انفجر سؤال عن مدى مساهمة برلين في إمداد ترسانة بشار الأسد الكيماوية من المواد.. انفجر في وجه حكومة المستشارة أنجيلا ميركل، كاشفا عن تورط ألمانيا في تصدير أكثر من مئة طن من المواد الكيماوية لنظام بشار خلال السنوات الفائتة.
وقد أقرت الحكومة الألمانية اليوم الأربعاء بأنها منحت رخص تصدير 111طنا من المنتجات الكيميائية إلى نظام دمشق، وذلك بين 2002 و2006.
وجاء هذا الإقرار ردا على سؤال خطي من نواب حزب اليسار "داي لينكي"، لكن الحكومة دافعت عن هذه الرخص التي صدرت في عهد المستشار "غيرهارد شرودر" وخليفته المستشارة ميركل، قائلة إن هذه التراخيص "أعطيت بعد دراسة دقيقة. وفي كل الحالات، فان استخداما مدنيا للمنتجات جرى بشكل معقول"، كما ورد في بيان لوزارة الاقتصاد الألمانية.
وبلغة خالية من المسؤولية، أضاف البيان: "الحكومة الألمانية لا تملك أي عنصر يدعو إلى الاعتقاد أن المنتجات التي تم تسليمها منذ ذلك الوقت استخدمت لغرض آخر غير الاستخدامات المدنية التي قدمت كتبريرات لدعم طلبات الإذن بالتصدير"!.
كما حاول مصدر حكومي تبرير موقف برلين، بالقول إن المنتجات المعنية يمكن أن تستخدم في معالجة معادن أو لصنع معجون أسنان، فيما أشارت "إيه آر دي" التلفزيونية الحكومية أن هذه المواد دخلت في تركيب غاز السارين الذي حدده خبراء الأمم المتحدة في تقريرهم على أنه العنصر المستخدم في هجمات الغوطة الكيميائية في 21 آب/أغسطس قرب دمشق والذي أوقع أكثر من 1400 شهيد.
وقد تورطت برلين في إمداد بشار بـ3 أنواع من المواد الكيماوية، وهي غاز فلوريد الهيدروجين وغاز ثنائي فلوريد هيدروجين الأمونيوم وغاز فلوريد الصوديوم، وهي مواد قال عنها نائب في حزب اليسار "داي لينكي" إنها تستخدم لإنتاج غاز السارين.
وتأتي هذه المعلومات عن تورط برلين في دعم نظام بشار بالمواد الكيماوي، لتضاف إلى ملف يكبر ككرة الثلج، بدأ منذ أشهر باستجوابات وتقارير حول دور هولندا في تزويد نظام دمشق بمواد كيماوية، ثم ما لبث أن انتقل الأمر إلى بريطانيا حيث حظي بضجة أكبر، لاسيما أن لندن سمحت بتصدير عناصر يمكن أن تدخل في تصنيع غاز السارين لنظام بشار، بعد 10 أشهر من اندلاع الثورة السورية، كما إن تراخيص تصدير هذه المواد لم تلغ إلا بعد 6 أشهر على منحها، عندما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على نظام دمشق.
وقد كانت تبريرات أمستردام ولندن مشابهة لتبريرات برلين، حيث تحدثتا عن استخدامات متعددة، ودافعتا عن اعتقادهما بأن المواد لم تستخدم إلا لأغراض مدنية!
ومؤخرا نشرت "نيويورك تايمز" تقريرا مفصلا ترجمته "زمان الوصل" حصريا، وحاول تتبع ملف بناء الترسانة الكيماوية في عهدي حافظ وولده بشار، وقد خلص التقرير إلى أن هذه الترسانة بنيت تحت سمع العالم وبصره، بل وبمساعدة من دول شرقية وغربية، على رأسها روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية، فضلا عن دول غربية منها بريطانيا وهولندا، وحتى الولايات المتحدة تورطت بهذا الملف وإن كان على نطاق أضيق، وفق وصف "نيويورك تايمز".. وها هي ألمانيا تنضم إلى قائمة المتورطين.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية