أبو حافظ .. والأربعين منحبكجي

لم أكن أتوقع أن أرى ساحة المحافظة –ساحة يوسف العظمة باسمها الرسمي- في وسط العاصمة دمشق وهي تعج بالجموع الغفيرة المؤيدة لقاتل الأطفال، المختبئ في أحد سراديب القصر الجمهوري، والتي تهز الأرض بصداح حناجرها المنددة بالضربة الأميريكية المزعومة.
اليوم 9/9/2013 وحوالي الساعة الواحدة ظهرا كنت قاصداً سوق البحصة التجاري لتفاجئني الكثافة الأمنية الكبيرة والمشددة على جميع مداخل السوق والتي تترافق مع تفتيش وتدقيق الحاجيات والبطاقات الشخصية فحاولت المراوغة والمناورة وأخذت بالاقتراب شيئاً فشيئاً من ساحة المحافظة، حيث كانت تعلو الأصوات مدوية بهتاف "وينك وينك أوباما... ماهر لسا بالبيجاما "، ليقع ناظري أخيرا على تجمع مليوني لمؤيدي الوريث القاصر بشار الأسد، والذين يبلغ عددهم أربعين شخصاً على أكثر تقدير!
نظرة عن قرب
اقتربت أكثر فأكثر من الجماهير الشعبية لأرى حلقة الدبكة حيث يمسك كل شاب بيد من اختارها لتكون رفيقة دبكته وخندق كفاحه وربما أماكن أخرى، وبما أن الدبكة كانت في منتصف النهار ولا يخفى على أحد حرارة الصيف في دمشق، فقد "أُجبرت!" بعض الرفيقات على التخلي عن بعض الملابس وإظهار جزء من الصدور العارية التي سيواجهن بها البوارج الأمريكية, وهنا أخذت هرمونات حزب البعث تتحرك بداخلي وتدفعني لاختيار رفيقة ومواجهة العدوان بصحبتها، وهو الأمر الذي كان سيحدث لولا تلك اليد التي وضعت على كتفي مترافقة بصوت عنصر الأمن الذي يطلب بطاقتي الشخصية.
حديث مقتضب
تراجعت إلى الخلف برفقة عنصر الأمن الذي استفسر عن عملي وسبب وجودي في دمشق وفي هذه المنطقة بالذات فكان الحديث بين سؤال وجواب حتى أعاد لي بطاقتي، ومن ثم بادرت أنا بسؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة ستنفذ تهديدها بضرب سوريا فأتاني جوابه متحديا العالم كله وليس أمريكا فقط مردداً عبارة "كل عسكري أمريكي حقو سكين"؛ ليذكرني بأطفال الحولة الذين قضوا ذبحاً بالسكاكين على يد شبيحة النظام في الخامس والعشرين من أيار عام 2012 وهنا انسحبت بهدوء مع انسحاب الرفاق والرفيقات متخيلاً غباء عنصر الأمن الذي يظن أن الجنود الأمريكان يحملون نفس براءة أطفال الحولة حتى يذبحهم بسكين مثلومة.
نصيحة لأبي حافظ
يا سيد الوطن ويا أسد الأسود إن كان لديك مثل هؤلاء العناصر الذين يتخذون من الذبح عقيدة أو منهجاً في الحروب ولديك مثل هؤلاء الرفاق والرفيقات الذين سيواجهون الغزاة بصدور عارية – أنصحك برؤية هذه الصدور-، فلماذا تسلم سلاحك الكيماوي يا سيد الممانعة.. لماذا لا تدعهم يخرجون بسكاكينهم وصدورهن فيدحرون الأمريكان ويتابعون المسير إلى تل أبيب ليسحقوا الصهاينة ويعودوا بمفاعلهم النووي، وحينها يمكنك أن تضرب أطفال الغوطة باليورانيوم المخصب وتنال لقب "بشار النووي" بكل جدارة
عمر الأتاسي - دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية