سؤال في خضم الصراع. والجواب إجابة دقيقة بتأمل و نزاهة ويقين...
هل يعفينا عشقنا للحرية وتغنينا بها ليل نهار من مسؤوليتنا الفردية والجماعيّة في إنمائها حولنا وزرعها في كل مكان....حتى في الأماكن المقفرة والصعبة والصلدة. ولو بين الأشواك، وبأيد ناعمة طريّة لا تقوى على الجراح ...؟
إنه الزمن الصعب .. .. يتعربش فيه الوقت على غصن الألم. وفي الثورة ،المعاناة المخاض، تورق براعم الأمل. ومستقبل وليد باسم، يطل من خلف كل الخراب ليقول هيا إلى العمل والحصاد. كفانا تشبثا بفكرة الفشل. من يتغنى بمرائي الهزيمة ويندب الثورة ويبكي مصير بلادنا الحزينة لأنها تدور في زوبعة نارـ فلا يراها أبيّة تواجه بصمود لافت جبروت سيافها؛ فقد اختار الهزيمة...وشرع بتدبير قبره وتابوته وحتفه...الهزيمة مرفوضة في الأمة، لأنّها تعلن موتنا جميعنا، وتؤرّخ موت تاريخنا ، وتعني انتصار الطغاة والعبيد والعنصريين الذين شربوا طويلا من دمائنا، ولن يتركوا لأحد موقع قدم لمشاهدة شمس الحياة ولا متسعا من فضاء لاسنتشاق عبير الوجود...
"يا آلامنا ليس لك إلا الحرية خلاصا...
فتشبثي يا أوجاع شعبنا بالصبر واعتصمي بالأمل...
خربشة اليأس عابرة على جلودنا...
غروس الحلم راسخة فينا ...
تعربش في الصميم عناقيد الشغف
ترتوي وتروينا
من الشجر الحزين محملا بالمطر
فننمو وتنمو فينا
زهرا يرش العطر يقينا "
ثورتنا ..كشعب سوري، قطعا، هي أكبر ظاهرة حضارية في القرن الواحد والعشرين. لن يكون لها مثيل في هذا القرن، ومهما اتهمومها بالشروخ غير الأخلاقية وبكثير القصور المنطقي والعقائد؛ فإنها تبقى ثورة الحرية وثورة النهضة والكرامة....ولعل القادم في وعورة طريقها أصعب مما هو الآن وأشد... لكنّه الامتحان المأساوي قبل أن يأتي الفجر العظيم...إنها ثورة ضد الحياة الدنيا وحياة العبيد والأذلاء... ثورة لبناء فضاءات لا آخر لها في الحرية والعدالة والمجد والفكر...ثورة من اجل الحياة ....سوريا هي منطلق التغيير الحضاري عندما تستيقظ من رمادها وتنفض عنها تراب قبرها... فلنكن متفائلين ومكافحين..ولنزرع الخير والعمل والوعي. حتى يحتفي بنا الغد والنصر أحرارا منتصبي القامة ... مرفوعي الهامة... رافعي الجبين...فصيحي الخطاب. لسنا بلا خطيئة لكنّ الفضيلة التي ننشدها ونسير في وحيها أكبر من كل زلل.
د. سماح هدايا
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية