أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أم نــــــزار ... غازي العدلان

أم نزار . تلك القلعة الثانيه في حمص . صمدت ثلاثون شهرا داخل الحصار. تحملت مالم يتحمله الشباب نظرا لسنها اللذي تجاوز التسعين ولمرضها بكل انواع المرض .ظهرت علينا لأول مرة وهي تشرح لنا معاناة الأطفال والأمهات بطريقة وبلهجة حمصيه رائعة ( ياأمي النسوان ماعاد فيون حليب من الجوع ) وظهرت في المرة الثانيه وهي تشد على أيدي الثوار وتحثم على الصمود . كم أنت رائعة أيتها العجوز الفاضلة . أين منظمات حقوق المرأة لتسمع صوتك اللذي أسمع الصم ولم يسمعوه . كل ماكانت تتمناه حبوب الضغط والسكر . لم تطلب يوما طعاما ولا شرابا لها . بل كانت الطفولة المعذبة داخل الحصار هو أكبر همها . لم تخف من الموت يوما وهي تعلم أن الموت حق . مسكين أيها القناص . بل غبي لأنك لم تعلم أنك برصاصتك الغادرة قد هدمت قلعة من قلاع حمص . برصاصتك الغادرة الجبانة جعلت من أم نزار تاريخا يُقرا وصفحة بطولة في تاريخ الثورة السوريه . من يعرفك أيها القاتل الجبان وأنت تختبيء وراء جدار أو داخل وكر حديدي . هنيئا لك أيتها العجوز الحمصية . فقد سجلتي بدمك أروع آيات الجهاد . وختمي حياتك الطويلة بشهادة . فإلى جنة الخلد إنشاء الله . فإن قتلوك ولم يحترموا سنك القادم من أعماق التاريخ فقد قتلوا التاريح في سوريا . من أنت أيتها العجوز الرائعة بالنسبة ( لسيدي خالد ) فقد مات وهو يحلم بالشهادة ودُفن في حمص مخلفا ورائه تاريخ لم يعرف الهزيمة . ماتاريخك ياأم نزار بالنسبة لتاريخ ( سيدي خالد ) لترقص القردة على قبره والخنازير إنتقاما من التاريخ . لاتفرحوا كثيرا فقد امتلأت صفحاتكم جرائم وقتل ودمار . وما قتلكم لأم نزار وهي بآخر عمرها إلا دليل على أنكم وصلتم لأخر عمركم . وإن غدا لناظره لقريب .

(107)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي