نحن ..مجتمعاتنا .. شعوبنا ..نؤخذ بردة الفعل بكل حماقة وغباء ..نستجيب ..تعلو أصواتنا ..يتصاعد غضبنا ..يقوم الخبثاء باستثمار ذلك .. يرفعون مستوى التحريض ..نفقد عقولنا التي لم يبق منها الا القليل ثم يبدأون بتوجيهنا كما يشاؤون .. نسير خلف عازف الناي السحري الذي سيقودنا الى ذاك النهر الذي يجرفنا خارج حدود التاريخ والحياة . .؟.
هذا ليس جلد ذات أيها السادة .. هذا واقع يجب ألا نقفز فوقه .. يجب علينا أن نحسن معالجته ونسترد عقولنا لكي نستخدمها في مكانها الصحيح ..وإلا ..؟ والعاقل من اتعظ بغيره واستفاد من تجاربه ..؟.
رسوم مسيئة .. أفلام مسيئة .. فلان تأسلم ..وغيره تنصر .. ترى هل نقص هؤلاء وازداد أولئك والعكس بالعكس ..؟. اذا لماذا الضجة والجعجعة الفارغة .
ينشرون الرسوم المسيئة ..يتعالى الغضب .. اذا ً يمكن التلاعب بنا وجرنا الى صدام عالمي مدروس بدقة يخفي في آخره جحيما ً قد تكتوي به الانسانية كلها .. هل فكرتم بمن هو المستفيد ..؟ اذا هو من يقف خلف ذلك ..؟ هذه بديهية .
بالنسبة لنا كمجتمعات .. بمقابل الكثير من رجال الدين ( ولاندري كيف جعلوا من أنفسهم رجال دين ) هؤلاء الذين جعلوا من أنفسهم آلهة جديدة يتوجب عبادتها والسجود لها ليلاً ونهاراً أو انتظار ماستقوله حتى ولو كان كلاماً لايقبله عاقل .. يقولون ..ننفذ .. لانفكر .. ولو وقفنا ولو لثوان ٍ مع عقولنا .. لجعلنا كلامهم يرتد عليهم ولفهمنا غاياتهم الحقيقية .. هم يريدون الاستمرار باعتلاء ظهورنا واستثمارنا الى الحد الأقصى .
هؤلاء يتبجحون ليلا ً ونهاراً عن الأعداد الكبيرة في الغرب التي تأسلمت .. ؟ ولاأدري أين المشكلة وماهو المهم في الأمر ..؟ .
هذه يتاجرون بها ويتباهون علينا بها تدليلا ً على صحة مايفعلون ..؟!! . ثم فجأة يتنصر أحدهم ..؟. يقيمون الدنيا ولايقعدونها ..يصرخون ..يصدرون الأحكام بإهدار الدم .. ؟ .. لماذا قبلتم بتلك وترفضون وتستنكرون هذه ..؟.
هم اكتشفوا منذ مدة طويلة هذا الغباء فلعبوا عليه فهموا أننا لانرضى لأنفسنا بما نقبل به لغيرنا .. الغباء بات الآن متبادلا ً بين طرفي العالم .. يتحول الصراع تدريجياً بين المسيحيين والمسلمين على صعيد العالم .. ؟
مع ذلك فنحن متميزون بغبائنا وردة فعلنا الحمقاء للفعل . . نشروا الرسوم المسيئة .. ولو تركناها في مكانها منذ أول مرة لانتهت مكانها وراحت طي النسيان ..فالاله لايحتاجنا ولايحتاج دفاعنا عنه فقط المطلوب منا أن نفهم بشكل صحيح ونجسد المنظومة الأخلاقية في سلوكياتنا .. ان كنا نؤمن بمانقول فعلينا أن نكون على ثقة من أن الاله يحسن الدفاع عن نفسه وعن أنبيائه ..و..( للبيت رب يحميه ) ..نحن نريد أن ننقذ ابلنا من يد الجزار .. مابالكم ..هل نسيتم أولئك الأغبياء ..الحمقى الذين كانوا ومن على فضائيات الغرب ..وفي قلب الغرب ..يخرجون صارخين شاتمين ومكفرين للنصارى .. ؟ . ألم تعملوا عقولكم وتتساءلوا لماذا كان الغرب يتركهم يقولون مايقولونه وهم قابعين في أحضانه ..؟. هل عرفتم الآن لماذا ..!! . هذا الغرب المحكوم والمتلاعب به صهيونياً وبشكل معلن لم يعد خافياً على أحد .. أليس هو من يقف ضد ادانة محارق ومجازر اسرائيل .. في نفس الوقت الذي يرفض أي رد من قبلنا ويدينه ..؟.
لماذا قبل باحتلال فلسطين واجتياح العراق ..؟. لماذا تكون المقاومة حق في أي مكان من العالم أما عندنا فهي تنقلب الى إرهاب ..؟. نحن وبردود الفعل الغبية نساهم بما تريده الصهيونية من تقسيم العالم الى فريقان يتبادلان الأحقاد والكراهية ..والغريب أن كتابنا يطالبنا باحترام كافة الأنبياء ..؟. بمعنى أنه يعترف بكافة الرسالات .. هناك من انحرف ..و..نحن أيضاً انحرفنا وتمادينا .. وعلينا أن ندين أنفسنا ونصحح قبل أن ندين غيرنا .. وعلينا أن نفهم أنه ( كما تدين تدان ) .. أين المنظومة الأخلاقية ومالذي فعلناه بها .. لطفاً لاتقولوا أنها موجودة في الكتاب .. الجميع يعلم ذلك ..ولكن أين هي على أرض الواقع .. حقيقة ً .. نحن نكذب على أنفسنا .. نحن .. فحشنا بها .. لم نترك أية قيمة من قيمها الا ودمرناها .. هل أحدثكم عن الموبقات التي نمارسها سراً أو علنا ً .. اذا ً نحن نتميز بالكذب والنفاق على أنفسنا قبل الغير . . والدليل هو هذا الحجم الهائل من التخلف .. هو هذا الجبن والخسة والنذالة أمام العدو .. وممن .؟.
من قبل من يتصدون لقيادة هذه الشعوب ..!! وهذا هو السر في سوقنا من انوفنا من قبل الحركة الصهيونية التي تقودنا للتصادم مع الغرب عبر تسعير الكراهية القائمة على أسس دينية .. الغرب يرى في اسرائيل بقعة حضارية في وسط محيط متخلف ..بغض النظر عن عنصريتها وجرائمها .. وكان من الواجب أن نحظى بمساحات هائلة من الحرية لكي نسبق العالم حضارياً .. لكن القيادات والزعامات والمتألهون المتخلفون نفذوا أدوارهم بدقة إما عن عمالة أو عن حماقة ..فحجروا علينا ومنعونا من الحركة .. هل رأيتم مالذي حدث في العراق .. بدلا ً من أن تكون ردة الفعل على الغزو والاحتلال بتكاتف كافة شرائح الشعب العراقي وانسجامه بمقاومة وطنية واحدة .. تقسم الشعب العراقي ..تشظى .. الى طوائف ومذاهب واثنيات كل يقاتل الآخر .. وكل ينهش في جسد بلده ..؟ . ألا ترون لبنان ..على صغره ..يكاد يتحول الى زواريب وأزقة منفصلة .. لأول مرة يقف من يتعامل مع الصهاينة علناً ليشتم كل ماهو وطني بوقاحة مابعدها وقاحة ..؟. ترى ألم تدرسوا الأسباب .. ألم تدرسوا سر انقياد قسم من الشارع وراءهم ..؟.
ألم تلاحظوا أن المتشددين المنحرفين هم من يقف وراء ذلك ..؟. اقرأوا السودان ..الصومال ..الجزائر.. ( الجزائر ) هي أكبر دليل على سوء النوايا .. هناك لون واحد ومع ذلك هم يذبحون بعضهم بعضاً ويرتكبون جرائماً تبعث على القشعريرة .. هناك يذبحون الطفل بالسكين لالشيء إلا لأن والده موظفاً حكوميا ً .
الآن تتناقل الفضائيات خبراً عن تنصر أحد الصحفيين على يد البابا ..؟ . أين المشكلة .. ؟. هل ستهدرون دم هذا الصحفي .. ؟.
اذا ً ..سيصبح قضية تشغل هذه القطعان فيتعالى ثغاؤها ..؟. هل سيخرج من يشتم ويكفر ويحرض الأديان ضد بعضها البعض .؟.
هل نقص عدد المسلمين وازداتد عدد المسيحيين ..؟. لايحق لكم ولو مجرد همسة في الموضوع ..قبل مدة بسيطة كنتم تنشرون أحصائيات عن أعداد من تأسلم في الغرب ..؟. اذا دعوا الأمور على حالها دون أي اهتمام ولا تلجأوا الى التحريض وإلا أنتم شركاء الصهاينة في تسعير انقسام العالم وتبادل الكراهية والأحقاد .. ثم ..عليكم أن تفهموا .. البشر ليست قطعان غنم موسومة بعلامات متميزة يتبادل ملكيتها رجال الدين المسيحيين والمسلمين وضمن كافة المذاهب هنا وهناك .. الانسان ولد حراً وحسابه على خالقه وليس عليكم ..؟
والحقيقة أنتم أول من يجب أن يحاسب لمخالفاتكم سنن الطبيعة والكون والمنظومة الأخلاقية ..نعم أنتم رجال الدين المتشددون مسيحيون ومسلمون .. أنتم متورطون بتلبية رغبات كل مايريده حاخامات التلمود .. أنتم من يساهم في دفع العالم نحو الجنون منذ أن بدأتم بتداول السياسة وتسييس الأديان .. تنحوا جانباً طالما أنكم لم تحاولوا ضخ المنظومة الأخلاقية الانسانية مخالفين بذلك أسس ماتزعمون الايمان به , فالعلم والثقافة هو فقط الحل الذي يرتقي بالشعوب ويصحح ايمانها الذي قمتم بتحريفه واختزلتموه بالشعائرالتي تدل على تقسيماتكم فقط . .
24 آذار 2008
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية