من منا لا يعرف "ماذا بعد" على الإعلام المقاوم ,البرنامج المشكّل من استوديو لبناني ومقدم مصري وهيلمان سوري؟.
لقد قضينا نصف قرن ونحن كحال فلاسفة القسطنطينية قبل سقوطها يناقشون البيضة من باضها والدجاجة من جاء بها وأيهم أولا . ماذا بعد أيتها الرجعية والامبريالية ..ماذا بعد أيها الطوباويون وأصحاب الفكر الإصلاحي المهادن ؟؟ لا بد من الحل الثوري لكن ما هو الحل الثوري وما هي حتمية الحل الثوري التي أقرفنا بها ؟؟....إسرائيل لم تعد أمرا واقعا بل واقع فائق الفرض وجدت لتبقى وتهيمن كما نسب للزعيم جمال عبدالناصر قبيل هلاكه وفضحه فيه الملك حسين ردا على أحداث أيلول الأسود ... اليوم وبعد أربعين سنة من حرب تشرين التحريرية المجيدة تبينت لنا الحقيقة مصر أرادت شبرا شرق القناة تفاوض على سيناء التي تريد إسرائيل التخلص منها ولكن بشرف لها ولمصر, وسوريا لتسلم ما تبقى مما تريده إسرائيل من جنوب سوريا لحسن حظنا انها فقط كانت تريد الأربعين قـرية وتل الفرس أعلى قمة في الشرق الأوسط لم تأخذها في حزيران عام 67 وباسم الحرب على الرجعية قضى عبد الناصر على أرومة النهضة الفكرية العربية وكذلك نظام الأسد بعده قام بتدمير التعايش الاجتماعي السوري زيادة على تدمير البنية التحتية الفكرية وتحول شقا الجمهورية العربية المتحدة إلى كيان عقائدي مشحون قائم على ضرورة انتماء القياديين في الدولة والمجتمع للجماهير الكادحة فدمرت العملية التعليمية وفسد القضاء اللذان راهن تشرشل عليهما ببناء بريطانيا المدمرة بعد الحرب العالمية,فضلا عن تحول الشرطة للصوص والــ"أمن" إلى رعب لا يوصف.
لقد كانت الغرب ونتيجة لشراسة مقاومة جماهير العرب للاستعمار التقليدي يخاف من المبالغة بالعبث بالمجتمعات العربية ولكن بفضل التقدمية والاشتراكية التي جلبت نكبة حزيران ونكسة تشرين صار العبث مأمون العواقب والمضي قدما بما خططوا له قبل جلائهم عن هذه الأرض مأمون العواقب, كله بفضل نظام عبد الناصر ومفرزه نظام البعث . هذان النظامان خربا السياسة ,الدفاع و المجتمع في دول الطوق تحت عناوين براقة حرية ..عدالة ..مساواة..صمود .تصدي ..ممانعة ..مقاومة.. توازن استراتيجي ..ردع ..من هذه الفقاعات التي لا داعي للحديث عنها وقد كشفت تماما لحد الغثيان من سماع ما هو على نحوها.
لا حاجة للتفلسف في شرح ما هو واضح كل الوضوح في سورية الأسد ومصر السيسي روح عبد الناصر على حد وصف ابنه !!
واستشاط الكيماوي في سوريا ..واستشاطت سيناء في مصر وكلاهما علامتان من علامات السيادة متشابهتان بالظروف , فالأول في سورية مخزون هائل فاسد لا قيمة له سوى البعبعة على الشعب وكل العرب بأنه رادع ضد نووي إسرائيل ,والثانية أي سيناء أرض مهملة يقاسي أهلها الجوع والمرض والبطالة والتهميش بدل من أن تصبح منطقة سبعة نجوم "كسرا لعين" إسرائيل أمام الشعب عموما وأهل سيناء الذين قالوا كنا أيام إسرائيل أفضل ولكنها مع ذلك أهم رمز سيادي.
الأســد بـعد 400مليار دولار قـــــــــال الكيمــــــــاوي "مو جايب همه" وقرر تسليمه للصهيونية والأمبريالية من يدري ربما لتتسمم به نظرا لانعدام وسائط الحمل لديه لضربهم به وليموتوا به لانه غير قابل للإتلاف قبل مرور 30سنة على حد كلام السيناتور شحادة ...لكن ماذا عن منشآت التصنيع والتخزين وكل صغير وكبير ممن عمل عليه سلمت اسماؤهم وعناوينهم تمهيدا ربما لتسليمهم هم !! من يدري ربما لمكافحة القوارض والحشرات لصالح الفاو!!. والحبل على الجرار البالستي وربما بعده المدفعية نظرا لكون عرض إسرائيل أمام سورية خمسون كيلومترا. وفي سيناء إن استمرت حرب طواحين الهواء على الإرهاب على هذا النحو فلن يطول كثيرا استدعاء القوات التي دخلتها في عام56باسم ما لا يعدمه من يريد ذلك. مـــــاذا بعد أيها اليســــار ..و بعيدا عن الربيع العربي؟.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية