ارتفاع شاهق يسمح للمتربص فوقه أن "يَرى ولا يُرى" كما اصطلح أهل العسكر، ورغم ذلك لا بأس بمتاريس ودفاعات متحصّنة مدعومة برشاشات ثقيلة عيون فوهاتها ترصد الآمنين.
إنه برج "الموت" كما وصفه أهل حمص، فكان اسما على مسمى لكثرة ما تسبب في إزهاق أرواح الأبرياء.
البرج الذي أطلقه محافظ "حلم حمص" محمد إياد غزال بمشاركة رجال أعمال "السلطان" أحال الحلم كابوسا، يؤازره في ممارسة هواية القتل غير الرحيم موقع استراتيجيّ يشرف على كل أحياء حمص تقريبا لا سيما الوعر والأحياء المحاصرة والغوطة، إضافة إلى أطلالته الكاملة على بساتين المدينة، ولا تخفى عن عيون حرّاس القتل أجزاء من شوارع حي الوعر الرئيسيّة.
الأمر الذي جَعل أي تحرّك لفكّ الحصار هائل الصعوبة بسبب تمركز عشرات القناصين وعدد من الرشاشات الثقيلة على طول البرج, ناهيك عن مدافع الهاون وراجمة الصواريخ.
وظيفة يومية لا يمل القتلة أداءها، بتمشيط يومي لأحياء القرابيص وجورة الشياح والقصور, و عمليات استهداف بربرية شبه يوميّة للأبنية السكنيّة في حي الوعر.
فهل تكفي كل هذه الأسباب لتجعل من"الموت" عنوانا خاصا بهذا البُرج الذي تسبب بارتقاء عشرات الشهداء في عاصمة الثورة؟!
حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية