أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شبح علي حيدر يطارد سورياً في اسطنبول وسوريّة تُطرد من شارع الاستقلال

وكأن موطئ قدم السوري يتحول إلى درب جلجلة يُكتب عليه السير فيه.. ففي مايلي مشهدان مقتطعان من حياة شاب وامرأة في اسطنبول، جمعتني بهما المصادفة لأكون فقط شاهدة على معاناتهما، دون أن تسمح لي بالتدخل.. 

شبح علي حيدر على الشاطئ 
" ممنوع علي حيدر ما يقلك ممنوع"..كلماتٌ يصرخ بها شاب سوري شبه عاري، يمشي بمحاذة البحر في منطقة "قباتاش" في اسطنبول وهو يصرخ بملء فمه "ممنوع علي حيدر ما يقلك ممنوع"، كلماته العالية وصلت قبل صورته، فتابعت مشهد مروره أمامي بصمت..وتابع الشاب طريقه وسط ذهول المارة الذين على أغلب لم يخطر ببالهم ما كنت أفكر به بأن هذا الشب ولاشك معتقل سابق في سوريا..وأن على حيدر على الأغلب أحد سجانية..ومن المؤكد أن أحداً لم يهتم فيما إذا كان الشاب قد فقد صوابه بالفعل أم ربما مخنوق فقط!!..وإن كان مجنونا لاشك أن ذلك حدث أثناء وجوده في اسطنبول.. وقبل أن أفكر بكيفية مساعدته، قلبت الإشارة إلى اللون الأخضر ومشت السيارة التي كانت تقلني. 

الذل يترصد السوريين في الاستقلال
يسقط هتاف "الشعب السوري ما بينذل" يومياً في بلاد المنفى ملايين المرات، فهل يمكننا المكابرة على كرامتنا أمام مشهد امرأة سورية تطلب المساعدة من المارة في شارع الاستقلال، فتترصدها امرأة -عرفت من لهجتها العربية أنها من مدينة أنطاكية- بالشتيمة وبوصفها بالنصب والنفاق.. فترد عليها المرأة السورية بقولها: "إن شالله بيصير فيكي متل مو صاير فيني.." وعندها تبدأ المرأة التركية بترجمة كلام السورية للمارة مع تلفيق كلمات مسيئة للشعب التركي .. ما يدفع أحدهم لطرد المرأة السورية من المكان..

أعتقد أنني كنت السورية الوحيدة بين الجموع التي احتشدت، وجل ما تمنيته عندها الصراخ بوجه العالم "ارحموا عزيز قوم ذل"..لكني لم أفعلها بقيت مكاني حتى غابت المرأة وانفض الحشد..وإلى الآن مازلت أسأل نفسي ماذا لو وبخت المرأة التركية على وقحتها؟..ماذا لو لحقت بالمرأة السورية وساعدتها؟..ماذا لو أخبرت المتجمهرين عما يحدث في سوريا؟..وماذا لم أكتفِ بالفرجة؟

لمى شماس - اسطنبول (تركيا) - زمان الوصل
(120)    هل أعجبتك المقالة (96)

جانتي

2013-09-11

نحن شعب نهوى الفرجة .. لذلك نهوي حتى نصبح شعب يهوى النجدة.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي