أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

العوض بتغريبتكم!...فخر الحمصي

ضاع ما ضاع بأيدينا، ومبروك للـ"أعظمين" ما يقسمون ويرسمون، والكل دفع وما بخل، وإسرائيل تقبض الثمن بصمت تاركة للبهلوان الاحتفال بالنصر!

الحمد لله، فقد أصبح لكل الأشهر عندنا أعياد من حزيران إلى أيلول وما عاد ينقصنا حتى جوائز الترضية ! 
أنجزنا، ومن أنجز الأبجدية لا يصعب عليه ما يليها فالدموع زغردة، والعويل هتاف والمأساة زفاف ! وكله فداء للمخلّص الذي ملأ الأرض جثثاً وركاماً ورماداً، بعد أن امتلأت له حساداً، فاستحق أن يكون مذكوراً في كل صلاة ودعاء وأنين.

أما الانتصارات فقد كللت الهامات وللمهتمين متابعتها على "شام اف إم " أو "سما" أو "الجيش الحر". وبحسبها أنه ما من حي أو قرية إلا وفتحت مع قلوب أهلها مرات بجيوش أولها للقتل وآخرها للنهب والسلب. جيوش تاه علينا عدها، من جيش الدفاع الوطني إلى جيش المهدي، وكتائب تنقسم أحياناً وفق هوى الممولين وفي الأغلب لغلبة طبع الثوريين، ولا مساواة لكنها إشارات.

عوضنا، بالمساعدين الدبقين الشرهين في المفارز بالمتنطعين، مفرزات أخرى لزمن لزج، لا يتخلون عن ظهر شعبهم حتى في المهاجر والبراري فلا أشواط محدودة ولا حكم ولا صافرة، والطاسة ضائعة!

وشعبهم مشغول باكتساب الثقافات الجديدة من خلال سياحته في أصقاع الأرض، فرحاً بالتعرف على شتائم بطعم مختلف وزجرات لا تقاقي ولها نفس المفعول.

والجمهور يستحثنا بكل اللغات التي باتت صديقة وشقيقة، فنوغل في الهجوم، نستدعي عوامل العداوة من أعماق الكتب والتاريخ، علها تمحو ذاكرة الود والوئام، تطفئ آخر نبض إنساني. وقد نستعين بالعقاقير وطبول النصر لتغطي نبض القلب. نفرح ونفخر فقد أصبحنا وحوشا. نقتل وجودنا وتاريخنا ومستقبلنا، ونتطلع في أعين جمهورنا نستدر رضاه وتصفيقه.

وطن كالصابونة يذوب من وطأة القذارة وديكة منتوفة منفوخة كالبالون وشعب خلق الله له، ككل الكائنات، عينين لكنه يأبى أن ينظر إلا بواحدة، وكم أخشى أن تكون الأخرى قلعها الريب واليأس والظلم!

مشاركة لــ"زمان الوصل"
(129)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي