤازرة غرفة العمليات المركزية عبر تحريك جبهات داخلية، وأبرزها جبهة المخابرات الجوية، حيث باتت الفصائل المتواجدة هناك (أهمها لواء أحرار سوريا) أمام اختبار حقيقي لإنجاز تقدم كبير، وخصوصا أنها أعلنت اليوم أيضا عن انضواء عدة ألوية وكتائب في تجمع جديد.
رأفت الرفاعي - حلب - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية