في المعارضة السورية، تحتاج إلى أكثر من قلب وأكبر رئة في العالم ومضادات دروع تكاد تكون أكثر حصانة ومتانة من تلك التي يستخدمها الجيش الحر في نضاله ضد النظام، ربما يكون هذا قدر من يتبوأ الصدارة في الثورة السورية.
واللواء سليم ادريس قائد هيئة أركان الجيش السوري الحر، أكثر هذه الشخصيات اللامعة في الثورة السورية، التي تتعرض هذه الأيام لهجوم إعلامي منظم، يقف بكل تأكيد وراءه النظام السوري أو أعداء الثورة، خصوصاً بعد رفضه الائتفاق الروسي الامريكي....
من أكثر الإيجابيات في هذا الرجل، أنه وقف على مسافة واحدة من كل الكتائب المقاتلة، وكذلك كل الشخصيات السياسية في المعارضة، لم يكن وراء تيار أو فصيل أو تكتل، طالما نصح الائتلاف بالوحدة والاتفاق حتى يمضي في القتال ضد النظام مدعوما برؤية سياسية، تكمل العمل العسكري.
بل أن روح الاعتدال التي تتجلى في حديثه ووعيه لمتطلبات الدعم العسكري، وتكييف الخطاب العسكري مع الروح الدولية حققت مكاسب كبيرة في أوروبا وبعض الدول العربية الداعمة للثورة.
في الحروب والثورات، ليس من الضروري النقد ومراجعة الذات التي يستغلها البعض في الطعن بوطنية وإخلاص القيادات العسكرية، وفي أغلب الأحيان يتخذ هذا النقد، شكل الهجوم تحت مظلة مراجعة الذات والوقوف عند الأخطاء.. إنها الثورة تحمل الأخطاء الطبيعية.. لكن جوهرها يبقى مصونا.. في هذه اللحظة التاريخية من مسار الثورة، تحتاج هيئة الأركان بقيادة اللواء ادريس دعم ومؤازرة كل سوري يؤمن بمسار الثورة.. ولعل الإنجازات الميدانية الأخيرة في درعا واللاذقية وحلب تستحق "رفع القبعة" لقيادة الأركان.
ومع ذلك، هذا لا يعفي من تقويم المسار، لكن علينا أن نتنبه إلى أن قيادة الأكان ليست الجسم الكلي والنهائي للكتائب المقاتلة التي تتفرخ كل يوم في عش الثورة السورية، حتى مسألة الدعم بالسلاح، فهي لم تكن يوما تحت الإشراف الكامل لهيئة الأركان.
فالدعم الموجود مقسم إلى عدة اقسام، إما دعم دولي للأركان وهو ضعيف، أو دعم دولي لجهات مقاتلة بالداخل وبشكل مباشر ليس عن طريق الأركان، أو دعم مؤسسات وأفراد وهذا أيضا بشكل مباشر لبعض الجهات المقاتلة وليس عن طريق الأركان.
وفي أكثر من مرة، ومن باب الشفافية، تقر هيئة الأركان في بعض جوانب الضعف الإعلامي، وهذا يلقي بالمسؤولية على جيل الصحفيين المؤمنين بالثورة أن يكونوا مكملا لعمل هيئة الأركان.. إنها الثورة يجب أن نؤمن بها قبل أن نمضي.. وأن نضع الثقة في المكان المناسب.. أما أن نتسلح بأدوات الهجوم والشك.. هنا لن يسقط نظام الأسد الذي التف حوله كل من تجمعه المصلحة ..لا المبدأ.
من البلد | |
|
عبدالله رجا - مقال رأي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية