أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سوريون في موسكو.. منقسمون بشأن الترحيب بصفقة الكيماوي، متفقون على أنها غير كافية

نشرت "روسيا ما وراء العناوين" تقريرا حول آراء عدد من السوريين المقيمين في موسكو حول الصفقة الروسية الأمريكية بشأن كيماوي بشار الأسد، انقسمت بشأن تقييمها لهذه الصفقة، لكنها اتفقت على أنها غير كافية.

حسن الداش، مهندس ومستثمر، قال: القوى الكبرى تلعب بنا وتتقاذفنا، ولا تعنيها مصالحنا، ولا حقوقنا، ولا حتى انعكاس اتفاقاتها على شعبنا السوري ومستقبله. كان لدينا سلاح استراتيجي لردع إسرائيل التي تعتدي علينا باستمرار دون أن يوقفها أحد، تخلى عنه النظام بعشر دقائق لأجل الكرسي.

وتابع: المبادرة الروسية بهذا الشأن لعبة متفق عليها مع النظام نفسه ومع الأمريكان. روسيا تصرفت كطرف، وربما حققت انتصارا دبلوماسيا صغيرا، لكن سوريا خسرت بالتأكيد، بتخلي النظام عن سلاح استراتيجي دفع الشعب الثوري ثمنه. المبادرة، بشكلها الحالي أفادت النظام وشخص الأسد تحديدا، وأضعفت سوريا وأراحت إسرائيل.

أمين الضاهر، دكتوراه في الهندسة، قال: المبادرة جيدة من وجهة نظر أنها تجنّب سوريا ضربة أمريكية، وهي بهذا المعنى، أنقذت سوريا من كثير من الويلات. فلو حدثت الضربة لانتصرت جبهة النصرة وأشباهها. ولكن، إذا كانت هذه المبادرة لا تتضمن وقف ضخ المقاتلين من الخارج كحد أدنى والضغط للوصول إلى جنيف-2، لحل الموضوع السوري بطريقة تؤدي إلى إشراك جميع مكونات الشعب السوري السياسية في تشكيل حكومة وطنية للخروج من الأزمة، فإنها غير كافية.

نضال أبوعلي، طبيب، قال: يكفي هذه المبادرة إيجابية أنها تبعد احتمال العدوان على سوريا. ولكن ذلك لا يحل المشكلة، فلا بد من وجود حل سياسي، بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، وهذه المبادرة يمكن أن تؤدي إلى ذلك، وواضح من لقاء لافروف وكيري أن هناك اتفاقا روسيا أمريكيا لإجلاس الأطراف إلى طاولة المفاوضات.

وأضاف: روسيا مع الدولة السورية، وأمريكا مع المعارضة، وما يجب أن تقوم به روسيا، قامت به فعلا، وبقي على أمريكا قطع التسليح عن الإرهابيين. بعد ذلك، يبقى المعارضون الحقيقيون فيجلسون للتفاوض. على روسيا بالمقابل أن يكون لديها برنامج لمحادثات سلام توقف العنف وتحقق مطالب الشعب، فهناك مطالب للسوريين، الرئيس نفسه اعترف بها.

أما الطبيب نضال خضر، فقال: هناك شعور بالأسف، لأن مشاكل النظام تحل على حساب قوة سوريا. فهذا السلاح في نهاية الأمر ملك للسوريين، وها هو يتحول إلى جزء من صفقة لإنقاذ النظام، ويترك الشعب السوري في طريق مسدود. من جهة أخرى، إذا كانت هذه المبادرة-الصفقة توقف العنف الخارجي، فهل هي قادرة على إيقاف العنف الداخلي؟ على روسيا أن تمارس الضغط على النظام السوري. فهناك مطالب محقة خرج من أجلها السوريون من سنتين ونصف، هي الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية، فأين المبادرة الروسية من ذلك كله؟
أحمد الديري، صيدلاني، قال: أرى أن المحور الذي تدور حوله الصفقات حول سوريا، يهدف إلى أمر واحد هو ضمان أمن إسرائيل، وليس أمن السوريين. وهذه المبادرة، تطيل عمر النظام السوري لزمن يصعب تحديده، مقابل تعريض السوريين لمزيد من المعاناة والإهانات.

وواصل: مطلب التخلي عن السلاح الكيميائي لن يكون آخر مطلب، بل يمكن أن يتكرر السيناريو العراقي (تفتيش متتال، طلب وراء طلب، موقع وراء موقع، وصولا إلى دورات مياه الجامعات وغرف نوم الأساتذة، ثم تنازل وراء تنازل). وأما النظام، فإن ما يعنيه هو أن تبقيه الصفقة ولو على قسم صغير من سوريا. موسكو، تفهم ذلك كله، وربما توافق ضمنيا على تقسيم سوريا، مقابل أن يحقق النظام الذي تدعمه مصالحها عبر هذا الجزء الصغير المقتطع من البلاد.

وختم الديري: أتمنى على روسيا أن تكون وفيه للشعارات الكبرى التي تطرحها، وأن تشتغل بالفعل على بقاء الدولة السورية وليس النظام. وهي تعرف جيدا أن الدولة السورية لن تبقى مع بقاء هذا النظام.

أما الباحث السياسي حازم نهار من المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، فعقب: تجريد سوريا من السلاح الكيميائي مصلحة أمريكية إسرائيلية. فهكذا يتم حرمان الدولة السورية من سلاح رادع لإسرائيل. حسنا، هناك صفقة: الضربة مقابل الكيماوي. إنما هناك جانب تقني.. هناك سلسلة من اللعب والمماطلة قد تبدأ، والنظام السوري ماهر في المماطلة.. سيتم تشكيل لجان وإرسال خبراء، وقد يأخذ ذلك سنوات. وذلك يعني الإقرار بسلطة النظام طالما التفتيش جار. وقد يوافق الغرب على بقاء بشار الأسد لمرحلة انتقالية ضمن تسوية ما وصفقة ما مع موسكو، ولكن على الأرض لن يفيد ذلك. فهل يستطيع الغرب إيقاف الحرب المشتعلة في سوريا؟ الحرب المستمرة من أكثر من سنتين، خلقت حالات حتى لتصنيع السلاح داخليا من قبل المعارضة، وقد تعددت مصادر التسليح والتمويل.

وأضاف "نهار": السؤال الآخر: أين هي المعارضة التي ستقبل الذهاب إلى جنيف-2، حتى لو أرادت أمريكا وفرنسا ذلك؟ الائتلاف، لن يذهب، لأنه يعي أن ذلك سيعني بقاء الأسد. وبقاء الأسد رهان روسي. وهذا ما يريده الإيرانيون مع الروس. كما إن إسرائيل المستفيدة من نزع السلاح الكيميائي السوري، تفضل بقاء الأسد على رأس سوريا ضعيفة. والروس والأمريكان يحققون لها ذلك من خلال المبادرة-الصفقة.

زمان الوصل - صحف
(124)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي