أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نظام الممانعة يقتل من قاوم الأمريكيين والإسرائيليين.. شحادة الشهابي الذي أنزل علم أمريكا عن سفارتها بدمشق

الشهيد شحادة أحمد الشهابي

زف مخيم اليرموك يوم الأربعاء الشهيد شحادة أحمد الشهابي جرّاء إصابته بشظايا القصف العنيف الذي تعرض له مخيم اليرموك (شارع فلسطين)، وكان الشهيد الشهابي وهو مهندس كهرباء وعمل في الاتحاد العام لطلبة فلسطين كأمين سر أثناء دراسته الجامعية، أول من أنزل علم السفارة الأمريكية بدمشق، وكان له دور مشرف في القتال إلى جانب المقاومين العراقيين منذ بدء الغزو الأمريكي للعراق، كما كان له دور بارز في حراك مخيم اليرموك مع انطلاقة انتفاضة الأقصى. والمفارقة أن الشهيد الشهابي حارب الأمريكيين في العراق، والإسرائيليين في كل من فلسطين وبيروت قُتل على يد نظام "الممانعة والمقاومة" في دمشق. 

رشاد الهندي أحد أصدقاء الشهيد نعاه على صفحته الشخصية على فيسبوك قائلا: "الله يرحمك يا شحادة, طول عمري من وقت ما عرفتك لها للحظة وأنت نعم الأخ والصديق, ما كنت ناوي أنعيك إلا على أرض فلسطين, بس تاريخك بيكفي فلسطين وكل هالأمة يا أغلى الناس".

" زمان الوصل" اتصلت بالهندي الذي تحدث عن جوانب من حياة صديق عمره قائلا:
في عام 2003 وأثناء الغزو الأمريكي للعراق, توجه شحادة الشهابي مع مجموعة من شباب مخيم اليرموك للدفاع عن أرض عربية, واستشهد صديقنا ساري شحادة وغيره من شباب المخيم, ودفنوا في العراق, ورجع شحادة بالسلامة لسوريا، و في تموز من عام 2006 توجه شحادة الشهابي إلى لبنان, للمساهمة في مقاومة الاعتداءات الصهيونية على لبنان, وساهم هناك في المجال الإغاثي مع مجموعة من شباب المخيم, وعادوا سالمين. ويضيف الهندي: في عام 2011 التقيت بالصدفة بشحادة على أرض الجولان المحتل أثناء مسيرة العودة الأولى 15 أيار, ولم أستغرب وجوده هناك فالحمية والوطنية وحب الشهادة جزء من حياته, وأذكر هنا أن جده وسميّه (شحادة الشهابي) كان قد استشهد على يد قوات الاحتلال الصهيوني عام 1948 والمفارقة الغريبة أن يموت هو على يد نظام المقاومة والممانعة الأسدي وليس على يد الأمريكيين في العراق، ولا الإسرائيليين في بيروت.

صلاة في الأقصى
وعندما سألناه عن موقف عايشه مع الشهيد في مسيرة العودة، أجاب رشاد الهندي: عندما التقينا في الجولان بمسيرة العودة, كان شحادة يحلم باليوم الذي يعود فيه إلى فلسطين ويصلي ركعتين في الأقصى, ووقتها حوصرنا في الجولان من قبل الجيش الصهيوني, فقام هو ومجموعة من أصدقائه بالصلاة عند الحاجز الصهيوني, وقال لي وقتها هذا أقرب مكان للأقصى.

وحول صموده وبقائه في مخيم اليرموك رغم أن الكثير من الفلسطينيين هجروه قال صديق الشهيد الشهابي: في الأحداث الأخيرة في سوريا وخاصة بمخيم اليرموك, رفض شحادة الخروج من المخيم وأذكر تماما آخر محادثة معه قبل أسبوعين من إصابته عندما قال لي: "المخيم خيمتنا الأخيرة ع فلسطين, إذا تركناها, راح نبعد كتير عن العودة"، واختار البقاء صامدا فيه رغم الحصار والقصف والاشتباكات اليومية.

وبتاريخ 7 أيلول 2013 وأثناء القصف على مخيم اليرموك, تم استهداف حارة شحادة على شارع فلسطين, وأصيب جرّاء شظايا، واستشهد ابن عمه محمود الشهابي, وتم إيداعه أحد المشافي الميدانية بريف دمشق, الذي كان وما يزال يعاني نقصاً بالأطباء الجراحين والمختصين بالإضافة لنقص المواد الطبية وخاصة الدم فاستشهد شحادة متاثراً بإصابته وبسبب الحصار المطبق على مخيم اليرموك.

أنزل العلم الاميركي ثم قام بإحراقه
ويحدثنا صديقه "علاء عبود" عن حادثة إنزال الشهيد الشهابي للعلم الأمريكي من أعلى مبنى السفارة الأمريكية بدمشق كما رآها بعينه قائلا: في عام 1998 وأثناء الضربة الأميركية على العراق خرجت مظاهرة أمام السفارة الأميركية وتقدم حينها عدد من الشبان المتظاهرين لإنزال العلم الامريكي احتجاجا على هذه الضربة، وحينها لم يدع شحادة الشهابي (أبو ميار) أحدا يصعد لإنزال العلم لأنه خاف على الشبان الذين تحمسوا لذلك وتسلق بمفرده مبنى السفارة من الخارج ووصل إلى السطح وأنزل العلم الاميركي ثم قام بإحراقه، وتم استدعاؤه بعد هذه القصة بأيام إلى أحد فروع الأمن بدمشق للتحقيق معه، وهذه القصة كنت شاهدا عليها لأنني كنت أحد المتظاهرين أمام مبنى السفارة الأمريكية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(198)    هل أعجبتك المقالة (175)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي