الى ماقبل الثورة السوريه وجمال عبد الناصر يحتل موقعا مميزا لدى جماهير عريضة من الأمة العربيه . ستون سنه ضاعت من عمر الأمة العربيه وراء سراب القوميه كفكر ايديولوجي متكامل . البعثيون والناصريون والشيوعيون وجميع اليساريين يعتنقون فكرا مزيجا بين الأشتراكيه كنظريه اقتصاديه للضياع العربي . والأنتماء القومي العربي الغير مرتبط بعقيدة دينيه . وقد تغنى الشعراء بهذا وتفلسف الفلاسفة ايضا بهذا المزيج العجيب وألف المؤلفون كتبا لتسويق هذا الفكر . وكما نرى أن القاسم المشترك لكل هذه الأحزاب هو الأشتراكيه . ولو اختلفت ترتيباتها بين وحدة حريه اشتراكيه للبعثيين وحريه اشتراكيه وحدة للأحزاب الناصريه ولا أعلم لماذا هي مجموعة أحزاب وليس حزبا واحدا . اما الشيوعيون فيلتقون مع الجميع على نفس المبدأ .
والأتحاد السوفييتي قبلتهم جميعا آنذاك . وقاسم مشترك آخر أنهم جميعا كانوا يحكمون ولو بنسب متفاوتة تحت مايسمى بالجبهة الوطنيه . أي كلهم مشتركون بالفساد وما آلت اليه سوريا .
والعجيب أن نراهم اليوم في صف واحد يسمون أنفسهم بالمعارضة الداخليه . طبعا داخليه فلماذا يخرجون وهم من النظام أصلا . قدري جميل ومحمد عبد العظيم ووزير المصالحة الوطنيه لايحضرني اسمه هذه هي عينات المعارضة . وأسوأ الجميع هن الناصريون يدعون ماليس بهم . كره الناس عبد الناصر لأجلهم . وبجردة بسيطة للدول العربيه . من مع السفاح ومن مع الشعب . كل دولة لم تزل تتمسك ببقايا الفكر القومي مع السفاح . مصر السيسي . الجزائر موريتانيا . السودان . جزء كبير من اليمن . كل من كانت قبلتهم الأتحاد السوفييتي مع السفاح . ومن لم يدخل الفكر القومي الى بلدانهم علما انهم عرب مسلمون يعتزون بعروبتهم أكثر من هؤلاء المنتمون للعروبة زورا وبهتانا . لله درك أيتها الثورة السوريه فقد عريتي الجميع . وأسقطتي ورقة التوت التي كانت تغطي عوراتهم . والمفارقة الكبرى لكل هذه الأحزاب أنهم قلبوا معزوفتهم نحو الديمقراطيه . وليس مستبعدا أن تراهم في المستقبل بعمائم ولحى إذا ماشعروا بضرورتها . فمبادئهم ليست عقيدة وعقيدتهم ليست أصيلة .فهم مستعدون للرقص على كل دف .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية