أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صحيفة أمريكية: موسكو وواشنطن كانتا تطبخان صفقة الكيماوي الأسدي منذ شهور!

يشار الكيماوي قتلهم... والعالم المتحضر قرر مصادرت سلاحه فقط..!

خلافا لما أشيع عن "زلة" لسان من "كيري" تلقفها نظاما موسكو ودمشق وحولاها إلى "مبادرة"!، كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، أن جذور المباحثات الروسية الأمريكية حول ترسانة بشار الأسد اليكماوية تعود لأكثر من عام مضى.

وقالت الصحيفة في مقالة كتبها "والتر بينكس" المحلل الاستخباراتي المرموق، وتولت ترجمتها "زمان الوصل"، إن خبراء تقنيين روس وأمريكان قاموا باجتماعات تحضيرية لوضع حد لترسانة نظام دمشق قبل انعقاد اجتماعات جنيف (بين وزيري الخارجية جون كيري وسيرغي لافروف) بعدة أشهر.

وكان اجتماع للوزيرين خلال الأسبوع الفائت، خرج باتفاق على تدمير ترسانة بشار الكيماوي، وربطها بمواعيد محددة، إلا إنه سرعان ما ظهرت نقاط خلاف بين موسكو وواشنطن على تفسير بنود الاتفاق، لاسيما ما يخص "اللجوء للقوة" عند مراوغة بشار أو عدم امتثاله.

وقال "بينكس" إن المبادرة الروسية- الأمريكية لها جذور تعود إلى حزيران 2012، حيث عقدت محادثات بين الرئيس الأمريكي أوباما ونظيره الروسي بوتين بشأن ترسانة بشار الكيماوية، تبع ذلك مزيد من المحادثات بين البلدين، فضلا عن محادثات بين وزيري خارجية البلدين كيري ولافروف.

وأضاف "بينكس": في اجتماع عشاء في شهر أيار، تحدث كيري ولافروف حول إمكانية تطبيق نموذج ليبيا على ترسانة بشار الكيماوية، بموجب اتفاق دولي، وقد توافق الطرفان الأمريكي والروسي أن خبراء تقنيين من البلدين يجب أن يبدؤوا العمل على تفاصيل هذا الإجراء.

وعندما عقد كيري ولافروف سلسلة اجتماعات في جنيف يوم الجمعة الفائت، كان هناك 5 اجتماعات للخبراء التقنيين من البلدين، قد سبقت اجتماعات جنيف الأخيرة، وفقا لمسؤولين في الإدارة الأمريكية، وهذا ما يفسر الوصول إلى نتائج في غضون أيام، فيما تحتاج نتائج كهذه أسابيع من المحادثات.

وتكشف هذه التسريبات الجديدة التي نشرتها "واشنطن بوست" أن ملف كيماوي بشار كان "يطبخ" وراء الكواليس وبعيدا عن الضجة الإعلامية، وهو ما يفتح الباب لأكثر من احتمال:

الاحتمال الأول: عقد نظام بشار الأسد صفقة مع واشنطن، عبر أو بمساعدة حليفته روسيا، تقضي بتسليم سلاحه، مقابل استمرار التغاضي عن جرائم النظام ووحشيته التي فاقت الحدود، وإبقائه "مستفردا" بما تبقى من السوريين وسوريا، قتلا وتدميرا.

وهذا الاحتمال هو الأقرب، في ظل أكثر من معطى، أولها شن النظام لهجوم كيماوي واسع ومدمر، دون الاكتراث بالعواقب، حيث إنه كان يعرف أن كيماويه آيل إلى التدمير.. فلم لايجربه في الشعب قبل أن يسلمه؟!
وثاني المعطيات، هو موافقة النظام على دخول المفتشين إلى الغوطة، وهي موافقة تعد -رغم تأخرها أياما- موافقة سريعة، قياسا بما احتاجته أمور أقل شأنا، مثل الموافقة على إدخال مواد إغاثية مثلا، حيث تطلبت هذه الخطوة أشهرا عديدة من المباحثات.

ثالث المعطيات، يمثله سرعة الاعتراف بوجود أسلحة كيماوية، ظل النظام ينكر وجودها عشرات السنين، وسرعة القبول بتسليمها، ما يوحي أن الصفقة كانت معدة سلفا وأن الموافقات العلنية أمام الكاميرات لم تكن إلا بمثابة "تحصيل حاصل". 

ورابع هذه المعطيات، المهلة القصيرة جدا التي أعطيت للنظام للكشف عن ترسانته بالتفصيل، وهي أسبوع واحد فقط، ما يعزز أن القائمة مجهزة، لأن المهلة المعطاة أقصر من أن تنجز فيها قائمة بمخزونات مواد عادية كالقمح أو السكر مثلا، فما بالك حين يتعلق الأمر بحصر مخزونات غاية في الخطورة والسرية والتعقيد!

الاحتمال الثاني: اتفاق موسكو وواشنطن على تدمير ترسانة الكيماوي، بعلم بشار لكن دون تدخله، كنوع من التنازل الروسي مقابل أن تبقي واشنطن على سياستها الضبابية المتذبذبة، التي لا تقوّي معارضة ولا تسقط نظاما.
وهذا الاحتمال يصب في النهاية في مصلحة طرفين لاثالث لهما، هما إسرائيل والنظام، فإسرائيل تضمن زوال تهديد الكيماوي وشبح وقوعه في "الأيدي الخطأ" إذا سقط بشار، وبشار نفسه يرسل بدوره رسالة طمأنة جديدة وجدية واستثنائية لـ"تل أبيب"، ينال بموجبها تمديدا لـ"عقد" حكم سوريا.

الاحتمال الثالث: عقد موسكو لصفقة الكيماوي مع واشنطن، دون علم بشار، ووضعه في اللحظة الأخيرة أمام الأمر الواقع، تحت تهديد موسكو بالتخلي عن دعمه، وهكذا تكون موسكو قد أسدت خدمة مهمة لإسرائيل وأثبتت لها أن روسيا ليست أقل خوفا من الولايات المتحدة على أمن تل أبيب، وأن موسكو تدرك تماما لعبة "ترتيب الحلفاء"، حيث لا أحد يتقدم إسرائيل حيث تتضارب التحالفات.

ترجمة: زمان الوصل - خاص
(98)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي